بصوتها الفريد وأدائها الرائع حققت نجوميتها في سماء العالم العربي .

غنّت بأكثر من لهجة عربية ، وتميزت بطرحها المواضيع الإنسانية والإجتماعية .

هي النجمة ديانا حداد التي تحل ضيفة على صفحات "الفن" في هذا الحوار .

مبروك أغنيتك الجديدة "يا بشر" ، لماذا أنت غائبة عن الأغنية اللبنانية المصوّرة؟
لم أكن غائبة عن لبنان، يمكن كنت مقلّة بإطلالتي بأغانٍ لبنانية مصوّرة، لكن في كل ألبوم لي هناك أكثر من أغنية لبنانية، وإذا لا بد من دعم أغنية لبنانية فأنا لا أقصّر من هذه الناحية، وبالنسبة لأغنية "يا بشر" فلها وقع خاص، لما تحمله من معانٍ إنسانية وواقع نعيشه، وتحكي عن الشباب والتهوّر والحوادث التي تقع في لبنان.

فيديو كليب الأغنية رائع جداً أهنئك عليه.
شكراً لك، والحمد لله الأصداء إيجابية جداً وتلقيت الكثير من الإتصالات المهنئة من فنانين وأصدقاء والفانز، ولمست في الأغنية الكثير من المعاني التي نعيشها في حياتنا اليومية، من أوضاع الشباب وتعاملهم مع أهاليهم الى حوادث سير، وإستعمال الهواتف بشكل مفرط، وهذه الأغنية حركت الكثير من المشاعر عند الناس بطريقة جميلة.

أنت غنّيتِ "يا جدو" حين لم يكن أحد من الفنانين قدّم هكذا أغنية وحتى أنك قدمتِ مواضيع إنسانية .
من المفروض كفنانين ننتمي الى هذا المجتمع أن نقدّم أغانٍ تلامس واقعنا، ونحن مجتمع نتأثّر بكل ما يدور حولنا من فرح وحزن، وبالنهاية أنا أم ولدي إحساس الأمومة الذي يجعلني أتأثر بأي حالة إنسانية.

أنت الآن بمثابة الأم والأب لإبنتيك ، كيف تستطيعين التوفيق بين الإثنين وهذا الأمر ليس بالسهل؟
أولاً والدهما موجود أطال الله بعمره، ورغم إنفصالنا لكنه يتابعهما خطوة بخطوة ونحن متفقان على إعلاء شأن العائلة على كل شيء، وكل قرار نتخذه أنا ووالدهما يصب في مصلحتهما، أنا قاسية في بعض الاحيان، وأحيان أخرى قريبة منهما وأتعامل معهما كصديقة، وكأم أعتبر في مرحلة معينة من عمر بناتها ، ترتبط معهم بعلاقة صداقة، وخصوصاً الكبيرة.

وكيف تتعاملين مع إبنتيك بأمور الحياة؟
أنا أم عصرية، لكن في بعض الأحيان "بيطلع العرق الجنوبي"، ودائماً هناك جلسات مطوّلة بيننا وأستمع لهما وأناقشهما بأمور كثيرة ، أنا "وصوفي" صديقتان والحمد لله مقارنة بجيل اليوم ليست من البنات المتطلّبات كثيراً وتسمع لنصائحي وقنوعة جداً، ولديها قناعة بأن ما أقوله لها يصب في مصلحتها، والآن هي بصدد التخصص في علم الجرائم بالجامعة، وهو لا شك إختصاص صعب جداً لكن هي مقتنعة به وأنا دائماً أشجعها على فعل ما تريده.

لماذا بكيتِ خلال تصوير الكليب ؟
أنا دمعتي سخيّة جداً، وصدقيني الذي يكون "طيب" في هذا الزمن أعتبرها قوة، فالتسامح و"الطيبة" قوة وليست ضعفاً، وللأسف أصبح هذا الشيء معدوماً الان، لكن طيبتي وتسامحي نابع من فقدان والديي والظروف التي عشتها في حياتي، لكن رغم هذا دمعتي سخيّة لكنني قوية من الداخل، وهذا الشيء أعلّمه لإبنتاي، وفي كليب "يا بشر" نرى في الآخر أن المرجعية هي للأم التي وحدها تخاف على أولادها وتحميهم، ومن الطبيعي أن أي إنسان يتأثّر بهذا المشهد، وتلقيت الكثير من ردود الأفعال تؤكد على تأثّر الجميع بهذا المشهد.

متى سنشاهد كليب "الديو" مع عاصي الحلاني؟
لقد إنتهينا من تصوير الكليب في تركيا، ووضعنا صوتينا عليه، ومن هنا لآخر الشهر أعتقد كل شيء سيكون جاهزاً، والأغنية باللهجة البدوية البيضاء، من ألحان المبدع طلال، الذي قدّم أعمالاً مهمة مع أهم الفنانين في الخليج وتحديداً في السعودية وأيضاً في العالم العربي، وهذا ليس أول تعاون بيننا بل قدّمت من قبل العديد من الأعمال معه، ولكن هذه المرة مختلفة من ناحية أن الأغنية لبنانية وهذه أول مرة يقدّم طلال هذا النوع الغنائي، وإن شاء الله يكون هذا العمل في مطرحه.

الفنانة سميرة توفيق قالت إنك الوحيدة الراضية عليها لتجددي أعمالها، فما تعليقك؟
حبيبة قلبي سميرة توفيق، هي ست الكل، وقلت سابقاً وسأقولها الآن وٍسأبقى أقولها، هذه الإنسانة تربيّت على صوتها وعلى إحترامها لفنها وللونها الغنائي، ومع إحترامي لكل الفنانين الموجودين على الساحة الآن لا أحد يقدّم لون سميرة توفيق الغنائي، وكلامها عني شهادة أعتز بها وتاج أضعه على رأسي، وأعتبرها الأم والأخت الكبيرة وأنا دائماً على تواصل معها، والله يطوّل بعمرها، سميرة توفيق والسيدة فيروز هما الباقيتان لدينا من الساحة الفنية اللبنانية واللتان نرفع رأسنا بهما، وأعتبرهما أرزة شامخة من لبنان.

هل ما زال هناك مثل هؤلاء الكبار بإلتزامهم بمواعيدهم وإحترامهم لفنهم وللصحافة؟
نبقى نتعلم من هؤلاء الكبار لأنهم قدوة ليس فقط بإحترام مواعيدهم والإلتزام، هناك أيضاً أشياء أخرى، فالفنان هو إحترام وليس فقط غناء، والفنان بأخلاقه قبل أن يغني أمام الناس عليه إحترام الناس ونفسه قبل أي شيء ، ومع إحترامي للوسط الفني السائد حالياً ما أتكلم عنه أصبح قليلاً جداً.

ماذا عن الصداقة التي تجمعك بالفنانة أحلام ؟
نعم تربطني بأحلام صداقة، لكن نادراً ما نجتمع في مناسبات معينة، وهناك إتصالات بيننا من فترة وأخرى.

لدى أحلام محبون ومبغضون، هل تخافين من الذين يبغضون أحلام أن ياخذوا موقفاً منك؟
لا، ليس لي دخل بهذا الأمر، وكل إنسان يتحمل مسؤولية أخطائه.."ولا تزر وازرة وزر أخرى"، ونحن في النهاية بشر وكفنانة هناك من يحبني وفي المقابل هناك من لا يعجبه الفن الذي أقدّمه.

ستأتين الى لبنان لتشاركي كضيفة في برنامج "ديو المشاهير"، وتعلمين أن هؤلاء المشاهير ليسوا محترفي غناء، فكيف ستتعاملين معهم خصوصاً أن لجنة التحكيم قاسية معهم؟
من ناحيتي كل الدعم والمساندة لهؤلاء المشاهير في البرنامج، وبإذن الله ستكون حلقة مميّزة وناجحة، وبالنهاية لا بد من أن تكون اللجنة قاسية بعض الشيء لتظهر للعالم النخبة، والمشاهير المشاركون يظهرون بشكل "مهضوم" ومن حلقة لأخرى يثبتون أنفسهم أكثر، ولنقول الأشياء مثل ما هي مع عدم التعميم، لكن هناك الكثير يغنون وليس لهم علاقة بالفن.

ومن لفتك من هؤلاء المشاهير في البرنامج؟
للحقيقة لم أتابع جميع الحلقات ولا أريد أن أظلم أحداً، لكن الشيف أنطوان "مهضوم" وشكران مرتجى رائعة وهي صديقتي ، وطوني عيسى صوته جميل ، والتونسي معز التومي قريب من القلب.

بعد تجربتك في لجنة تحكيم برنامج "نجم الخليج" لماذا لم نرك مجددا في لجنة تحكيم برنامج هواة آخر ؟
لم أحبذ إعادة التجربة مرة ثانية، خصوصاً أنها تتطلب وقتاً والتصوير في لبنان، فعلي أن أقسّم وقتي بين لبنان ودبي، ولا يمكنني أن أبتعد كثيراً عن إبنتاي، الآن لدي عرض في هذا المجال لكن لن أفصح عنه حالياً وسأخبرك عنه في حينه، وإذا شعرت بأنني قادرة على التفرغ له سأحدد موقفي، وهو برنامج هواة لكن يجب أن يكون بفكرة مختلفة وجديدة، وأنا دائماً أسعى بكل تجربة الى أن تكون هناك ردود فعل إيجابية، وتعود لي بالمنفعة الإيجابية، بغض النظر عن العمل الذي أقدّمه.

هل أنت راضية عن لجان التحكيم في هذه البرامج، لأنك صرّحتِ بأن أكثر فنان تحبينه هو كاظم الساهر؟
صحيح، ومع إحترامي لجميع الفنانين، فلا شك بأنهم يختارون النخبة منهم لتكون لجنة تحكيم لخبرتهم الطويلة في المجال، لكن كاظم الساهر يبقى صامتاً لحين أن يتخذ القرار الصائب في النهاية، وهذا نابع من خبرته وإحترامه لنفسه ولفنه وإتزانه ونحن تعلّم منه وفنان لبق وذكي جداً، والله يوفّق الجميع وكل فنان بلجان التحكيم يترك بصمة في مكانه.

لكن هذه البرامج الآن تخرّج مواهب وبعد ذلك لا تساعدهم؟
صحيح هذا ما كنت أريد أن أقوله، فمثلاً في "ستوديو الفن" كنا 12 مشتركاً بمجالات متنوّعة، لكن الآن برامج الهواة لن أقول أنها تجارية حتى لا أظلمهم فهناك أصوات جميلة ومواهب واعدة، ولا يلحق المشترك الفائز بإصدار أول عمل له حتى يبدأ موسم جديد من البرنامج، وعلينا أن نرى ما إذا كان هذه الموهبة الجديدة قادرة على إنتاج أعمال في وسط هذه الزحمة في الساحة الفنية.

أين ستحيين حفل رأس السنة؟
قبل أي شيء أتمنى أن تحمل سنة 2016 الخير والسلام للبنان والعالم العربي، وسأحيي حفلة رأس السنة في دبي في Habtoor Grand الى جانب الفنان السعودي رابح صقر، وبعد ذلك سأتوجّه الى لبنان ، وأعود الى دبي لأحضر لتصوير أغنية من ألبومي الجديد الذي لم يصدر بعد، بالإضافة الى إحياء أعراس في قطر والإمارات، ومهرجان الربيع في قطر، وأيضاً تحضير أغانٍ جديدة.

ديانا تمنى لك النجاح الدائم .
حبيبتي شكراً لك، ونحن نتعلّم منكم، وإن شاء الله تبقون النور للمجال الذي نفتخر به .