أيقونة المسرح وملك الكوميديا الفنان سمير غانم تحدث لموقع "الفن" عن أهم اللحظات التي عاشها في المسرح خلال مسيرته الفنية الطويلة التي شهدت محطات كثيرة ناجحة ومهمة.

وأبدى غانم رأيه خلال اللقاء بوضع السينما والمسرح حاليا، واخبرنا أيضاً عن اعماله المقبلة ورأيه في ابنتيه دنيا وايمي. كما عقب على الحوادث الاخيرة التي حصلت في لبنان ، وغيرها من الأخبار التي تجدون تفاصيلها في الحوار .

ما مصير مسلسل "ميزو الرايق" الذي تحضر له منذ فترة ومتى ستبدأ تصويره؟
لم نعثر على شركة منتجة حتى الآن ونحن نحاول الاتفاق مع احدى الشركات. العمل سيقدم من منظور عصري جديد بعد تقديمه منذ 40 سنة. المسلسل من تأليف لينين الرملي الذي اعشق دائما مذاق لغة الحوار في كتاباته واستمتع بها.

وكيف سيكون الاختلاف بين "ميزو" القديم و"ميزو" 2015 ؟
قصة المسلسل الحديث تدور حول "ميزو" (يجسد دوره غانم) شاب مستهتر ورث عن ابيه مبلغاً كبيراً من المال بدده عن طريق اللهو ومطاردة الفتيات مما أدى إلى إفلاسه. ويتعرف "ميزو" لاحقاً عن طريق الصدفة على فتاة غنية ساذجة فيحاول أن يستميلها نحوه و يخدعها بإسم الحب لكي يتمكن من استغلال طيبتها ويأخذ منها ما يحتاجه من المال.

ولماذا اقتصرت أدوارك في الدراما على الأدوار الثانوية؟
الأعمال جميعها حاليا لا تعتمد على نجم بمفرده، فهناك لعبة جديدة تسمى الدور الجيد هو الذي يفرض نفسه على الجمهور كما أنني "شبعت فن وادوار بطولة"، وتركتها لجيل الشباب وهذا هو الحال في كل جيل والأجيال المتعقبة. كما أنني نجحت في مسلسلات رمضان التي شاركت فيها سواء "لهفة" مع دنيا سمير غانم او "يوميات زوجة مفروسة" مع داليا البحيري.

أين بطولاتك السينمائية التي كان لها طابع خاص عند الجمهور؟
أنا متواجد دائما لكن كانت هناك ظروف خاصة تمنعني من التواجد. كما أن البلد حالتها لم تكن مستقرة بعد الثورة والحمدلله الجو العام الآن أصبح مهيئاً لكي أعمل في المسرح والسينما والتلفزيون. ولهذا كانت عودتي من خلال فيلم "حماتي بتحبني" مع ميرفت امين وحمادة هلال واعتقد ان هذا الفيلم عودة قوية للسينما من جديد، كما أنني أرفض أن أظهر لمجرد الظهور ولن أعمل إلا عندما أجد نصّا جيدا يضيف لتاريخي ومشواري الفني الطويل.

هل ترى أن السينما قد خرجت من أزمتها ؟
السينما من وجهة نظري هي "طبق الفاكهة والمتعة الذي ينتظره الجمهور" وقد تنوعت السينما في الفترة الراهنة وصنعت أفلاما تسير في كل الاتجاهات مما يبشر بإنفراج كبير للأزمة السينمائية التي عاناها الوسط الفني على مدى العقود الماضية. ولا يعيب الأفلام المعروضة حاليا اتجاهها إلى الإكثار من الرقص والغناء والكوميديا لأن المواطن المصري البسيط الذي يشكل جمهور هذه الأفلام يتكون معظمه من الشباب المنطلق المتفتح الأفكار ويحب الانطلاق والمرح اللذين أعشقهما أنا شخصيا "خلي الناس تفرح وتنبسط وكفاية هم وغم". بالإضافة إلى وجود عنصر الشباب في أفلام أخرى مثل أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وغيرهما متألقين على الساحة فكل ذلك خلق حالة من الرواج السينمائي .

كيف يرى الفنان الكبير سمير غانم حال المسرح اليوم؟
المسرح حاليا يفتقد إلى نصوص ثقيلة ولغة الحوار به مفقودة خصوصا بين مؤلفي وكتّاب هذه الأيام فالمسرحية تحتاج إلى عناصر جذب كثيرة كي يُقبل عليها الجمهور بشغف وتجعله في حالة تشوّق لمشاهدة هذه المسرحية خصوصاً بالنسبة للجمهور الذي يعتاد المسرح. ولكن هناك عوامل جعلته ينصرف عنه رويدا رويدا منذ سنوات وأنا أشجع كل من يعمل في المسرح حاليا، وفي الظروف الراهنة هناك تجارب فردية تحتاج الإشادة بها مثل طلعت زكريا وإدوارد ورانيا فريد شوقي وانتصار فهؤلاء الفنانين تحدّوا الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلد لذلك أمنحهم وسام الشجاعة، كما أشيد بالتجربة الرائدة لصديقي الفنان المبدع أشرف عبد الباقي والتي تحمل اسم "تياترو مصر".

أين الفنان سمير غانم من المسرح في الفترة الراهنة؟
أنا رجل "مسرحجي" وعلى الرغم من أن المسرح يمنحني الراحة النفسية الكبيرة إلا أنه يحتاج إلى جهود خارقة قد تصل احياناً إلى العمل لمدة عام للتحضير لمسرحية يراها الجمهور وتترك اثرا جيدا في نفسه أو تقوم بإيصال رسالة هادفة يحتاجها في حياته. والحمد لله أنا أقوم حاليا بالتحضير لمسرحية قوية ستكون مفاجأة كبيرة لجمهوري الحبيب حيث أعمل على نص ممتاز للكاتب الكبير لينين الرملي وسيقدّم العمل على خشبة مسرح الريحاني قريبا.

ولماذا ينصرف النجوم الشباب عن الوقوف على خشبة المسرح؟
لعوامل عدة أهمها الملايين الكثيرة التي يحصلون عليها في الأعمال السينمائية والدرامية ويكون المجهود فيها أقل بكثير مقارنة بالعمل بالمسرح والأجور القليلة فيه. أضف إلى ذلك الانفلات الأمني، ولكن في نفس الوقت هناك شباب أتابعهم من خلال مشاركتهم في الأعمال الدرامية والمسرحية يهتمون بالمسرح ويثرون الفن بجهودهم الرائعة وهؤلاء هم أبطال حقيقيون لم يتم اكتشافهم بعد. ولدي أمل كبير في حملهم الراية، وهناك عامل ثالث مهم جدا وهو احتواء النجم المسرحي الكبير لمجموعة الشباب من حوله لأنه يعدّ المحرك الأساسي .

ولماذا لم نرَ ابنتيك دنيا وإيمي معك على خشبة المسرح؟
دنيا ناقشتني في هذا الأمر قبل زواجها وكانت حريصة على تقديم عمل مسرحي لكن ظروف زواجها وانجابها طفلة حالت دون ذلك لكنني أتصور أنها ستدخل المسرح بروح جديدة الآن. أما إيمي فهي حكاية لوحدها، فبعد نجاح مسلسلها "هبة رجل الغراب" سأقنعها بالعمل بالمسرح خصوصاً أنها خلقت حالة جميلة مع الناس في هذا العمل تحديدا فأتمنى أن تحقق الانتشار المرغوب في المسرح والتلفزيون والسينما. وأكثر ما يثير دهشتي هذه الأيام هو ردود الأفعال التي سمعتها من المشاهدين عندما قال لي أحد الأشخاص "عمري ما تابعت التلفزيون لكن ابنتك جعلتني أشاهده".

كيف يتعامل سمير غانم مع النقّاد؟
علاقتي بالنقاد طيبة لكن اعتبر ان الناقد شخص عادي يعبر عن رأيه الشخصي فقط. وهناك نقاد يؤكدون على نجاح النجم. وأنا أتصور أن الناقد يستحيل أن يكون سببا في فشل نجم في يوم من الأيام أو نجاحه. أكثر شيء أتذكره مع النقاد حاليا هو عندما انتقدني أحدهم بشدة دون أي داع في جريدة "أخبار اليوم" وكان الكاتب الصحفي موسى صبري رئيس التحرير وقتها فذهبت إليه ورحب بي وطلب مني الرد على هذا الناقد وقلت رأيي فيما كتب ضدي بحيادية.

أخيراً.. هل تابعت الأحداث الاخيرة بلبنان؟
للاسف اتابع ما يحدث بلبنان وانا من النوع المقتنع ان اهل البلد اولى بالحكم على ظروفه. ولا افضل التدخل في شؤون البلدان الأخرى وحتى العربية منها. ولكن احب ان اقول ان لبنان سيظل "عريس المنطقة العربية" ولو كره الحاقدون، واتمنى ان تنتهي هذه الازمة سريعا لان لبنان له مكانة خاصة في قلبي "ده انا مابحبش غير لبنان في كل حاجة".