ممثلة لها طلتها الخاصة وجاذبيتها ، فهي تحمل ملامح فرعونية جعلت منها فنانة مميزة تجيد تجسيد كل الأدوار ببراعة.

إنها الممثلة سوسن بدر التي كرمها مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول المتوسط في دورته الـ31 عن مجمل أعمالها.

"الفن" التقى "نفرتيتي السينما المصرية" في حوار تحدثت فيه عن اول تكريم لها بمصر رغم التكريمات العديدة التي حصلت عليها بالدول العربية والاوروبية، وعن علاقتها بالممثل الراحل نور الشريف حيث أهدت درع التكريم لروحه.

هل تعلمين ان هناك من يصفك بـ"ممثلة المهرجانات"؟

أعلم أن البعض يقول عني ذلك لكن بصدق شديد لا أعرف ماذا يقصدون هل مثلا يقصدون أني أقدم أفلاما أو مسلسلات من نوعية خاصة تصلح للعرض في المهرجانات فقط أم ماذا؟ لكن إذا كان قصدهم ذلك فالمهرجانات تختار أفضل الأفلام لعرضها بصرف النظر عما إذا كان هذا الفيلم حقق إيرادات بعرضه في دور العرض أو لا.

هل كنت حزينة لعدم تكريمك في مصر من قبل؟

على الاطلاق.. فأنا أعلم أن كل شيء له وقته.. فهناك أساتذة كبار لهم أسماؤهم وتاريخهم وأعمالهم الخالدة، كانوا يستحقون التكريم قبلي بكل تأكيد. أما أنا فدوري لم يكن قد حان، ما زلت صغيرة ولدي الكثير لأقدمه، وشعرت بفرحة كبيرة وأنا أقف بجوار أساتذتي على خشبة المسرح أتلقى درع التكريم في المهرجان، وأنظر إلى المخرج محمد عبد العزيز، والسيناريست والمنتج فاروق صبري بكل امتنان أنني أقف بجوار هاتين القامتين استلم درعاً تكريمياً معهما فوجودي معهما أضاف الى تكريمي.

هل هذا يعني انك غير مهتمة بالايرادات؟

طبعاً الايرادات مهمة فأنا سبق وقدمت اعمالاً حققت إيرادات خيالية، مثلا فيلم "سلام يا صاحبي" مع الأستاذ عادل إمام والنجم الراحل سعيد صالح وكذلك أفلام "ساعة ونص" و"الفرح" وغيرها من الأفلام الأخرى.

تحدثت خلال الدورة التكريمية لك ضمن فعاليات مهرجان الاسكندرية السينمائي عن فيلم "الفرح" دون غيره هل تعتبرينه نقطة تحول في مشوارك الفني؟

طبعاً هو نقطة تحول في تاريخ السينما، فانا بدوري هذا اكدت على فكرة ان النجومية ليست بعدد المشاهد وانما بالتأثير، الممثل الحقيقي عليه أن يقدم الدور بكل ما يريده من احتياجات فإذا كان الدور يحتاج إلى أن أكون مشوهة تماما وليس بي أي ملامح جمالية فبالطبع لا بد أن أفعل ذلك، وإذا كان هناك حاجة إلى أن أكون في قمة أناقتي سأفعل، ففي "الفرح" برغم أن مشاهدي معدودة إلا أن الدور استطاع أن يترك علامة عند الناس بشكل كبير، وأنا أعتبره من أهم أعمالي الفنية، وفي فيلم "الشوق" مثلاً ظهرت بملامح سيئة وجسّدت شخصية المرأة العجوز، كذلك طيلة أحداث مسلسل"سارة". فأي دور لديه ملامح خاصة به وعلينا كفنانين تنفيذها وعدم الخوف من أن يرانا الجمهور بملامح سيئة .

جاء تكريمك في الدورة نفسها التي تحمل جائزة بإسم الراحل نور الشريف ، كيف كان شعورك؟

شعور ممزوج بالفرح والحزن ، فخلال الندوة التكريمية لنور الشريف والتي كانت ضمن فعاليات المهرجان، تمالكت نفسي من البكاء لأني أشعر فعلاً بأني أفتقد الأستاذ الكبير. هل تعرفون إحساس البنت بوالدها حينما يمدّ لها يده ليسندها؟ هكذا كان نور بالنسبة إلي فهو أول من مد يده لي تمثيلاً ومن خلاله عرفت ما هو الفن وماذا يعني أن أكون تلقائية، يعني من أجل أن أكون ممثلة جيدة يجب أن لا أمثل فأخذني من يدي ووضعني في فيلم "حبيبي دائماً"، والذي يعد من أحلى أفلام السينما المصرية وقدمت دوري بخوف شديد لكنه كان ينظر إليه ومن دون كلام يقول "اطمني" وبالفعل من الذي لا يطمئن في حضرة الأستاذ؟

لكن هل تؤيد سوسن بدر ما قاله دريد لحام عن رفضه التمثيل بلهجة غير لهجته؟

كلّ فنان تكون له وجهة نظر خاصة به ويكون مقتنعاً بها فهو عاشق للهجته ولهويته ويحب أن يحافظ عليهما، فهذا حقه ولم تؤثّر وجهة نظره هذه على حب الجماهير في كل الوطن العربي له، فهو فنان له ثقله ووزنه ولا أحد يختلف عليه ، دريد لحام نجم كبير رغم آرائه .

لسوسن بدر شهرة كبيرة لكنها على الرغم من ذلك لا تحتل أفيشات الأفلام، هل لديك مبرّر لذلك؟

والله العظيم أنا أبعد ما يكون عن التفكير في أني أبحث عن صورة أو اسم في الأفيش، فالأفيش ينساه الجمهور ويظل الفنان بدوره في ذاكرته. فبوستر الفيلم هو ورقة أما الدور فهو تاريخ ولا يهمني أن يصفني أحد بالنجمة لأني لست نجمة ولا بطلة أفيشات. أنا فقط إنسانة تحب الفن وأترفع عن أي شيء آخر كألقاب وما شابه ذلك.

من أين أتى لقب "نفرتيتي السينما المصرية"؟

انا أعتز بهذا اللقب وأحبه لأنه لقب فيه "ريحة" مصرية وبسبب ملامحي الفرعونية سبق ورشحني المخرج الراحل شادي عبد السلام لبطولة فيلم "أخناتون" لأجسد من خلاله شخصية نفرتيتي، لكن المشروع توقف لأنه بحاجة إلى تحضيرات كبيرة للغاية، ولأنه فيلم تاريخي ومثل هذه النوعية من الأفلام صعب تنفيذها كما أن رحيل الأستاذ شادي أوقف المشروع تماماً.

وبماذا تحلم سوسن بدر ان تقدم للسينما في الفترة المقبلة؟

أتمنى تقديم جميع الشخصيات بحيث أعبر عن كل سيدات المجتمع، سواء أكانت الأرستقراطية أو الشعبية أو الطيبة أو الرومانسية وكذلك الشريرة، وهناك شخصية أحلم بتقديمها في السينما أو الدراما التلفزيونية وهي "شجرة الدر" حيث سبق وقدمتها في المسرح منذ فترة طويلة، وكذلك شخصية "حتشبسوت" لأني أحب كثيراً التاريخ المصري الفرعوني وبعض شخصياته.

شاركتِ العام الماضي في بطولة مسلسلين هما "أرض النعام" و"طريقي" تفوّق الأخير ونافس بقوة بينما غاب الأول ولم يسمع عنه أحد ، ما السبب من وجهة نظرك؟

"طريقي" مسلسل توفرت فيه عناصر النجاح ، فشيرين فنانة موهوبة وكواليسها رائعة ومحبة لكل الناس ومتعاونة ومجتهدة وفريق العمل كله رائع من إنتاج وإخراج ومصورين وبالطبع فنانين، وتوقعت قبل بداية رمضان أن المسلسل سيحقق نجاحاً كبيراً، أما "أرض النعام" فللأسف كان تجربة سيئة، فقد بدأنا التصوير والورق لم يكن مكتملاً، وحينما اكتمل لم يكن كما يجب، وأنا أقول هذا وأعترف بكل شجاعة فأنا أعتز بالدور الذي لعبته فهو دور أكثر من رائع ولكن ليس بقدر اعتزازي بالمسلسل فهو في حد ذاته لم يكن جيدا .

هل ندمتِ على المشاركة فيه؟

لم أندم على أي عمل شاركتُ فيه من قبل حتى لو فشل هذا العمل وخاب ظني فيه، فأنا أستفيد من كل تجربة أشارك فيها بالايجاب وليس بالسلب فأتعلم من أخطائي ولا أكررها مرة أخرى على الاطلاق، كما أتعلم من النجاح أتعلم أكثر من الفشل.

وما هو جديدك؟

بخصوص عالم السينما أتمنى أن أجد الدور الجيد الذي أعود من خلاله، أما في الدراما التلفزيونية فقد بدأت 1 MBC بعرض مسلسل "ساحرة الجنوب" مع عدد كبير من الفنانين المتميّزين هم حورية فرغلي وصلاح عبد الله وياسر جلال وأحمد فؤاد سليم ومها أبو عوف، من تأليف سماح الحريري، وإخراج أكرم فريد وأكثر ما جذبني للعمل حداثة الفكرة التي يقدمها، وأعتقد أنه سيكون مفاجأة لأن أحداثه غريبة وجديدة على الدراما وخصوصاً الصعيدية.

هذا بالإضافة إلى أنني أقرأ أكثر من عمل درامي لرمضان المقبل ولكنني لم أحدد موقفي من أي من هذه الأعمال ، أحرص دائما على أن تكون اختياراتي للأدوار التي أقدمها، مختلفة عن بعضها ، فطيلة حياتي لم أقدّم عملاً يشبه الآخر لأني أُكوّن لكل شخصية أقدمها شكلاً مختلفاً عن الآخر وهذا يعود للخبرة وتطوير الممثل لنفسه بشكل مستمر ، وأشكر جمهوري على دعمهم لي .