مشوار فني طويل ومشرف كللته بمنصب شرف إنساني خيري ، إنها الفنانة يسرا التي تم تنصيبها مؤخراً سفيرة للنوايا الحسنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، وذلك بعد أن إرتفعت حالات الإصابة الجديدة بفيروس الإيدز بنسبة 26 % في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامي 2000 و2014، حسبما تقول الأمم المتحدة، ما يجعلها واحدة من المناطق الأسرع إنتشاراً للمرض.


وأكدت يسرا في حوارها مع "الفن" أنها لم تعتبر المنصب الذي حصلت عليه مؤخراً منصباً شرفياً ، بل هو عبء ومهمة صعبة وواجب مجتمعي مهم مشيرة إلى ان صعوبة المهمة تكمن في ثقافة المجتمعات الشرقية التي ما زالت تخجل من مواجهة مرض الإيدز، بسبب الوصمات والمحرمات المرتبطة بالمرض .

وأوضحت يسرا أن قبولها منصب السفيرة لم يتم إلا بعد أن تداركت خطورة الموقف في مجتمعاتنا العربية والشرقية وبعض دول العالم النامية وقالت لنا "أنا قابلت أشخاصاً أصيبوا بمرض نقص المناعة ، ولم تقف معانتهم عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى تخلي عائلتهم عنهم وطردهم من حياتهم وتركهم مواجهة المرض والإكتئاب المصاحب للمرض بدون سند ، ولذا وجدت أهمية توعية المجتمعات لمكافحة مثل هذه الأفكار الخاطئة والهادمة".

وإعترضت يسرا في حديثها معنا على نظرة البعض الى منصب سفير النوايا الحسنة بأنه فقد رونقه ، خصوصاً بعد تقلد العديد من الفنانين العرب له من دون إحداث تأثير يذكر في مجتمعاتنا العربية ، فقالت "أنا لا أنظر للموضوع من هذا المنظور المحبط ولا يهمني غيري قام او لم يقم بل يشغلني حالي وما أخطط له كي أكون مؤثرة في هذا المجال الذي فكرت كثيراً وملياً قبل أن أقتحمه ، فأنا قبلت هذا المنصب عن إقتناع بالهدف الإنساني والخيري من ورائه ، فأنا مؤمنة بأن العمل الإنساني قد يكون أحياناً أهم وأفيد من الفن ، يعني لما أزور أماكن وبلدان لتوعية الناس بها بكيفية التعامل مع المرض قد يكون أفيد من تقديم فيلم أو عمل فني عن فيروس الإيدز".

وطالبت يسرا الشباب العربي بأن يعاونها في مهمتها من خلال توعية الناس البسيطة المحيطين بهم بمرض الإيدز ومساعدتهم في كسر حاجز الخوف والصمت وتوجيههم بضرورة الإعتراف بالمرض والتوجه للأماكن الخاصة بتوفير الدواء لهم .

وأضافت يسرا في حوارها معنا : أنا صحيح وهبت حياتي للفن ولكني كنت حريصة دوماً على تقديم العمل الإنساني أيضاً من دون أن أكون في منصب او تحت الأضواء لأني أؤمن بأن رسم الابتسامة او رفع المعاناة عن البشر أهم رسالة ممكن أن يتركها الإنسان في دنياه ، مشيرة إلى أن هذا المنصب ليس دائماً بل محدد له مدة عامين ستختبر فيهما قدرتها على العمل الانساني الممنهج من خلال السفر الى 21 دولة افريقية لتقديم الدعم والتوجيه لأناس هذه الدول .

وعن حرص عدد كبير من الفنانين والفنانات ورجال وسيدات الدولة على حضور تنصيبها كسفيرة للنوايا الحسنة قالت لنا يسرا : "طبعاً دي حاجة تشرفني وتسعدني في نفس الوقت وأن الانسان يكون محبوباً من زملائه في نفس المهنة بل يصبحون أصدقائه أيضاً ، فهذا شيء عظيم ومريح جداً ، فأنا حريصة دوماً على كسب الأشخاص الجيدين والحفاظ عليهم ولا أعرّض نفسي لخسارتهم".

وعلى الصعيد الفني أكدت لنا يسرا أنها ستبدأ خلال الفترة القادمة تصوير أول مشاهدها من مسلسلها المقرر أن تخوض به السباق الرمضاني المقبل والذي يحمل إسماً مبدئياً وهو "خيط حرير" ، نافية تعاقدها على فيلم الفنان محمد حماقي "مطب هوا" حيث أكدت يسرا لموقع "الفن" أن ما نشر من أخبار ليس صحيحاً ، مشيرة الى عدم وجود مانع لديها من العمل مع حماقي إذ تعتبره كأخ صغير لها .