تحية إلى زكي ناصيف، وتحية إلى لبنان، وجهتها مهرجانات بيت الدين ليلة أمس مستعيدة أجمل أغنيات الفنان المبدع زكي ناصيف الذي أعطى لبنان على مدى خمسين عاماً فناً راقياً تنوّع بين كلام وألحان وغناء.

كما غنى له كبار الفنانين اللبنانيين منهم وديع الصافي وصباح وفيروز التي غنّت لناصيف أسطوانة "فيروز تغني زكي ناصيف" . تحية أرادت توجيهها بيت الدين الى لبنان لأن زكي ناصيف يمثل لبنان الثقافة والفن والحضارة.

إحتشد الجمهور اللبناني باكراً ليأخذ مكانه ، فإمتلأت المقاعد وإكتظت المدرجات بآلاف الأشخاص الذين أتوا إلى أحضان قصر بيت الدين ليوجهوا بدورهم تحية إلى زكي ناصيف.

أما الحفل الذي تأخر نصف ساعة على إنطلاقته حتى يجلس الجميع ، فقد إستهلّ بعرض فيلم مصوّر من إعداد الجامعة الأميركية في بيروت التي ورثت إرث الراحل ناصيف فإئتمنت على كنز فنيّ غالي الثمن لتنشره في أرجاء المعمورة. خصوصاً أن زكي ناصيف أحبّ بيروت وكل زاوية فيها.

بعدها صعدت الفرقة الموسيقية الى المسرح المؤلفة من أكثر من خمسين عازفاً تحت قيادة المايسترو إيلي العليا .
ثم إعتلى المسرح المؤلف الموسيقي غي مانوكيان الذي رافق الفرقة الموسيقية عزفاً على البيانو.

أما أهم ما شهده الجمهور في هذا الحفل فهو استماعه الى أصوات أربعة من المغنين المبدعين الذين يتمتعون بأصوات رائعة وتاريخ فني مهم وهم سمية بعلبكي، رنين الشعار، جوزيف عطية، وزياد الأحمدية فصدحوا بأصواتهم وغنوا أجمل أغنيات زكي ناصيف التي تفاعل معها الجمهور ورقص على انغامها وردّد كلماتها.

البرنامج كان غنياً جداً فتألف من 19 اغنية وهي: طلو حبابنا، اهلا بهالطلة، يا عاشقة الورد، فراشة وزهرة، راجع يتعمر لبنان، مهما يتجرح بلدنا،اشتقنا علبنان، رمشة عينك،اهواك، حلوة ويا نيالها، تسألني الحسناء، دقة ودقة مشينا، ندي النسايم، هلي يا سنابل،ليلتنا،اشتقنا كتير يا حبايب، حبايبنا حوالينا، بلدي حبيبي.


وهذا البرنامج من الاغنيات يحتاج الى اصوات رائعة كي تؤديه ، فسمية بعلبكي بصوتها الكبير والجميل غنت يا عاشقة الورد واهلا بهالطلة فأبهرت الجمهور وصفق لها مطولاً. اما رنين الشعار فأبدعت غناءً وصوتاً وحضوراً فغنّت أهواك ، فأذابت قلوب الحاضرين وتسألني الحسناء. اما زياد الاحمدية فأبهرنا بصوته العذب الذي غنى رمشة عينك مرافقاً الفرقة الموسيقية عزفاً على العود.

وأخيراً يجب التحدث عن جوزيف عطية هذا الشاب الذي يقف بثقة وبعنفوان اللبناني ويغني بكل ما أوتي من قوة وابداع وصوت فتفاعل الجمهور معه كان واضحاً حيث إستطاع ان يشعل الأجواء بـ أبو الزلف ومهما يتجرح بلدنا واشتقنا كتير يا حبايب.

وختام الحفلة كان مع الاغنية التي صارت نشيداً للبنان "راجع يتعمر لبنان" فوقف الجمهور وغنى مع الفنانين الاربعة وصفق لهم كثيراً ولزكي ناصيف الذي يؤكد ان لبنان لا يموت بل يحب الحياة والفن والثقافة والابداع.