هو نائب لبناني عن بلدة إهمج ومحبوب من الشعب ، تخرج من جامعة باريس 1 حيث نال الماجستير في إدارة الأعمال، ثم حاز الدبلوم في علم البصريات من المدرسة العليا للبصريات في باريس.

هو رئيس مجلس إدارة شركة "أوكو" في فرنسا ، ومدير عام شركتي "ليفرا" و"أن في أم دي" في لبنان ، ولا يهتم فقط بالأمور السياسية لبلدته إهمج ، بل كان حاضراً طيلة فترة المهرجانات فيها ، حيث إلتقيناه وكان هذا الحوار .

ما هو دورك كنائب عن بلدة إهمج في إستقطاب الجمهور قبل السياح إلى مهرجانات إهمج؟
في كل تجربة سنوية نقوم فيها بالمهرجان نكتشف إيجابيات ونكتشف أيضاً بعض السلبيات والثغرات. لهذا نقوم بعملية تقييم بعد الملاحظات التي تأتينا من كثير من الاشخاص الذين شاركوا، مع جمعية إهمج وبلدية إهمج كي نحسّن التنظيم والأداء في الموسم الآتي وهذه مهمتنا الأساسية. التحسين له جوانب متعددة إن على الصعيد المالي أو على صعيد الإستقطاب أو على صعيد نوعية الفنانين أو على صعيد التنظيم الإداري للمهرجان بالإضافة إلى التسويق الإعلاني للمهرجان.


هل تستقطبون في المهرجان أهالي إهمج وجبيل فقط أم يأتي أشخاص من خارج المنطقة ليحضروا المهرجان؟
كل سنة في مهرجانات إهمج يأتي أشخاص من كل أنحاء لبنان ومن مختلف المناطق اللبنانية ومن مختلف الطوائف ، لا يوجد تقوقع أبداً بالعكس يأتي إلينا حضور من كل لبنان وهذا يعطي للبنان ميزة إضافية ضمن المهرجانات الدولية. وهذا ليس متوافراً عند العديد من المهرجانات في الضيع. وهذا الأمر يجعلنا أمام تحدٍ أكبر في المواسم الآتية.

أنت تعرف قيمة إهمج التاريخية وهي منطقة سياحياً دينية وفيها دير عمره أكثر من 1600 سنة وفيها آثارات وأول معجزة لمار شربل حدثت في إهمج. هل تتواصلون مع وزارة الثقافة أو وزارة السياحة كي تعززوا هذه المراكز من أجل إستقطاب الناس والسياح خارج الموسم الصيفي؟
هناك عقدة نقص لدينا تجاه قريتنا لأننا لا نقوم بكل شيء مطلوب منا بسبب أولاً تعدد الملفات ، ثانياً لأن الموارد البشرية قليلة. لكن في قريتنا هناك موارد بشرية كثيرة ولدينا مؤسسات تعنى بالشؤون الرياضية والسياحية والثقافية والإنمائية. بما يختص بالأمور الثقافية لدينا تواصل مع وزارة الثقافة فإهمج لديها نائب وعندي تواصل مع الوزارات وعندنا رابطة ثقافية أيضاً تهتمّ بأن تواكب الأمور المتعلقة بالتراث. وهناك مثقفون وشعراء وكل الإختصاصات والطاقات هائلة والناس لا يعرفون أن الأخطل الصغير لديه جذور إهمجية فمنذ الآن إلى سنة ونصف ستحل الذكرى الخمسين على وفاته ، نحضر مع عائلته لقاءً تأسيسياً له علاقة بتخليد ذكرى الأخطل الصغير في ضيعته إهمج. ونحن نحاول من خلال إمكانياتنا أن نعمل على تنشيط القرية.


أنت من النواب القريبين من الشعب وتملك تواضعاً كبيراً مع أنك مثقف وعشت فترة في فرنسا وكل هذه الإجازات والدكتوراه هل هذا يجعلك تعمل أكثر ليس فقط من أجل قريتك بل على صعيد لبنان مثلاً القانون الإنتخابي كي يعود هذا الشعب ويثق بنوابه؟
قبل كل شيء أنا كأدائي ونمط حياتي وكيف أتعاطى مع الناس أنطلق من مبدأين هما الشعار الإنتخابي الذي بناء عليه انتخبني الشعب فيجب ألا ينسى النائب أنه من الناس وألا يتعاطى معهم بفوقية وبتعالٍ ، وثانياً مع المثل الذي يقول "سبحان لي بيغيّر ما بيتغير" فأنا مهمتي أن أغير المجتمع نحو الأفضل وأطوره من دون أن أغير من مبادئي وقيمي وهذا ما يجعلني على تماس مع شؤون وشجون المواطنين إن في قضاء جبيل أو على صعيد لبنان. وهذا ما يعطي الصورة الإيجابية عني ، فالمواطن بحاجة إلى نائب يستمع إليه ويتواصل معه ويواكبه ويساعده ليس لنائب لا يتواصل مع الناس. فالنيابة ليست جاهاً وليست نفوذاً وليست سلطة بل هي رسالة إنسانية وهذا ما أعمل عليه.


ماذا تطلب من الدولة لبلدة إهمج وللبنان عموماً؟
بما يتعلّق بإهمج لدينا رمز للبلدة وهو دب وبلدتنا متميزة عن الكثير من البلدات على صعيد قضاء جبيل وهي مشهورة بالكرم والضيافة ، ولدينا متطوعون يأتون إلى بلدتهم ليساعدوا وهذا دليل على تميزنا. لكن لبلدة إهمج إحتياجات من تطوير بنيتها التحتية وشبكة الصرف الصحي المفقودة إلى أمور لها علاقة بخلق فرص عمل من أجل منع هجرة الشباب إلى المدن ، وهذا مطلب جماعي لكل البلدات التي تعلو عن سطح البحر 1000 متر وما فوق. أما على صعيد لبنان فالمشاكل كثيرة وكبيرة ، أهم شيء الإستقرار السياسي الذي يعطي إستقراراً نفسياً للناس ويخلق عامل ثقة بينهم وبين السياسيين وتبدأ من المؤسسات الدستورية كي تؤدي دورها ورئاسة الجمهورية والحكومة إلى مجلس نواب يقر قوانين مناسبة ويحاسب.

كما إلتقينا رئيس بلدية إهمج نزيه أبي سمعان ، وكان لنا معه هذا الحوار .


مبروك ريّس لمهرجانات إهمج التي تتألق سنة بعد أخرى .
شكراً ، هي تتألق بوجود الناس الطيبين والذين يحبون الجو الجميل في هذه الضيعة.


جو الفنانين رائع في إهمج، هل تتكلفون كثيراً ، البعض ينتقد كثيراً أنكم تدفعون تكاليف باهظة أم أنكم تجنون المال من المهرجان؟
لا يوجد انتقاد بخصوص هذا الموضوع لأننا لم نقصر في أي أمر ، لكن المهرجان يعطي اسماً كبيراً لمنطقتنا فهو مميز عن كل مهرجانات لبنان لأن هناك "تمشى وسهار" هناك أكشاك أيضاً وعشاء قروي ، وهناك أشخاص يحبون أن يجلسوا في مطعم ، وآخرون يحبون أن يجلسوا على المدرج ، وهذه الأمور لا تجدينها كثيراً في أي مهرجان آخر ، فهناك إما مدرج أو مسرح أو مطعم ومسرح ، لكنك لا تجدين أبداً ما هو موجود لدينا.


وفق أي مقياس تختارون الفنانين المشاركين في المهرجان؟
نختار دائماً الفنانين اللبنانيين الذين يعكسون جو الضيعة ، الجو الذي يحبه أهل القرى واللبنانيون عموماً وهذا الجو الذي ما زلنا نختاره وهو الناجح والرائج طبعاً.


ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
بعد هذا المهرجان لدينا في 11 أو 12 أيلول مهرجان مونة الذي بدأنا به السنة الماضية ونخلق من خلاله فرص عمل للسيدات.


أتمنى لك النجاح وإلى لقاء مطول نتحدث فيه عن البلدية.
ونحن نشكر وجودكم وبالفعل ، نحن ممتنون لكم لأنكم قطعتم هذه المسافة الطويلة وجئتم لتغطية هذا المهرجان.