أطلّت الفنانة باسكال صقر ضمن برنامج "صباح لبنان" عبر شاشة تلفزيون لبنان مع الزميل شادي ريشا في حلقة خاصة عن عيد الاستقلال.


باسكال كررت ما قالته سابقاً عن أن الأغنية لديها وقع لدى الناس، اكثر من الخطابات السياسية ، وتابعت أن أغنيتها "بالشوارع" تعطي الضوء الأخضر للشعب الى أن ينزل إلى الطرقات ويعبر عن رأيه، والأمر ينطبق على كل الأغاني الوطنية التي غنتها منذ الثمانينات ، مثل "أرضك الكرامة" و"إشتقنالك يا بيروت"، و "وطني" و"رشوا الفل" و"بتضلك سيفي مهما صار".
وأضافت ان كل هذه الأغاني الوطنية تؤثر في الناس وتجعل المغتربين يشعرون بالحنين إلى وطنهم، وتعتبر باسكال ان الأغاني الوطنية رسالة يجب القيام بها.
وإستدركت أن اهل الفن مثل الشعراء والملحنين والمغنين هم أساس الثورات والتغيير ، فرسالة الفن قوية .



وعن وقع الأغنية الوطنية اليوم قالت باسكال أنه لا يوجد فرق في الأغنية الوطنية منذ عام 1983 حتى اليوم ، حيث ان اللبناني منذ آلاف السنوات بطل مقاوم ويتصدى لكل المؤامرات والغزوات التي نتلقاها من الطامعين بأرضنا، وتابعت ان قدر الشعب اللبناني أن يبقى على استمرار بالتصدي والمقاومة فمنذ أيام فخر الدين وهو على هذا الحال.

وتابعت باسكال أن الأغنية الوطنية ما زال لها دورها في الحث على المقاومة وعدم اليأس والتحدي، وسنستمر كشعب لبناني بذلك وسيرثون ذلك الأجيال اللاحقة.
وإنتقلت باسكال للحديث عن الأيام الماضية حيث أنها تربت في بيت سياسي وكانت تتوجه برفقة والدها لزيارة المؤرخة الراحلة مي مر والشاعر الراحل سعيد عقل، وقالت أنهم كانوا في ذلك الحين يطلقون على سعيد عقل لقب "المعلم"، وتابعت أن عقل هو الأستاذ الذي لا يتكرر بوطنيته وإبداعه.
وأضافت باسكال أن رئيس بلدية الجديدة الشاعر والملحن أنطوان جبارة كان حاضراً في تلك الزيارات ، ووصفت الراحلة مي مر، "بالأديبة الكبيرة" وقالت "الله يرحم الكبار العظماء ومنهم الكاتب ألفرد المر زوج مي أيضاً ، والشاعر موريس عواد".



وعن الهم الوطني الذي كان لدى الكبار الذين ذكرتهم ، قالت باسكال أن همهم كان توعية الناس على أن لبنان بلد عظيم، وهو من اهم بلدان العالم ، وشعبه من اهم شعوب العالم بمقاومته العسكرية والثقافية، ورسالة الكبار كانت أننا "شعب بطل وفنان ورسالته السلام".
وذكرت باسكال انها حين كانت تحضر إجتماعات كبار الأدباء في لبنان ، كانت تشعر بأنها ستطير من شدة فخرها بلبنان ، "كنت حس إجريي خفاف عن الأرض كأني عن جد رح طير، والله العظيم ما عم بمزح"، وكانت تقول في ذلك الحين :"خيّ أنا خلقت لبنانية".
وعما إذا كانت ما زالت تقول "خيّ أنا خلقت لبنانية" رغم كل التشوّه الحاصل ،قالت باسكال :"أكيد خيّ ونص، ما في تشوّه"، وتابعت أن التشوّهات وصلت لكل العالم ويخافون معتبرةً ان الحال لدينا ما زال أفضل من غيرنا ، وأضافت أننا دائماً يجب ان نكون فخورين ، بتاريخنا ووطننا .
وعما إذا كان لبنان أعطاها بقدر ما أعطته قالت أنها لم تفكر يوماً بأنها تريد أمراً ما من لبنان ، فهي تربت على أن اللبنانيين شعب رائع ولبنان بلد عظيم ويجب أن نستمر بتذكير العالم بهذا الأمر ، وهذه هي رسالتها على طريقتها أي من خلال الاغنية ، بينما سعيد عقل بالشعر، ووالدها بممارسته السياسية ، ومقاومتهم التي حمت لبنان وأبقته رغم كل المؤامرات الغريبة التي تهدف الى أن يأخذوا هذا البلد ويعطوه لأناس آخرين .
وعن إشتياقها للمسرح قالت باسكال :"المسرح بياخد العقل ، أنا بجن بالمسرح"، حيث انه يوصل الرسالة أكثر من الأغنية، واستذكرت الممثل ايلي صنيفر "الكبير الله يرحمه".

من ناحية أخرى تم الحديث في الحلقة عن فكرة يتم التداول بها عن تعاون مسرحي بين باسكال وأنطوان جبارة، عن "المردة"، فقالت "عنا تاريخ كبير بالقاومة الكبيرة من خلال المردة أو الجراجمة الذين كانوا مع البيزنطيين الروم ويقاومون سوياً".



وذكرت باسكال انها تتأثر بالتاريخ حيث ان من كانوا يرونه لها كانوا يفعلون ذلك بشغف.
وقالت باسكال أنه إذا تم بالفعل العمل المسرحي سنخبر الناس عن تاريخنا البطل وإلى أي مدى نحن أقوى بكثير .
وتابعت :"أحببت إسم المردة، المردة بيجمع الكل ، ومش الصورة اللي هلّأ موجودة، هي بتجمع كل الشعب اللي كان على طول الساحل وطول الجبل من جزين الى العاقورة".
وذكرت باسكال انها لم تجلس مع ولديها لتسمعهما أغانيها أو تحكي لهما وطنيات ، بل كانا يفهمان كل شيء من خلال استماعهما وحدهما لأعمالها .
وعن صوت إبنتها أنابيل قالت :"صوتا حلو بس ما إلها جلادة تضل تثابر".
وعما إذا كانت تخاف على ولديها قالت انها تحب أن يكون لديهما الطموح والحماس في الوطن ، لكن "إذا في أمن من الجيش اللبناني والقوى الامنية بكون مأمنة 100 بالمية".


وقالت باسكال انها لم تحب الهجوم على القوى الأمنية في التظاهرات التي حصلت معتبرةً أن القضية محقة :"نزعوا القضية بدنا ياهُن ينزلوا عالشوارع ، بس ما يتعدوا عالقوى الأمنية والجيش".
وعما إذا كان هناك امل في لبنان قالت بالطبع "من قبل فخر الدين لهلأ نحنا باقيين بهيدي الأرض، ومنتصرين، الامل ما لازم يزيح ، ولا حتى التفاؤل بلبنان وصمودنا".
وقالت باسكال أن مؤسسة الجيش هي التي ما زالت تعمل بشكل جيد، إلى جانب لبنان والشعب اللبناني ، وإستقلالنا لا يصونه إلا الجيش اللبناني ، معتبرةً أنه يجب أن نكون دائماً إلى جانب الجيش والقوى الأمنية.

وعن الذي ينقص لبنان قالت باسكال أن وحدة الشعب هي الأهم ، فالإستقلال الحقيقي في وحدة الشعب ، والولاء يكون للبنان وليس للدين او الحزب ، ونتخلى عن الإصطفافات الدولية ، وجيشنا حينها يقاتل ببسالة أكثر وبإقتناع اكثر وإيمان، ولا يعود فقط يأخذ الامر ليتوجه إلى الجبهات حيث ان المجتمع يكون كله حاضنه .

وذكرت باسكال أن الدليل على ان الوحدة مهمة هي أن كل الإحتلالات التي مرت على شعبنا عملت على الفتنة.
وعن إعادة إحياء أغنية للفنان شارل أزنافور في ذكرى المجزرة الأرمنية قالت :"أنا مع كل قضية فيها مظلوم، والشعب الأرمني هو جزء كبير من شعبنا بلبنان ،ونحنا منحس معو" وتابعت أن عامَي 1914 و1915، في الحرب العالمية الأولى حين تعرض الأرمن للمجازر، في الوقت عينه تعرض لبنان لمجزرة من نوع آخر وهي المجاعة المشهورة التي أودت بحياة حوالى 150 الف شخص، "ولسوء الحظ كان في ناس منا وفينا متواطئين مع الغريب".
وقالت باسكال أنها لا تدري كيف يفكر الظالم "ألا يعلم أن الله لا يريد هذا الأمر، ولا يمكن ان يصل إلى الإنتصار ،إلا وسينكسر من جديد ، كيف يقتلون بإسم الله ويقتلون البريء بإسم الله ؟".