مذيعة مخضرمة، رافقنا صوتها في كل الظروف، وهي التي لطالما حملت هموم المواطنين وما زالت تحملها وتطرحها عبر الهواء مع المعنيين علّها تلقى الأصداء الطيبة وتجد الحلول المناسبة.


هي نوال ليشع عبود التي تحل ضيفة على موقع "الفن" في هذا الحوار .

نوال بعد 30 عاماً من الإعلام هل تعتبرين أنك أخذت حقك؟
لا، أنا لم آخذ حقي لأنني لثلاثين عاماً من عمري الإعلامي كنت مقموعة فيها، المطلوب مني أن أقوم بأمور معينة ولم يكن يُسمح لي بأن أقوم بأكثر من هذا، وحالياً أقدم برنامجاً وأعتقد أنه ناجح، لأنه عبارة عن ملفات تعنى بشؤون الناس، نلت الموريكس دور ويمكن أن أكون لا أعرف كيف أسوّق نفسي ولا أطلب إجراء مقابلات معي.


نلت الموريكس دور بعد جهد جهيد.
قد يكون السبب عائداً إلى أنني لا أسوّق نفسي، قد يكون النقص ناتجاً مني، أنا أعمل بصمت و"خلص" لا أسعى إلى أن تؤخذ لي الصور.

ماذا عن برنامج "الهوا إلك" الذي أنت ضمن لجنة تحكيمه ؟
سوق العمل ليس كبيراً عندنا، لكن هناك طاقات كبيرة جداً في مجال الإعلام تعمل في الخارج، المشكلة بلبنان والقطاع الإعلامي هي أنه عندما تتخرجين عادة من جامعة، تقومين بستاج، وخلال دراستك يجب أن تتخرجي بعد أربع سنوات وتكوني مالكة المهنة، وما يحدث أنك حين تتخرجين لا تكونين هكذا، بصياغة الأخبار ليسوا على المستوى المطلوب، ولا حتى بالإلقاء والأداء، ولكن ماذا تفعل هذه الجامعات؟ من يمرنون؟ من يخرجون؟
لفتني من المشتركين الأختان باميلا وبريسيلا عبود "هالهضامة الموجودة عندن"، وإدي صوته مقبول، وأنا أعرف أن كل شخص لديه مثابرة ينجح في مهنتنا الإعلامية، بحيث يجب أن يعمل على نفسه.
بالتأكيد سأساعد المواهب الجديدة، وكل من يأتون إلى صوت لبنان ويعملون فيها أساعدهم كما ساعدت كثيرين كي يبقوا بالإذاعة، وأنا علّمت ليس فقط من يعملون في صوت لبنان كذلك من يطلون عبر شاشات التلفزيون، أنا دربتهم على الإلقاء والأداء.

دائماً في الجامعة يدرسون الأمور الأكاديمية وليس التطبيقية.
لكن في الإعلام لا، الخبرة على الأرض هي تعجنك كي تخرج منك إعلامية أو صحافية، هناك بعض الجامعات لديها استوديوهات لكن لماذا هذا النقص الكبير؟ وأنا دائماً أسأل هذا السؤال حتى لعمداء الجامعة.


النقص حتى في الثقافة بالترجمة باللغة بكل شيء.
أنا أجد شخصاً يتابع دراسته في الماجستير ويدرس دكتوراه، وبالعمل لديه الكثير من النقص.


هناك إعلاميون مشهورون يلدغون بالسين وهم بالغون.
في بعض التلفزيونات نشاهد ريبورتاجات تقدمها إعلاميات لديهن لدغة بثلاثة أو أربعة حروف.

هل هذا الأمر مسموح؟
لا، أنا لا أجد أن الأمر مسموح، لم أنت إعلامية؟ كل شاب أو شابة يستطيعون أن يقرأوا لكنك صحافية وإعلامية ومذيعة يجب أن تمتلكي مقومات دنيا كي ينطبق عليك إسم إذاعية، يجب أن تعرفي القواعد واللغة العربية ومخارج الحروف السليمة وأن يكون لديك صوت جميل وتهذيب بصوتك وطريقة تقديم الخبر من دون أن تغنيه ومن دون "مط".


بعض الإعلاميات يشتهرن بالـ"مط" وبالإثارة الجنسية التي يقمن بها على الراديو.
لأن الناس لا تعرف، والناس تفكر هكذا وليس كل الناس درسوا الإعلام أو لديهم ثقافة كافية عنه، فهم يظنون أنه هكذا يجب أن تكون، وهذا هو الخطأ ويقول هؤلاء الإعلاميون إن "الجمهور عايز كدة"، في حين أنه على المذيعة أن تقدم مادة للمستمع مفيدة جداً بطريقة سلسة وعفوية وتصل إليه من دون أن تكون ثقيلة.


ما رأيك بالوقاحة المنتشرة حالياً والكلام البذيء على الهواء.
في هذه الأيام يحاول بعض المذيعين أن يقوموا بسكوبات "هيك بيعرفوني أو هيك بيحكوا عني"، عندما أقول كلمة ليست مهذبة أو أكون وقحة أو جريئة إلى حدود قلة التهذيب عندما يظنون أنني هكذا، سيتحدثون عني في المواقع الإخبارية كموقع الفن، سأُسمّى بإسمي.

هم يقومون بفضائح من أجل الشهرة.
المذيعة في هذا المجال تذهب إلى الفضيحة كما حين نشاهد برنامجاً حوارياً سياسياً فيه شتائم لأنه برأيهم هذه الحلقة ستجذب جمهوراً، عيب، الإعلام ليس هكذا أبداً.