على مدى ساعتين تقريبا استطاع فريق "قوم وقاف" المسرحي تقديم نماذج عديدة من شخصيات المجتمع اللبناني بقالب كوميدي ساخر انتقد الواقع المرير الذي يعيشه اللبناني.


بين شخصية الإعلام الهابط ، والبرامج المتصنعة، والشخصيات الشعبية والبرجوازية تتابعت الأدوار على خشبة مسرح "المركز الثقافي الروسي" في بيروت .
العمل عبارة عن "اسكتشات" ساخرة سريعة ، تناوب على تقديمها مجموعة من الشبان المبتدئين، وسط امكانيات فنية متواضعة، جعلت من الحضور يتفاعل معهم بطريقة عفوية.
من الغمز من قناة الأحزاب والطوائف والإعلام وطبقات المجتمع ، استطاع فريق "قوم وقاف" ان يقدم عرضاً مسرحياً يشبه الوضع اللبناني الداخلي "كثير من هفوات السياسة".

أما على الصعيد التمثيلي والتجسيدي للأدوار فقد نجح الفريق المكون من حسن جوني - حسين قاووق - محمد دايخ - فرات بو كمال - حسين دايخ - سينتيا زيادة وهند خضرا، ان يتقمصوا ادوارهم بالشكل المطلوب، وتنقلوا بين الشخصيات التي اوكلت لهم بطريقة مرنة ومحترفة .
المسرحية حضرها عدد كبير من الجمهور وزملاء أبطال العمل واهلهم، وتفاعلوا مع الـ"إسكاتشات" كثيرا وضحكوا ملياً على المشاهد الساخرة التي قدمها فريق "قوم وقاف".
بين كل فقرة واخرى كان يطل فنان الراب، ناصر الدين الطفار ليقدم وصلة فنية انتقادية كما نوعية اغنياته المعروفة والتي تشكل عصباً اساسياً في الحراك المدني في الوسط التجاري في بيروت.
بعد ساعتين تقريباً من السخرية والانتقاد انتهى العمل برسالة وخلاصة واضحة وهي "نريد وطن السلام والاستقرار والأمن"، فعلى تصفيق الجمهور واسدلت الستارة .

ملاحظات :
ابدى بعض الحضور امتعاضهم من الشتائم الكثيرة التي رددها ابطال العمل بـ"اسكتشاتهم" ومنهم من اعتبر ان العمل لا يناسب جميع الأعمار.
كان لافتاً جداً مشاركة الفنان ناصر الدين الطفار بأغنيات "الراب" التي تركت أثراً جميلاً عند الحضور.
ابدى بعض الحضور اعجابهم بالعمل لكنهم انتقدوا مدته الزمنية "ساعتان" حيث كان من الأفضل لو كانت ساعة ونص كحد أقصى .