حين يمنع العشق وتلتهب نار الحب بين اثنين نتذكر روميو وجولييت، العاشقين اللذين رسما لوحةً من الحب الأزلي أسطورةً تعيش في قلب كل عاشق ولهان.

روميو الذي مات من أجل جولييت التي بدورها ماتت من أجله أثبت أن أعظم الحب أن تضحي بروحك في سبيل من تحبّ وتعشق.

شيكسبير المسرحي الذي نسج من خيوط عبقريته أجمل قصة عشق وصلت حدّ الموت، عاد من الموت ليحفر على خشبة مسرح بيت الدين آخر نقوش العشق باصماً خلوده في قصّة أبدية. كيف لا؟ ومهرجانات بيت الدين رائدة في استضافة أهم الفرق العالمية لتقدّم على مسرحها أهمّ العروض التي جالت العالم.


ولا نستطيع إستحضار روميو وجولييت اليوم إلا من خلال الباليه الذي هو نوع من الرقص يقوم على تقنيات الرقص التعبيري ترافقه الموسيقى والإيماء والمشاهد المسرحية. يعود لفظ الباليه إلى الكلمة الإيطالية ballare أي يرقص، إذ كانت بداياته مشاهد تؤدى في البلاط الإيطالي أثناء عصر النهضة لتسلية الضيوف، ثم أطلقه الفرنسيون على حركات الرقص وتقنياته. نعم الباليه الذي يعبّر عن النفس الإنسانية العاشقة من خلال الجسد ولا شيء غير الجسد الذي يتمايل بتمايل القلب ويرقص برقص خطوات الروح.

Ballet Preljocaj أبهرتنا ليلة أول من أمس ضمن مهرجانات بيت الدين الدولية في عرض راقص ومسرحي تحت عنوان روميو وجولييت هذه الفرقة التي تأسست عام 1990 على يد Angelin Preljocaj وقدّمت عروضاً في أنحاء العالم حطّت رحالها في بيت الدين عاصمة الأمراء الشهابيين، فقدّمت للجمهور اللبنانيّ أجمل أسطورة عشق أزلية ضمن لوحة راقصة تعبيرية تجسّد كل ما يختلج في النفس الإنسانية من مشاعر وكل الصراعات التي تحول دون الحب. رافقت العرض موسيقى كلاسيكية خدمت المشهد بهدوء وأخذتنا إلى عالم التخييل والعشق.


تمرّد روميو وجولييت في الأمس على كل الأطر العائلية والإجتماعية تمرّداً راقصاً أقل ما يقال فيه إنه مبهر وجميل جمال العاشقين المتيّمين.
وقد لفتنا الديكور البسيط الذي يعكس بساطة قلبي روميو وجولييت والإضاءة الدافئة التي تعكس دفء الحب بينهما.