شغفها بالرسم لا تحدّه حدود ، فهي منطلقة بين الواقع والخيال لتوصل من خلال كل لوحة ترسمها رسالة .

بين الأمور الشخصية والإجتماعية والسياسية تتنقل في لوحاتها ، ليشعر كل من يشاهد فنها بأنها تحكي عنه ، وتلامسه في مكان ما .

هي الفنانة التشكيلية بولا شاهين ، والمتخصصة في الهندسة الداخلية ، التي إلتقيناها في هذا الحوار قُبيل إفتتاح معرضها الجديد .

أخبرينا عن معارضك السابقة ومعرضك الجديد الذي تقيمينه يوم الأحد المقبل
بدايةً أول معرض لي كان في حزيران/يونيو 2014، ، بعدها قمت بمعرض في سنغافورة ، أما في هونغ كونغ فقدمت معرض أونلاين، الذي بات يحمل إسم The Asia Contemporary Art بعدها ، قررت أن أقيم معرضاً في لبنان لأعرّف أكثر عن نفسي وهو الذي سيقام الأحد المقبل في فيلا Paradiso في الجميزة من الساعة السادسة مساء وحتى الحادية عشر ، ويتضمن المعرض 18 لوحة قدمتها بحسب رؤيتي للأمور من دون أن أُبطنها أو أحلّيها .

ما هي المواضيع التي تتناولينها في هذا المعرض ؟
تناولت مواضيع عديدة مثل الوضع السياسي في لبنان من خلال مثلاً لوحة تحمل عنوان in dependence حيث لعبت على معنى الكلمة بفصلها ، ولوحات تحمل عناوين Ascension تتناول موضوع الإنسان الذي لا يملك إلا الأمل ليخرجه من المآسي التي نعيشها كل يوم ، ولوحات أخرى تحمل عنوان my cloud تتمحور حول العيش على أقوال غاندي لنخرج من الجو المُعاش، بالإضافة إلى موضوع الـbullies حول التوجه لأناس بمواصفات سيئة، وغيرها من المواضيع.

ما هي التقنيات التي تستخدمينها لوحاتك ؟
الأكريليك ، طبقات متعددة (layers) ولدي دائماً relief ، أعمل على مقاسات كبيرة، المعدل متر ونصف بمتر ونصف أو مترين بمتر .

إلى أي مدى هناك دعم للرسم في لبنان؟
لبنان عاد ليسلط الضوء على الأمور الثقافية، فإفتتحوا معرض سرسق و Aishti Foundation، وبدأ الناس والإعلاميون يهتمون أكثر بالفن، ومواقع التواصل الإجتماعي تساعد في نشر ذلك ، الحمد لله هناك ناس تهتم بالثقافة ولبنان يبقى بلد الثقافة، ولن أتوقف هنا فإن ما أقوم به هو شغفي، ومن خلال الرسم أعبّر عن كل ما في قلبي ، وأعتقد أنني حققت هويتي بهذا المعرض حيث بات لي توقيع وبصمة خاصة في لوحاتي .


هل يتضمن هذا المعرض لوحات من محور حياتك الشخصية؟
المعارض السابقة كانت عن حياتي الخاصة بينما المعرض الجديد هو عن تجارب من حولي بالإضافة إلى حياتي الخاصة ، هناك لوحة تظهر كل الصور التي بقيت مطبوعة في رأسي منذ طفولتي، بالمقابل لوحة تظهر الضغط الذي تعيشه عارضات الأزياء النحيفات حتى تصبحنا مصابات بمرض فقدان الشهية تماماً.
هناك ما يعادل 30 بالمئة من لوحاتي في المعرض عن حياتي الشخصية، والباقي عن الحياة الإجتماعية والسياسية، وكلها أتناولها بطريقتي التي تتضمن نفحة الأمل ، مثلاً هنك لوحة أسميتها كاماسوترا تهدف إلى إيصال رسالة أنه يجب إيجاد المتعة في كل موقف تضعنا فيه الحياة.
ولدي ستايلي الخاص عبارة عن إستخدام الـ layers ، والـ relief ، كما أن الأشخاص في لوحاتي أقرب إلى الشخصيات الكرتونية ، وأستخدم القليل من السخرية ، وكل فكرة توصل رسالة ، وتسلط الضوء على الحقيقة .


الناس تخاف عادةً من أسعار اللوحات ، ماذا عن أسعار لوحاتك ؟
من يقدّر الفن يدرك أن قيمته ليست بالمال، سعر اللوحة يحدد بحسب تقدير الناس لها بقدر ما فيها من أفكار وهوية تابعة للفنان، فمن يعرف بالفن لا يستغرب الأسعار ، بينما الناس التي ليس لها إطلاع على الفن تستغرب.
الفنانون كثيرون منذ سنوات طويلة مضت، ومن الجيد أن اخلق لنفسي هوية جديدة، فأنا منذ عام 2001 أقوم بالبانتور حتى وجدت هويتي.
اللوحة ليست قطعة ديكور فهي ثقافة، كما أن الفن مع الوقت يصبح له قيمة أكثر ، وهو ليس مادياً .
من ناحية أخرى فأنا لست شخصاً يهتم بالمال بقدر إنشغالي بأن أوصل نفسي كفنانة ، هذا الأمر أجمل ما في حياتي، كما أنني عادلة ، وفي سنغافورة تباع لوحاتي بأسعار أكبر.

أنت خيالية أم واقعية في لوحاتك؟
ما بين بين، فلوحاتي تأخذك إلى بعيد ومتصلة بأحلامك وحياتك الشخصية ، إذاً هي الواقع بطريقة فيه القليل من الخيال ، وحتى من خلال شخصياتي هناك رأس كبير وجسم صغير للشخص وهذا لأدل على أن كل حياة الإنسان محورها الرأس.

إذاً أنت لا تعتمدين على الرسم كدخل مادي
عملي الأساسي هندسة الديكور الداخلي ، ولا أقوم بترخيص قيمة فن من أجل البانتور هواية لذلك لا أحترق من أجل المال ، أنظف كل قلبي من خلال البانتور، فأخرج ما في داخلي من حب وغضب بالإضافة إلى أنني أوصل رسالة .