في تغطية خاصة لموقع "الفن" لبرنامج "نجوم وأسرار" الذي يعده ويقدمه مدير التحرير الإعلامي جوزيف بو جابر عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، حل الفنان غدي ضيفاً على البرنامج.


تحدث غدي مع بداية الحلقة عن طفولته، قائلاً "أنا ولدت في الزلقا، وعشت في الجديدة، وربيت في حي تم إغلاقه، وكان هناك ملعب فوتبول، وأهلي كانوا يودعوني عند الساعة 7 صباحاً، ثم يستقبلونني ليلاً، لذلك أحب الرياضة كثيراً، ودائماً ما أتواجد في ملعب الفوتبول، إضافة إلى أنني من جيل الحرب، قلما ذهبت إلى المدرسة، ولم يكن هناك وقت محدد، وكنت دائماً ما ألعب مع أصدقائي، فكانت طفولتي رياضية بإمتياز".

وعن الأمور التي ما زال يحتفظ بها من طفولته، قال "طيبة القلب والعفوية والمزح والضحك".
وبالعودة إلى الأجواء المدرسية، قال غدي "كنت أحب الرياضة، وكذلك كنت أحب الرياضيات لأنهما متشابهتان، فالرياضيات لا تحتاج إلى درس أي أنها تحتاج إلى التفكير الفوري، فكنت أجدها سهلة ، أما أن يتم إعطائي فرضاً إلى المنزل فهذه المشكلة، أما باقي المواد فكنت دائماً "عالحفة"، وخلال المدرسة كنت في إجازة حيث أنني كنت أبقى خارج الصف".


أما بالنسبة للذكريات التي ما زالت حاضرة في ذهنه ، فقال غدي "كنت في مدرسة الحكمة المعروفة بمنتخب كرة السلة الخاص بها، وكان عمري 13 عاماً ، وكنت ألعب مع أشخاص أكبر مني، وكانت فرصتنا ساعة، وكان لدي وقت لألعب، وبالنسبة للدراسة كنت دائماً ما أنجح لكن من دون أن أدرس، إضافة إلى أنني كنت أحفظ الأغنية بسرعة، فإذا إستمعت إليها مرتين أحفظها بسرعة فائقة، وبدأت بالكونسرفتوار في صغري، وطفولتي كانت جامعة لكل الأمور، والحرب تُعلّم، وجيل الحرب هو جيل واعٍ كثيراً، ويعرف معنى الصبر والتحمل، ويعرف قيمة كل الأمور في الحياة".
وعن قصة طريفة حصلت معه أيام المدرسة قال "كان هناك كورال في المدرسة وطلبوا مني أن أقدم عليه، إلا أنّ صديقي قال لي إن الشخص الذي يدخل الكورال يُحرم من الحصة الرياضية، فرحت أصرخ أثناء تأديتي فطلب مني الخروج".

وصرح غدي بأنه كان مغرماً بفتاة عندما كان في عمر الـ 18، وقال "أنا من النوع الذي يخلص لفتاة واحدة، في السابق كنت مغرماً بالفتيات جميعاً، وكان قلبي كبيراً جداً، وهنّ كنّ يكنّنّ لي الحب، بخاصة أنني الشاب المهضوم الذي يضيف الأجواء المرحة على الرحلات ولست منعزلاً ، ولم أستمر بالحب في عمر الـ 18 لأن وضعي الإجتماعي والمادي لم يكن كما كان وضعها، فتغلب عقلها على قلبها، بخاصة أنني كنت رجل إطفاء".
وأضاف "اليوم ما زال باب قلبي مفتوحاً على مصراعيه، إلا أن الحب بحاجة إلى نصف حياة الشخص ، وأنا أحب السفر والحياة وإحياء الحفلات وكل هذه الأمور، وأشعر بأنني سأظلم الفتاة التي سأحبها ، والزواج ليس وارداً الآن".

وعن سبب تغيير إسمه من أنطوان رزق الله إلى غدي، قال "تيمناً بإذاعة صوت الغد، بخاصة بعد تركي فوج الإطفاء، قمت بالخدمة الإجبارية في الجيش، ثم توجهت إلى الإعلانات حيث عملت مندوب إعلانات في صوت الغد ، وكان عمري حينها حوالى 23 عاماً ، ونجحت ضمن هذا المجال وأحبني الناس لأن مفتاح النجاح في الحياة هو الصدق الذي يقوم على الثقة".

وعن عمله في الدفاع المدني قال غدي "لم يكن هناك تلك الحرائق الكبيرة، إلا أنه في معظم الليالي كان هناك إشعال نفايات فكنا نتوجه إلى إخماد النيران، وعندما يحدث حريق حقيقي في منزل أو مصنع، وأنا من هنا أوجه تحية إلى كل العاملين في الدفاع المدني لأنهم يعملون من قلبهم ، بخاصة عندما يرن جرس الإطفاء، فكلهم يتوجهون إلى المكان حتى لو لم يكونوا مستعدين وذلك فقط من أجل إخماد الحريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وتابع غدي "كانوا يطلقون عليّ لقب أبو النار، وكنت أخاطر بحياتي، لكن في النهاية تبعت الأمر الذي أحبه أكثر وعملت عليه".

أما بالنسبة لكليب أغنيته الجديدة "ويلي"، فقال "عندما تنتج لنفسك يجب أن تضحي بأمور مقابل أخرى، لكنني قررت أنه عندما أقدم أغنيات سأدعمها بشكل صحيح، لذلك أعتمد نظاماً جديداً في أن أدعم أغنياتي حتى لا تنسى، بخاصة من خلال الشاشات التلفزيونية، ونحن بلد الدعم فيه خطأ ، وسنقدم 4 أعمال بنفس الطريقة كما "ويلي"، وإذا لم أستفد من هذه الخطوة لن أكمل فيها".
وأضاف غدي "صورت كليب "ويلي" في سوريا ، حيث أن المخرج السوري عماد الرفاعي قدم لي story board والفكرة لايت كوميدي وأحببتها ، حتى أن كلفة التصوير أقل في سوريا، وصورنا 23 ساعة متواصلة".

وعن القصة التي كتبها غدي قال "هذه القصة سلمتها لـ علي مطر ، وقدم مسلسلاً من 10 حلقات، ووصله حقه كاملاً، ودفعت 15000 دولار ثمن السيناريو، وعرضت المسلسل على منتجين لكنني إستخدمت المصاريف التي معي بأمر آخر، وأنا لن أقدم أي دور إلا إذا أضاف إلى مسيرتي".
هذا وأشار إلى أن تجاربه التمثيلية أضافت إليه، قائلاً "أنا حاضر أن أمثل وتجاربي التمثيلية أعطتني خبرة كبيرة ، وأنا متأكد من أنني سأقدم بطريقة أفضل 100 مرة عما سبق".
أما بالنسبة لتعلقه بالتمثيل ، فقال "عندما تتم إعادة مسلسل "غنوجة بيا" أتلقى نفس التعليقات من الناس ومعظمهم يسألوني "لماذا لا تعود إلى التمثيل؟"، وأصبح من الضروري أن أعود ولكن بشكل صحيح".

وتحدث غدي عن موقف محرج حصل معه، حيث قال "إتصل بي أحدهم من الإذاعة الفلسطينية، وقال لي "غدي عاشق مجروح ومستمر مع الفرسان الأربعة"، وانا دخلت بالحديث معه وبدأ يسألني عن الشباب الفرسان ، وعندما تواجدت في مسرحية للرحابنة، تعرفت إلى الأستاذ غدي الرحباني وقلت له "يتصلون بي دائماً ظناً منهم أني أنت".

وفي الفقرة الأخيرة "عطيني سرك" كشف غدي عن سر فني قائلاً "أخذت الحقوق من جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى Sacem لأغني للراحل عازار حبيب "ع جبين الليل" و"لولاكي يا ملاكي"، وسيتم طرحهما قريباً ضمن عمل واحد".

وأشار غدي إلى أنه لا يخبر أسراره لأحد، وقال "أنا من الناس الذين يعتمدون على أنفسهم، والخبر الذي يأتي عني يعرفه الجميع في الوقت عينه ، وعندما أرحل ستذهب أسراري معي".
وعما إذا كان هناك حزن في حياته، قال "من لا حزن لديه لا فرح لديه، فأنا إنسان أبكي، فمن لا يعرف الحزن هو إنسان غير قادر أن يستلذ بالفرح، وهناك العديد من التجارب السلبية التي تعلمت منها ، وأنا إنسان متصالح مع نفسي ومتسامح، من الممكن أن لا أسلم على شخص أحزنني، إلا أنني ضمنياً أكون قد سامحته".

وأكد غدي أن فكرة السفر غير واردة، قائلاً "أنا متعلق بأهلي كثيراً ، فنعمة الأهل لا يغني عنها شيء، وعندما أسافر لا أقيم في البلد أكثر من 3 أسابيع، لأنني أضيع من دونهم".
وعن مدى إيمانه ، قال غدي "يجب أن تصلب بيدك على وجهك قبل أن تنطلق في يومك، والرب هو الذي يفتح لك كل الأبواب ، وكل إنسان على دينه يسير".

وبعد سؤاله، هل هناك أشخاص حاربوك فنياً ؟"، قال "في البداية هناك من كسرني، وهناك أشخاص لا يحبون أن تصل، لكنني سامحت كل من أذاني ، وأنا مثلاً عندما مثلت في "متر ندى" كنت أغضب بسبب الإنتظار لتصوير دوري ، وأظن أن المنتج مروان حداد زعل مني ، وأنا أعرف أنني تصرفت حينها بطريقة خطأ ، واليوم بدأت أعرف أكثر ماذا أريد وكيف أتصرف".

وعن أصعب قرار، قال غدي "هو أن أبقى إلى جانب عائلتي رغم كل ما يمر به لبنان، إضافة إلى إستمراريتي في الفن رغم كل الظروف ، فأنا ذهلت من حب الناس لي، وسأقدم كل ما أقدر عليه ، وبالطبع النجاح سيكون حليفنا بدعاء من أمي".
هذا وتحدث غدي عن أهم درس تعلمه، وقال "أهم درس هو عندما أنه يكون هناك شخص في عائلتك وتفقده تعرف قيمته، يجب أن تحافظ على الناس الذين يحبونك بدون مصالح، وأن تعرف قيمة البشر، وأهم شيء في الحياة هو الناس وليس الماديات".

"نجوم وأسرار" يُذاع السبت الساعة التاسعة مساء ، ويُعاد بثه الثلاثاء الساعة العاشرة مساء، إخراج علي أمين.

للإستماع إلى المقابلة إضغطهنا.