ضمن فعاليات الدورة 22 من مهرجان السينما الأوروبية في بيروت، والذي يستمر حتى 6 شباط 2016، كان الجمهور اللبناني على موعد مع العرض الأول لفيلم "Marguerite" الفرنسي للمخرج "Xavier Giannoli" والذي يتناول فيه قصة السيدة "مارغوريت دومون" السيدة الثرية التي تعشق الموسيقى والأوبرا.

ويتناول الفيلم مواضيع عديدة عن المجتمع البرجوازي في عشرينات القرن الماضي في باريس. علاقات اجتماعية غير سليمة مبنية على حب الظهور والخداع والمجاملة. وتبقى البراءة هي الضحية الوحيدة في هذا المجتمع. فبطلة الفيلم تعشق الغناء وتظن انها تمتلك صوتاً جميلاً ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً. فهي تعيش بوهم كبير لم يجرؤ أحد على الاعتراف لها بالحقيقة. زوجها استغل انشغالها بالموسيقى لينصرف عنها ويهتم بعشيقته، وهناك من وجدها مادة دسمة للاستغلال ...

ولكن الأحداث في الفيلم ستتوالى وتزيد تعقيداً عندما يوضع الجميع أمام خيارين: إما الاستمرار بهذه اللعبة أو ايقاف مارغوريت واخبارها حقيقة صوتها. وطبعا الصراع كبير هنا لأن الجميع كان يعرف أن وقع الحقيقة لن يكون سهلاً عليها. وحتى المشاهد كان محتاراً ، مرة يشعر برغبة بأن تعرف مارغوريت الحقيقة ومرة يشفق عليها ويتمنى الا تعلم بها لأنها ستخسر السعادة التي تعيشها بسبب الموسيقى.

القصة محبوكة بطريقة رائعة جداً، ونفذت بطريقة شبه متكاملة واعطت كل شيء حقه وحتى أصغر التفاصيل. طبعا لم يخلُ الفيلم من المشاهد الكوميدية التي تعتمد على كوميديا الموقف وليس الكلام. فكان الجمهور الحاضر يضحك ثم يحبس أنفاسه متأثرا بكل مشهد من أحداث الفيلم.

ولكن تجدر الاشارة إلى أن هناك المشهد الجنسي الذي جمع بين خادم مارغوريت والمرأة التي أحب كان نافراً بمعنى انه بدا غير مترابط مع العمل وظهر فجأة إلى الشاشة من دون تهيئة. وربما ذلك نتيجة الرقابة او ربما نحن اعتدنا على سياق معين لهذه المشاهد.

في الختام، العمل يستحق المشاهدة لما يقدمه من قصة وصورة تحترم المشاهد خصوصاً انه يجسد واقعاً لا نزال نجده حتى في أيامنا هذه ، فالإستغلال والمجاملة والخيانة والموسيقى والحب ، كلها تعبر معنا من جيل إلى الجيل.