سواء إتفقنا أو إختلفنا على طبيعة أعماله السينمائية مثل "عبده موته" و "الألماني" و "قلب الأسد، فهو فنان أحدث حراك سينمائي في فترة صعبة شهدت ركوداً سينمائياً وخوف الفنانين والمُنتجين من المُغامرة، وفي الوقت نفسه هو فنان خارج من نبض الشعب المصري وقريب منهم للغاية والدليل على ذلك إستقطابه لفئات عُمرية مُختلفة، فهو يعمل بمبدأ التمرد على نفسه وتحقيق الإختلاف بين كل عمل والآخر من بين ما يُقدمه للجمهور.

.

هو الفنان محمد رمضان الذي يتحدث لـ"الفن" عن مُسلسله الجديد "الأسطورة" وفيلم "جواب إعتقال" ومُناقشته قضية الإرهاب، هذا ويوضح وجهة نظرة عن النجاح والمُنافسة وأمور أُخرى كثيرة .

في البداية نُرحب بك عبر موقع "الفن"؟

أهلا وسهلاً بكم وبكل قُراء الموقع.

كيف ترى إعجاب ملكة جمال بريطانيا سارة آرشر بأعمالك الفنية ومُتابعتها لما تُقدمه؟

في الحقيقة لم أُصدق هذا الكلام إلا حينما وجدته مكتوباً في جريدة مصرية، والحمد لله أنا سعيد للغاية بأنني إستطعت التأثير في مواطن غير مصري وغير عربي بل أجنبي شاهد أعمالي وأُعجب بها.

ما سر إنجذابك نحو مُسلسل "الأسطورة" للمُشاركة به في موسم رمضان 2017؟

قرأت سيناريو العمل وإنجذبت للقصة المكتوبة بشكل مميز، إلى جانب أن مُخرج العمل هو محمد سامي وأنا مُعجب بأعمال ولديه فكر ورؤية إخراجية مميزة، والمُسلسل نفسه عبارة عن دراما إجتماعية قريبة من الجمهور وهذا ما أفضله، ولكنه مُختلف عن اي عمل فني قدمته من قبل، وأتوقع أن يُحقق مُفاجأة للجمهور في رمضان المُقبل.

وهل تهتم بالمُنافسة الرمضانية والمُشاركة كل عام في ماراثون الدراما؟

المُنافسة لا تعنيني ولا أهتم إلا بأعمالي فقط حيث أركز على ما أُقدمه فقط لأنني مُقتنع أن هذا هو الطريق الوحيد نحو النجاح وليس النظر للآخرين، إلي جانب أن فكرة المُشاركة كل عام في الدراما الرمضانية تتوقف على السيناريو الذي يُعرض علي، فلو لم اجد سيناريو يجذبني فبالتأكيد لن أُشارك لأنني لا اعمل بمبدأ التواجد بل بتقديم اعمال فنية تحترم فكر الجمهور مضموناً وقصة وكل شيء.

وماذا بخصوص فيلمك الجديد "جواب إعتقال"؟

إنتهيت من تصوير هذا الفيلم قبل أسابيع قليلة ولكنني لا اعرف موعد عرضه إلى الآن، ولكنه عمل مُختلف وجديد ونُناقش فيه قضية الإرهاب والتطرف الديني وهي قضية مُهمة للغاية حيث نُقدمها بشكل مُختلف من خلال نموذج لشاب مُتطرف، حيث نُركز على العوامل النفسيةوالتركيبة الشخصية وليس فقط عرض القشور، لاسيما أن مُشكلة الإرهاب والتطرف ليست فقط في مصر بل هي حال دول كثيرة.

ولماذا رفضت تشبيهك بالفنان أحمد زكي من قبل؟

لم أرفض تشبيهي ولكنني إعترضت على من قالوا إنني تكملة لمسيرة هذا الفنان القدير الذي قدم للفن المصري أعمالاً كثيرة مُحترمة وتعيش بيننا، وفي الوقت نفسه أنا ضد فكرة تشبيه اي فنان بغيره لأن لكل فنان أسلوبه الخاص في التمثيل والذي يختلف عن غيره، فلو تشابه الفنان مع فنان آخر فما الفائدة منه وما الجديد الذي حققه.

أنت من أكثر من يعرضون مُشكلات المُجتمع المصري في أعمالهم الفنية وهذه رسالة سامية للفن، ولكنها تجد إعتراضاً من قبل البعض وتبريرات غير منطقية بأنه لا يصح عرض المُشكلات المصرية على الشاشة؟

لدي قناعات شخصية بضرورة عرض مُشكلات المُجتمع المصري وكذلك العربي وهي أنه من الضروري ألا ينفصل الفنان عن مُجتمعه من خلال نقل صورة واقعية من حياة الناس على الشاشة، فالفن ليس فقط مصدراً للتسلية بل هو مرآة للواقع، وهُناك الكثير من الأعمال التي غيرت في القوانين وأثرت في نفوس الجمهور، فكل فنان له طريقة في تقديم أعماله وأنا مُقتنع بما أُقدمه.

وهل تعمل بمبدأ التمرد؟

بالتأكيد ، أعمل بهذا المبدأ ولا احب أن أضع نفسي داخل دائرة واحدة من العمل حيث أفضل تقديم أدوار مُختلفة وهذا ما سيُفيدني في عملي ويجعلني أتقدم للأمام، فأنا شخصياً أرفض ان يتم تصنيفي ضمن فنان شعبي أو أكشن أو اي لون خصوصاً أن التصنيف قاتل للفنان، ومن خلال أعمالي الأخيرة أثبتت للجميع أنني لا أُقدم نوعية مُعينة من الأعمال حيث قدمت "إبن حلال" و "شد أجزاء" والعملان مُختلفان تماماً بل متناقضان.

ولكن هُناك نظرة نمطية من بعض المُخرجين المصريين، فلو نجح فنان ما في منطقة مُعينة من الأدوار يتم إختياره لأداء أدوار مُشابهة؟

المسؤولية نفسها تقع على الفنان الذي يختار أدواره لأن بيده المُفتاح لأي باب، فهُناك أدوار كثيرة تُعرض عليه وهو ينتقي ما يراه مُناسباً له، لذلك فلابد من التدقيق في الإختيار لأنه ليس كل ما يُعرض علي يُناسبني فهناك أعمال قد تكون مُناسبة لغيري وغير مُناسبة لي والعكس صحيح، لذا فأنا أسعى لأن أكون مُتلوناً ومُختلفاً في كل عمل أُقدمه للجمهور.

ولكن لماذا تُقدم الشخصيات المظلومة والتي تسعى للإنتقام وإسترداد حقها؟

لا تشابه بين أي عمل والآخر من بين ما قدمته، فقد تكون هُناك مئات الشخصيات المظلومة ولكن الفكرة في طريقة مُناقشة كل شخصية، والقرار بالنسبة لي يكون علي أساس السيناريو المعروض علي والذي يتوقف عليه قراري، كما أنه تجذبني للغاية الشخصيات التي تكون من نبض المُجتمع، فأنا مؤمن بأهمية الرسائل المُجتمعية للأعمال الفنية لأن الفن بالنسبة لي ليس مُجرد وسيلة تسلية بل إنه وسيلة لنقل الواقع ولابد أنه لا يكون الفنان مُنفصلاً عن مُجتمعه وان يكون قريباً من الجمهور بتقديم أعمال تمسهم.

هل ترى أن الجمهور كله متنوع الفئات أم أنه يقتصر على فئة واحدة وهي الشباب؟

لا أنكر أنه مع تقديم أعمال سينمائية عديدة مثل "الألماني" و "عبده موتة" و "قلب الأسد" كانت الأغلبية من فئة الشباب، ولكنني إستقطبت جمهوراً جديداً بعدما قدمت مُسلسل "إبن حلال" ومن بعده "شد أجزاء" فلم يعُد جمهوري فقط من جيل الشباب بل المشاهدين الأكبر سناً كذلك شاهدت هذين العملين، فمن ضمن أهدافي في الفن أن يصل فني لكل الناس وليس لفئة مُعينة.

وماذا يُمثل لك النجاح؟

النجاح هو الهدف الذي أسعى إليه أنا أو غيري، وعلى الرغم من الحملات الكثيرة التي تتم مُحاربتي بها والهجوم علي فيها إلا انني اعرف أن ربنا يقف معي ولم يخذلني أبدا من قبل، والحمد لله سعيد بمشواري الفني وأسعى للإستمرار في النجاح.

وكيف تُهيئ نفسك لتقديم عملك الفني بشكل مميز وُمتكامل؟

أحب أن أعمل بمزاج وفي جو نفسي مُهيأ لتقديم عمل فني ناجح ومُتكامل، فلا استطيع ان أقبل عملاً تكون هُناك خلافات أو مُشكلة فيه لأنني اعتبر ذلك مؤشراً على عدم نجاح العمل، لذا فالعمل براحة يُحفزني نحو تقديم أعمالي الفنية بشكل مميز لأن الجمهور يشعر بالحالة نفسه التي تسود الكواليس سواء من خلال إنسجام الأبطال مع بعضهم البعض أو أي أشياء أخرى تُنقل من خلال الأداء التمثيلي نفسه.

في ظل إنجذاب الكثير من شركات الإنتاج والقنوات الفضائية إليك ، هل من المُمكن أن توقع على بطولة مُسلسل لرمضان 2017 في الوقت الحالي؟

لقد إتخذت قراراً مُنذ أزمتي الأخيرة في العام الماضي بعدم التوقيع على أعمال فنية مُقبلة إلا في ميعادها فقط، ففي الوقت الحالي لست مُرتبطاً بأي عمل درامي سوى مُسلسل "الأسطورة" فقط، وأرفض التوقيع على أي أعمال فنية لرمضان 2017 في الوقت الحالي إلا لحين الإنتهاء من مُسلسلي الحالي وإنتهاء ماراثون رمضان، كما أنني لا أحب التخطيط للمُستقبل والتفكير في أشياء سابقة لآوانها وأترك أموري كلها على الله.

وفي النهاية.. "النجاح يخلق المسؤولية".. فكيف ترى ذلك؟

مُقتنع للغاية بهذه المقولة لأن النجاح قد يكون شيئاً سهلاً ولكن الإستمرارية والتقدم في صعود السلم هي الاهم، فالنجاح لا يتوقف أمام خطوة مُعينة خصوصاً أن الفن يحتاج للتطوير والمغامرة وعوامل أخرى كثيرة.