باسم مغنية إسم حفر له مكانة خاصة في عالم الدراما اللبنانية، هو مناضل من نوع آخر، لا يقبل المساومة على عمله، يمتلك الجرأة برفض ما لا يرضيه وبقبول ما يعجبه من الاعمال المطروحة عليه.

قدم أدواراً لا تزال محفورة في القلب والوجدان، وشارك في اعمال ضخمة جعلت منه رقماً صعباً في التمثيل، مشاريعه كثيرة واقربها فيلم "السيدة الثانية"، عنه وعن احوال الدراما والبلد وما نعيشه من خيبات تحدّث باسم مغنية بكثير من الصراحة في هذا الحوار.

باسم مغنية فيلم "السيدة الثانية" ليس تجربتك السينمائية الأولى، أليس كذلك؟

صحيح انا مثلت في افلام لبنانية ولكن بانتاج اجنبي منها "33 يوم" و"السر المدفون"، ولكن "السيدة الثانية" اول فيلم للجمهور الواسع، ما سبق كانت افلاماً خاصة لجمهور خاص ومحدود، وليس للعروض الجماهرية.

"السيدة الثانية" يعالج الوضع الحالي، انت تقدم فيه دوراً كوميدياً يضع الاصبع على الجرح؟

دوري ليس كوميديا هو ليس "كاراكتير" ، "رضا" هو شخص عادي يعيش في المجتمع ويتعرض لمواقف مضحكة، نحن في هذه الفترة بحاجة ماسة لهذا الفيلم ، ليس لانه يتكلم عن الحقبة السياسية الحالية فقط ، ولكن لاننا من خلاله سنلقي الضوء على طبقات المجتمع ،والى اي مدى هناك شرخ بين الفقراء والسلطة الحاكمة ،هناك رؤساء يأتون الى الحكم لا يشعرون بفقر الناس لانهم لم يذوقوه يوماً ،يجوز اننا اذا وضعنا صورة هؤلاء الفقراء امامهم يبدأون بالتعاطف معهم.

لهذه الدرجة الكرسي تغري؟ لو فرضنا أن باسم مغنية جلس عليها فهل يتحول الى انسان عاطل؟

ممازحاً "بدي اسرق وآخد سمسمرة وبرطيل،وما بدي خلي شي عاطل الا واعمله"، لا يمكنني ان اضع نفسي بموقع رئيس الجمهورية او السلطة، هي قصة تربية ولا اعرف الى اي مدى هذا الموضوع يغري،او اذا كان بالفعل يسحر كل من يجلس على الكراسي او ان هناك ربما شواذاً عن هذه القاعدة ،ولكن ما اعرفه انني حتماً سأعمل بطريقة صحيحة لا تشبه الطرق المعتمدة حالياً، انزل الى الشارع مع الناس اتمشى معهم استمع لمشاكلهم ولقصصهم وهمومهم وهواجسهم،انزل الى الناس وحدي من دون مرافقة او مرافقين .

ما تتكلم عنه نراه في بلاد الغرب وليس في بلادنا!

انا اشعر بأنني اقوم بذلك ،فمن خلال شخصيتي وتربيتي اجد انني استطيع ان اتحمل المسؤولية واقوم بواجبي كاملاً، "اذا صرت مسؤول بعملها وبنزل بلا مرافقين" لا يخاف المسؤول النظيف من الاغتيالات لانه سيكون محبوبا حتما من كل الناس .


الفورة الاجتماعية التي نعيشها اليوم من خلال التحركات المدنية،النفايات التي اصبحت تغطي الجزء الاكبر من البلد، البطالة ،الفقر، الى اي درجة تحفزك كل هذه الامور كممثل او حتى كانسان، وهل تحبطك ام تزيدك عزيمة واصراراً على المضي قدماً ؟

هذه الفوضى التي نعيشها في لبنان لا يقبل بها اي مواطن صالح،ولكن الذي اخاف منه هو هذا الصخب غير المنظم ،وهذا ما يجب علينا ان نحذره او نخاف منه والا سنصل الى أماكن غير محسوبة النتائج ، اعتبر ان كل الثورات العربية لم تنجح لغاية اليوم بما فيها ثورة مصر، فبالرغم من تقدمها وتخطيها للعنف الا انهم لم يعيشوا الاستقرار والراحة كما يجب ، نحن الشعب اللبناني مؤلف من 18 طائفة يعني ثورتنا اصعب من كل البلدان ، المفروض ان ندرس تحركاتنا اكثر ان كانت حراكاً مدنياً او حتى تظاهرات، فكلنا لدينا مطالب ولكن لا يجب ان ندخل في متاهات لا تُحمد عقباها.

هي ليست بكبسة زر، وهذا ما يجب ان نفهمه .

على قدر اهمية مطالبنا المستحقة يجب ان نحذر موضوعاً خطيراً جداً وهو عدم المساس بالجيش اللبناني والقوى الامنية، فهم اهلنا وناسنا واخوتنا واولادنا ،ومعنا يغرقون في نفس المركب،لا يجوز اسقاط هيبة الجيش والقوى الامنية فهم ضمانتنا الوحيدة ، هناك مندسون يحاولون جاهدين زعزعة الامن والاستقرار واخذ الامور الى اماكن اخرى غير محسوبة النتائج ،ولكن في المقابل انا اعلم ان الثورة السلمية لا يمكنها ان تصلنا الى بر الامان ،كل ما اقوله انه علينا درس جميع خطواتنا وتحركاتنا من كل الجوانب كي لا نصل الى مرحلة نخسر فيها كل شيء.

بالعودة الى الفن والتمثيل،زميلك طوني عيسى صرح لي بلقاء اجريته معه لموقع "الفن" قائلاً "اذا المنتجين استعانوا بـ باسم مغنية في انتاجاتهم العربية سيشاهدون بالفعل ممثلاً حقيقياً ومحترفاً" ،بماذا ترد عليه؟

طوني عيسى كبير واخلاقه عالية ،وهناك صعوبة في أن تعثر على ممثل يتكلم عن زميله بهذه الطريقة خصوصا اذا ما كانوا من نفس الجيل، انا اكبر سناً من طوني بقليل ولكننا نقدم نفس نوعية الادوار تقريباً ،انا اقدر محبته الكبيرة.

هل انت انتقائي باختيارك الادوار التمثيلية؟

منذ عشر سنوات ولليوم اصبحت ادرس اكثر الادوار المعروضة علي، ولا اقبل الا بما يقنعني.

ابتعدت قليلاً وعدت ، هل كان الابتعاد قصرياً بما معنى انك غُيّبت ام انه كان قرارك ؟

لا احب قصة انني اُحارب، او انه يتم ابعادي بصورة مقصودة، للحقيقة انني قصدت الابتعاد فانا بطبعي عنيد واريد دائماً ان اقدم الاعمال الجميلة التي تستهويني لذا ارفض الكثير من العروضات، انا اعرف تماما خطورة ما اقوم به، فعندما تبتعد الناس ستنساك ولو هم يحبونك او يحبون تمثيلك واداءك،حتى من هم في نفس المجال لا يعودون يذكرونك ايضاً .

هل لدينا في لبنان مجال الرفض والقبول بظل الانتاجات القليلة وكثرة عدد الممثلين؟

الآن ومع ازدياد عدد الانتاجات المحلية ودخول عجلة الانتاجات العربية المشتركة على الخط تبدلت الامور واصبح مجال الاختيار اوسع ، والمحبوبون من الممثلين من قبل الجمهور قلائل ومعدودون على اصابع اليد الواحدة، كل هذه العوامل تمكننا من قول نعم او لا بسهولة اكبر.

هل لديك اعمال عربية مشتركة قريبا ؟

الإستراتيجية الجديدة التي ساتبعها مبدئيا عنوانها الانتاجات العربية المشتركة،هناك الكلام عن الكثير من الاعمال ولكن لا يمكنني الكلام عنها بعد لانني لم اوقع العقود، بعد شهر رمضان هذه المرحلة هي مرحلة التحضيرات للاعمال المقبلة وبالتالي الكل مشغول امّا بالكتابة او باختيار الممثلين المناسبين لاعمالهم، ولكن في المقابل هناك عدد من الثلاثيات سأكون البطل فيها .

بالعودة الى فيلم "السيدة الثانية" انت وماغي بو غصن كيف تصف لي هذا التجانس بينكما؟

انا وماغي بدأنا بالتمثيل سوياً من عمر بكر، هي رفيقة درب وصديقة عمر قبل ان نكون زميلين ،انا في العادة اجد صعوبة في الكلام عن الاشخاص الذين احبهم،ولكنني اؤكد ان الامور تطورت مع ماغي منذ 10 سنوات ولغاية اليوم من ناحية الاداء والاختيار والفرص الكبيرة التي بدأت مؤخرا بالحصول عليها بفضل موهبتها وكانت بالفعل "قدها وقدود" ، بغض النظر عن الناس الذين يقولون ان زوجها منتج وفرصها اسهل ، انا اقول يا ليت كان ابي او امي منتجين ،فكنت بالطبع سأستفيد من وجودهما في حياتي.

وماذا لو كانت زوجتك منتجة مثلا؟

زوجتي حبيبة قلبي دعمها هو السبب الاساسي لتقدمي في مجال التمثيل ولها كل الحب والتقدير، "ومش غلط يكون في منتج خلفي" طالما الموهبة موجودة، هذه الايام "عم تضهر الوحدة مع واحد اكبر منها بخمسين سنة لينتجلها وهي ما بتكون بتحبو" فكيف اذا كانت حبيب قلب زوجها ومن الاساس ممثلة وموهوبة ؟ هل يذهب عندها وينتج لابنة الجيران؟ .

اخيرا باسم بماذا تعد جمهور السينما من خلال فيلم "السيدة الثانية"؟

الفيلم سيكون "لذيذ ومهضوم" والناس ستحبه بالطبع، يمكننا القول ان الفيلم جميل جداً و"منشوف حالنا فيه"،ومن خلالكم اوجه تحية لكاتبته كلوديا مرشليان ولمخرج الفيلم، ولشركة الانتاج ايغل فيلمز، يمكنني اختصار الموضوع بالقول ان المشاهدين سيدخلون صالات السينما ويشاهدون فيلماً لبنانياً جميلاً ، تشاهده وتتسلى وتخرج منه وأنت تمتلك مجموعة احاسيس منوعة ما بين الضحك والبكاء على قصص نعيشها في حياتنا اليومية.