ليس كل ما يلمع ذهباً هذا صحيح وهذا ما لمسناه في حفل التكريم الذي تمت اقامته في قصر الاونيسكو في صالة جانبية ، يقال انه حفل تكريم للاسطورة صباح وانما في الحقيقة كان عكس ذلك، فأتى الحفل معيباً بحقها وبحق مسيرتها الفنية الطويلة المليئة بالنجاح والعطاء والابداع، هي أسطورة وشمس الشموس وحلوة لبنان وعلى قدر أهميتها كان يفترض أن يُقام حفل تكريمها.


عن الفيلم المزعوم كان من المفترض ان يمثل رحلة طيف للراحلة صباح ما بين الخيال والواقع ، يدخل من عالم سريالي ويخرج نحو عالم واقعي، الطيف في رحلته يجول في ذاكرة المكان بين أطلال الماضي ،بين شخوصه والحانه وأمكنته وتفاصيله، إنه الغياب، وعام بعد الرحيل، يعود الطيف لكي يعرف مكانه في وجدان الناس ، هكذا ورد في الكتيب الذي تم توزيعه قبل عرض الفيلم ولكن في الحقيقة لم نرَ طيف صباح، بداية الفيلم من العام 1963 وصوت صباح يصدح "نورتونا يا حبايب" ، ولكن شاهدنا صبية تضع على رأسها شعراً مستعاراً من النايلون، وتترقوص على انغام اغنيات صباح، لم نشاهد طيف صباح انما واحدة مستشقرة تتخلوع ، وهذه ليست صباح، يمكننا اختصار الموضوع بأن فيلم "أيقونة الفرح" حوّل صباح من أسطورة الى رقاصة في تكريم معيب.

وكانت المنتجة لينا فايز مسعود قامت بإهداء هذا الفيلم الذي تم جمع مقاطعه عن اليوتيوب بتوليفة فقيرة جداً تفتقر الى ادنى مقومات الابداع او حتى الاخراج العادي لمبتدئ ،فقالت :"لانها من لبنان الأشم كانت بداية الفيلم من بيروت ، صباح من لبنان بدأت واليه انتهت، فعاش فيها وعاشت معه وسيبقيان".


إنطلق حفل التكريم بحضور مستشار وزير الثقافة المخرج نصري براكس وبحضور نقيب السينمائيين في لبنان المخرج صبحي سيف الدين الذي رحب بالحضور واكد سعادته في هذا التكريم الذي قدمته الاعلامية ليليان ناعسي.

وعلى هامش التكريم كان لموقعنا لقاء مع مخرج الفيلم نضال سعد الدين قوشحة الذي قال :"قررت ان انتج هذا الفيلم عن صباح لانها ايقونة الفن والفرح واحد اعمدة الفن اللبناني مثل وديع الصافي وفيروز".
وفي رده عما اذا كان قد استأذن عائلة صباح اجاب :"العائلة شاهدت الفيلم قبل عرضه، وانا ابتعدت عن الامور الشخصية فيه ، انا لم اقترب من جانيت فغالي ،انا اشتغلت على الفنانة صباح وطيف صباح".
وفي رده على سؤالنا عن عدم رضى ابنة شقيقة الصبوحة المخرجة كلودا عقل قال نضال سعد الدين قوشحة :"أنا احترم رأي كلودا عقل واحترم وجهة نظرها ولكنها شاهدت الفيلم قبل عرضه واعتقد ان هذا الكلام غير موضوعي وغير دقيق".
وعن اختياره لبطلة الفيلم الممثلة سالي بسمة اكد المخرج ان سالي ممثلة اكاديمية من لبنان شاطرة وموهوبة وهي قدمت شغلها بطريقة صحيحة، وختم حديثه معنا بالقول انهم بدأوا العمل على الفيلم منذ اربعة اشهر .


بدورها صرّحت لنا الممثلة سالي بسمة بأنها ليست خائفة من تجسيد دور "طيف صباح"، وأضافت "لكنني أتمنى أن يُعجب الناس بأدائي ولكنني لم أغنّ لان "صوتي كتير بشع".
وصرحت لنا بأنها أمضت شهراً كاملاً في التعرّف على صباح فحفظت حركاتها وكيف تتصرف وتمشي وكيف تحرك يديها، وحفظت منها تلك التفاصيل الصغيرة .

ملاحظات سريعة:

- العديد من الزملاء الصحافيين والحضور انسحبوا من الفيلم كتسجيل موقف منهم على هذه الاهانة الموجهة للشحرورة صباح.

- علت داخل الصالة العديد من اصوات الاعتراض على هذا الفيلم الذي تم تجميعه بطريقة غير محترفة عن موقع اليوتيوب .

- كان الاجدر على المخرج ان يؤمن أرشيف نظيفاً للسيدة صباح لكي نستمتع بها، فالصورة كانت رديئة جداً.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.