بعد مشاركتها لأكثر من مرة في مهرجان ربيع سوق واقف الغنائي، وتقديمها أغنية خاصة لتكون عبارة عن هدية منها للقيّمين عليه ولأهل قطر وذلك انطلاقاً من اعتبارها ابنة المهرجان، عقدت الفنانة اللبنانية ديانا حداد أمس مؤتمراً صحفياً تحت إدارة الإعلامي فواز مزهر، وذلك في فندق دابليو في الدوحة.

حداد، وفي مستهلّ المؤتمر عبّرت عن امتنانها لقيام المطربة الكبيرة سميرة توفيق بتسلميها وصية الأغنية البدوية، وأكدت على أن الأخيرة بمثابة شقيقة لها وصديقتها وأن هذه الوصية تاج على رأسها وفخر لها، وتوجهت لتوفيق بالحديث، قائلة: "حتى لو تسلّمت راية الأغنية البدوية ما في شي بيعوّض غيابك".

وأشادت حداد بتكريم قامة فنية كبيرة كالمطربة سميرة توفيق وإعادتها إلى الغناء بعد توقف دام 16 عاماً وجعلها تواجه الجمهور التوّاق لرؤيتها بشغف.

واعتبرت حداد مهرجان الربيع رائعاً كونه يجمع عدداً كبيراً من الفنانين من مختلف الدول العربية. أضافت: "لفتني التركيز على استضافة أصوات عملاقة، إضافة إلى العمل على إحياء أعمالهم، ناهيكم عن الدقة في التنظيم... إنه مهرجان رائع بكل المقاييس".

وتحدثت حداد عن مشاركتها في حفل خاص بالأطفال المشرّدين وأطفال الشوارع والذي كان الهدف منه خلق أوركسترا من بينهم وذلك في دار الأوبرا المصرية. وقالت: "عندما تلقيت الدعوة لم أتردد أبداً وقدمت الحفل مجاناً وهذا أقل ما يمكن أن أقدّمه. الحفل جمعني مع المايسترو سليم سحاب وكان رائعاً وأتمنى أن تكون لكل الفنانين بصمة إيجابية في كل ما يتعلّق بالأطفال".

وعن إحيائها حفلات في السودان، أكدت حداد أنها كانت من أوائل الفنانات اللواتي عرض عليهن إحياء الحفلات هناك لكن الظروف الأمنية أدت إلى إلغاء المشروع حينها.

وأضافت: "أنا ضد التعصّب وأفتخر بأننا عرب وأن اللغة العربية تصل إلى كل العالم، وأنا من أكثر الفنانات تقديماً لأغنيات تحمل اللهجات المختلفة".

أما بالنسبة إلى الديو الذي جمعها مع الفنان عاصي الحلاني وهو بعنوان "روميو وجولييت" فأشادت بأصدائه الجيدة، وبالشجن الذي يميّزه. واعتبرت الحلاني بمثابة شقيق لها تحبه وتحترمه، كما نوّهت بصنّاع الأغنية خصوصاً الموسيقار طلال، ولفتت إلى أن تصوير الكليب تمّ في تركيا ضمن مناظر طبيعية خلابة.

وأكدت حداد في معرض حديثها عن الوضع الفني السائد اليوم بأننا نعيش عصر الأغنية التي تجعل المبتدئين نجوماً خلال وقت قصير، وأشارت إلى أنها تعمل على تطوير اختياراتها للألحان لمواكبة الشباب ومحاكاتهم بطريقة راقية.

وردّاً على استفسار "الفن" حول خلفية تطوّعها لمساعدة الطفل اللبناني حيدر، الذي فقد والديه في انفجار برج البراجنة، على السفر إلى إسبانيا ولقاء نجم الكرة رونالدو في ظل الشائعات التي تمّ ترديدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أجابت ديانا حداد: "لنكن واقعيين هل أنا بحاجة لاستغلال هذا الطفل للسفر إلى إسبانيا؟ لقد قمت سابقاً بزيارة ملعب سانتياغو برنابيو هناك، ولكن للأسف دائماً يعمد بعض الأشخاص على إغفال الأمور الهامة والتمسّك بالقشور وبرأيي فإن هؤلاء يعيشون على هامش الحياة.

لقد تركوا الأمور الإيجابية وتناسوا أنه على الفنان أن يكون قدوة وأنه بإمكاننا من خلال هذه المواقف إيصال رسالة إنسانية هادفة إلى الجميع.

الفنان ليس فقط صوتاً جميلاً بل هو إنسان قبل أن يكون فناناً وعليه القيام بالأعمال الخيرية وأن تكون له مبادرات ومساهمات إنسانية. من منطلق محبتي لهذا الطفل، وإحساسي بالمسؤولية خصوصاً وأنني أم وأعلم تماماً كمّ المعاناة التي ستقع على عاتقه، شعرت بأنني إذا تمكنت من زرع ابتسامة على وجه طفل في هذه الدنيا فستحسب لي في ما بعد".