فنانة قديرة عرفناها بأدوار متنوعة بين المرأة القوية والجريئة والكوميدية في آن ، عاصرت جيل الدراما السورية الأول وتابعت مسيرتها بروية بين المسرح والسينما والتلفزيون.

غادة بشور حلت ضيفة على "الفن" لتكشف لنا بعض تفاصيل حياتها، وتخصنا ببعض الأخبار الخاصة .

لنتحدث بداية عن مراحل انطلاقتك المبكرة في الدراما السورية.

كان ذلك بعد تجسيدي لدور ضمن مسرحية "خليل القباني"، حيث رُشحت من خلاله لأداء شخصية "رشا" في مسلسل "إنتقام الزباء" مع المخرج غسان صبري، وقد ساعد نجاحي في العمل بالانطلاق للشاشة الملونة.

ماذا عن امتهانك للرقص؟ ولماذا لم نركِ بدور الراقصة في الدراما؟

بدأت مشواري الفني مع فرقة أمية للرقص الشعبي التابعة لوزارة الثقافة، وأصبحت فيما بعد راقصة أولى لها شعبية كبيرة، أما عن تجسيدي لدور الراقصة فقد كان لي ظهور طفيف في بعض المشاهد، لكني حالياً أتمنى تجسيد دور الفنانة الراحلة "تحية كاريوكا" لاسيما أنني ما زلت أحتفظ بمهاراتي في الرقص.

ما الدور الذي تركتِ فيه بصمتك الخاصة؟

أعتقد أن مشاركتي دريد لحام في مسلسلي "عودة غوار" و"أبو الهنا" قد تركت أثراً خاصاً لدى الجمهور ولاسيما العمل الثاني. وعبارة "يعدمني ياكي يا زهور" التي أطلقها عليّ الفنان فارس الحلو بات الناس يرددونها طويلاً.

اعتدنا على رؤيتك بدور المرأة القوية أو المضحكة، لماذا لا نراكِ بدور المرأة البسيطة؟

بالعكس تماماً، فأنا أركز على التنويع في انتقاء أدواري، لكن ربما يسطع نجمي في هذين الدورين كونهما قريبين من شخصيتي الحقيقية، وأجسدهما بطريقتي الخاصة ما جعلهما عالقين في ذهن المشاهد أكثر من غيرهما.

شاركتِ في العديد من الأعمال الرمضانية هذا العام، من أهمها مسلسل "الندم" الذي لاقى أصداء إيجابية، هل تؤيدين نجاحه؟

بالطبع، فمسلسل "الندم" من أجمل المسلسلات التي عُرضت ولاسيما أنه يسلط الضوء على كل بيت سوري بفئاته الاجتماعية المختلفة، وهو مبني على المفارقات بين الخير والشر وبين ما قد عشناه سابقاً وما أوصلنا إلى الوضع الراهن.

ورغم تصويري لعدد قليل من المشاهد فيه وتجسيدي لدور خادمة العائلة إلا أن إيماني الكبير بالمخرج المبدع الليث حجو منحني كامل الثقة بنجاح الشخصية كونه يضفي على أي دور بصمة ورونقاً خاصين.

أيضاً شاركتِ في "زوال" وقد تنازلتِ عن أداء أكثر من دور لأجله، ما مدى صحة ذلك؟

لم أتنازل بالمعنى الحرفي وإنما فُرض عليّ ذلك من المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني لأظهر بعمل واحد فقط من إنتاجها لأمنح زملائي فرصة الظهور، وقد وافقت لأعطي أدواري حقها وأخرج بأفضل صورة.

من هو أفضل ممثل سوري شاب شارك في المسلسل؟

بالنسبة للوجوه الشابة الجديدة لا أستطيع تخصيص أحد، فقد كانوا جميعاً جميلين وأثنى على أدائهم النقاد، وجميعهم لديهم طاقات كبيرة امتهنوا فن التمثيل في كنف المعهد المسرحي.

أديتِ دور قارئة الفلك في مسلسل "سليمو وحريمو" وحاز انتقادات واسعة، ما الذي جعلك توافقين على المشاركة فيه؟

برأيي العمل جميل جداً، ويمتاز بخفة ظل يفتقدها المشاهد في الأوضاع الراهنة، وهو بشكل عام موجه لشريحة المراهقين الشباب.

بالنسبة لي أعجبت بالنص مذ عرضه عليّ، وهذه ليست أولى مشاركاتي مع فادي غازي، فأنا أحترمه جداً كونه يحاول على الدوام إدخال الفرحة إلى قلوب الناس.

وشاركتِ في "باب الحارة" المثير للجدل.

أعتبر دوري في المسلسل جديد على العمل ومميز بالنسبة لأدواري السابقة. أما بالنسبة للنقد الموجه فسببه كثرة أجزائه ولاسيما بعد إعلان المخرج بسام الملا عن تصوير الجزء التاسع منه، لكن من وجهة نظر شريحة كبيرة من الناس أعتقد أن هذا العمل أصبح طقساً من طقوس رمضان لا غنى للشاشة عنه داخل سورية وخارجها.

"خاتون" حصد جماهيرية كبيرة قبل العرض، برأيك هل جاء عرضه متوازياً مع الضجة الإعلامية؟ وما رأيك بمشاركة النجوم اللبنانيين في العمل؟

نعم بكل تأكيد، فالعمل يروي قصة بطولية في زمن الإحتلال الفرنسي وهذه القصة تلامس تاريخنا العريق وكينوناتنا الثقافية كسوريين، ودوري في العمل مهم جداً وأجسد فيه دور الأم والأخت والزوجة القوية التي تكمّل ما بدأ به أبطال الحارة بعد وفاة زوجها، وسيكون ظهوري في الجزء الثاني أكبر بكثير حيث ستبدأ قصتي.

بالنسبة للنجوم اللبنانيين فقد وظفهم المخرج في أماكنهم الصحيحة وهذا فعلاً ما يحتاجه العمل، وأعتبر هذا المزيج ضرورياً لتبادل الخبرات.

هل تابعتِ الأعمال الرمضانية الأخرى؟ ما تقييمك لها؟

لم أستطع متابعة جميع الأعمال نظراً لضيق الوقت، لكن بشكل عام أرى أن الدراما السورية عادت للبروز رغم ضآلة الميزانية الإنتاجية المخصصة للأعمال.

ما رأيك بموضة الثلاثيات والخماسيات والسداسيات في دراما 2016؟

شاركت في ثلاثية في "مدرسة الحب" وقد كنت سعيدة بهذه التجربة، وعن الظاهرة أعتبر ذلك شيئاً جميلاً كونه يختصر أحداث ثلاثين حلقة في ثلاثة أيام، ما يبعد المشاهد عن الملل.

بالعودة إلى حياتك الشخصية.. غادة بشور امرأة قوية وفي الوقت نفسه حنونة وصاحبة دمعة سخية.. كيف تستطيعين جمع هاتين الصفتين المتناقضتين؟

الإنسان مجبول على المحبة، وطيبتي أظهرها مع من يستحق وهؤلاء كثر، لكن دائماً هناك أناس يدفعونك للتصرف بطريقة لا تشبه أخلاقك، وهنا يصبح الأخذ بالحق واجب بغض النظر عن الأسلوب المتبع.

الجرأة تميزكِ، لكن بعد إعلان خبر طلاقك فضلتِ عدم التطرق للموضوع.. فما السبب؟

هذا الشيء غير مرتبط بالجرأة، لكن الموضوع أخذ حيزاً أكبر مما يستحق وكثرة الحديث فيه ستعطي الطرف الآخر قيمة تفوق حجمه.

بالنهاية هي تجربة لست نادمة عليها، ففارق العمر لا يقف بطريق الحب لكن الرجل والمرأة لا يستطيعان تقييم نجاح العلاقة إذا ما تعايشا تحت سقف واحد.

من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟ وكيف تقضين وقتك بعيداً عن التمثيل؟

تقريباً, جميع الممثلين في الوسط الفني أصدقائي، وغالبيتهم يفرحون بمجرد رؤيتي في مواقع التصوير، فأنا بشكل عام حريصة على تواجدي بجانبهم في السراء والضراء.

أما بالنسبة لوقت الفراغ فأنا مثل أي إنسانة عادية أقضيه بصحبة أصدقائي خارج البيت أو أخصص وقتاً لراحتي الشخصية في المنزل كون العمل الفني مجهداً. لكن بشكل عام معروف عني بأني مثل "ابن بطوطة" لا أستطبع المكوث مطولاً بنفس المكان.

ما هو جديدكِ؟

حالياً أشارك مع المخرج هشام شربتجي في مسلسل "أزمة عائلية"، كما بدأت بتصوير دور البطولة في مسلسل "طلقة مدفع" المخرج مظهر الحكيم، وإضافة إلى ذلك فقد عرض عليّ المخرج مهند قطيش المشاركة في حلقتين بعمله "هواجس عابرة".

وسأعلن لكم للمرة الأولى وبشكل حصري أنني بصدد التنسيق مع أحد الكتّاب لكتابة قصة حياتي الشخصية بجميع مراحلها بدءاً من الرقص حتى التمثيل بما مررت به من حزن وألم وضحكة ونجاح وشقاء وفقر، وأعتقد أن هذه الخطوة سبّاقة في الوسط الفني وحياتي بيئة خصبة لمثل هذه التجربة.