رصيده الفني مليء بخزائن أعمال ناجحة في السينما والدراما وكذلك المسرح، فقد بدأ مسيرته الفنية بأعمال كانت مؤهلة لمساحات أكبر في الأدوار، حيث كانت بدايته الحقيقة من خلال فيلم "المشبوه" مع عادل إمام، وتوالت الأعمال الفنية الناجحة له مثل "كشف المستور" و "حنفي الابهة" و "درب الهوى" و"مشوار عمر" و"الباطنية" وغيرها.

.

هو الفنان فاروق الفيشاوي الذي تألق في رمضان الماضي من خلال مسلسل "بعد البداية" والذي يتحدث لـ"الفن" عنه ويحكي عن كواليس العمل، وفكرة البطولة الجماعية، وعن فيلمه الأخير "القط" وأسباب غيابه عن السينما، وتوقف فيلم "يوم للستات" ، وعن الندم ورأيه في إبنه أحمد الفيشاوي وأمور أخرى كثيرة .

بداية.. كيف كانت ردة الفعل حول مشاركتك في مسلسل "بعد البداية"؟

ردة الفعل كانت إيجابية مُنذ الحلقة الأولى للعمل في رمضان الماضي، وأنا سعيد بالمشاركة في هذا العمل والذي أعتبره تجربة مُختلفة وجديدة علي، كما أن إحتواء العمل على عنصر التشويق وعناصر أخرى كانت جاذبة للجمهور مثل الإخراج وفريق العمل والكادرات والقصة نفسها كانت مثيرة للغاية، هذا إلى جانب أن العمل على المستوى النقدي والجماهيري نجح وهذا شيء أسعدني، إلى جانب أنه كان في المُقدمة وسط الاعمال الدرامية التي عُرضت في رمضان الماضي بناءً على إحصائيات قامت بعض المواقع والقنوات العارضة للعمل.

وما الذي جذبك للعمل؟

كما قلت لك.. القصة والسيناريو وفريق العمل، والدور الذي قدمته جديد ومُختلف عليّ، فقررت أن أخوض التجربة وإستمتعت بها للغاية.

ولكن ما الذي يجعلك تقبل الظهور بعمل ضمن إطار البطولة الجماعية وتبتعد عن تقديم اعمال خاصة بك وحدك؟

لا أفكر في الأمور بهذه الطريقة، فأنا فنان قدمت بطولات كثيرة في السينما والدراما وأخذت حقي من الفن، ولكن ما يعنيني هو العمل الجيد والدور المميز الذي يجذبني، وطالما أن المساحة الخاصة بالدور كبيرة ومدى تأثيره على الأحداث، فلماذا أفكر إن كان العمل خاصاً بي وحدي أو ضمن إطار البطولة الجماعية، وخصوصاً أن الفن لعبة جماعية وكل عنصر فيها مُهم من أصغر عامل إلى أكبر شخص، فلكل عمل فني ناجح مقوماته التي تنقسم لزوايا عديدة منها الإخراج والصورة والديكور والملابس والفنانون وغير ذلك، وأنا في الحقيقة إستمتعت للغاية بالتعاون مع فريق عمل "بعد البداية".

فيلم "القط" كان آخر أعمالك السينمائية.. فما تقييمك للعمل والتعاون الأول مع عمرو واكد؟

الرسالة التي يحملها الفيلم ساهمت بشكل كبير في إنتشاره ونجاحه سواء على المستوى السينمائي أو على صعيد مشاركته بمهرجان "ابوظبي السينمائي"، ومنذ اللحظة الأولى التي شاهدت فيها العمل مع النقاد أثناء عرضه بالمهرجان وجدت أن الموضوع مُثير بالنسبة لهم، وكان هناك ردة فعل قوية ومُبشرة لنجاح الفيلم بدور العرض السينمائية، وحينما عُرض العمل في السينما حقق النجاح أيضاً وكان الجمهور سعيداً به.

برأيك هل وضع شارة "للكبار فقط" على الفيلم كانت نقطة سلبية ضد العمل؟

وضع شارة "للكبار فقط" على الفيلم لم يكن الهدف منها إحتواء العمل على مشاهد ساخنة لا تصلح للصغار وما إلى ذلك، ولكن موضوع الفيلم خطير ويحتاج لمن هم فوق الـ18 عاماً، خصوصاً أن العمل ناقش قضية تجارة الأعضاء البشرية وكان هناك بعض مشاهد العنف المُبررة درامياً داخل أحداث العمل، ولذلك فقرار وضع هذه الشارة كان من أسرة العمل وليس من جهة رقابية أو غير ذلك، كما أنني لا اعتقد أن هذا الموضوع أثّر بالسلب على إنتشار العمل أو نسب المشاهدة، والعمل حقق إيرادات ونسب مشاهدة عالية.

بما أن الفيلم قد ناقش قضية تجارة الاعضاء البشرية، وفي أغلب أعمالك قدمت وناقشت قضايا واقعية كثيرة.. فهل تقصد القيام بذلك؟

بالتأكيد.. فالفنان لا بد أن يكون لديه رسالة في حياته الفنية من خلال أعماله، فالقرب من الجمهور يجعل هذه الأعمال تُلامس الواقع وتمس الجمهور بشكل كبير، فالواقعية أهم شيء في الفن، وأنا شخصياً أسعى لتقديم قضايا الجمهور والمُجتمع المصري في أعمالي الفنية سواء سينمائيا أو دراميا.

بعد تاريخك الطويل في السينما..لماذا غبت عنها لسنوات طويلة قبل أن تُقدم فيلم "القط" الذى تم طرحه العام الجاري؟

لم اجد العرض الذي يجذبني لتقديم اي اعمال سينمائية بالقوة التي كانت عليها أعمالي التي قدمتها من قبل، ففضلت الإبتعاد وكنت أعتذر عن الكثير من النصوص لأنني لا أقبل التواجد بعمل ضعيف وغير راضٍ عنه من الاساس حتى لا أغيب، بل على العكس أفضل الإبتعاد لو وجدت أن الأعمال المعروضة عليّ لا تُناسبني لأنني لا استطيع أن اعمل إلا إذا كنت مُهيئاً نفسياً للعمل وشرط أساسي أن أكون راضياً عما أقدمه قبل إختياره، فكانت ظروف السينما صعبة مُنذ قيام ثورة يناير وحينما وجدت الأمور تتحسن وعُرض عليّ العمل المناسب فلم أتردد للعودة للسينما التي أعشقها وقدمت فيها أعمالاً كثيرة صنعت نجوميتي.

هل للندم مكان في حياتك، وهل ندمت من قبل على اعمال فنية قدمتها؟

الندم كلمة غير موجودة في قاموس حياتي، ولم يحدث معي من قبل أن أندم على أي شيء ليس فقط في حياتي الفنية، فأنا أنظر للأمور بطريقة أخرى، وإختياراتي دقيقة وصائبة، ولذلك فلم أشعر من قبل بالندم أو عدم الرضا بأعمالي الفنية.

إذاً..ما تقييمك لمشوارك وأعمالك الفنية التي قدمتها؟

الحمد لله.. سعيد للغاية بمشواري وما وصلت له، وراضٍ عما قدمته وما زلت اسعى لتقديم المزيد.

علي أي أساس تختار أدوارك وأعمالك الفنية؟

أختار بناءً على ما يُناسبني من نصوص وأدوار، فلا بد أن أكون مُقتنعاً بما أقدمه، إلى جانب أنني أحب أن أُقدم أعمالاً تضعني في مناطق مُختلفة في التمثيل عما قدمته من قبل، وهذا هو أهم مبدأ في إختياري لأعمالي الفنية، وبعد ذلك تأتي عوامل أخرى مثل فريق العمل والجهة الإنتاجية والإخراج وما إلى ذلك، فأنا أهتم أن تكون مكتملة العناصر.

صرحت من قبل عن نيتك للعودة للمسرح من خلال عمل يجمعك بالفنانة ليلى علوي.. فأين ذهب هذا العمل؟

بالفعل هذا صحيح وهناك عمل مسرحي سوف يجمعني بها قريباً، والعمل لم يذهب ولكن تم تأجيله لأكثر من مرة نظراً لإرتباطات فنية لدي وكذلك الحال بالنسبة للفنانة ليلى علوي، ولكن أنا مُتحمس لهذه الخطوة بشدة وكذلك هي وقريباً سوف يخرج العمل للنور.

وما الذي دفعك للعودة للمسرح؟

أعشق المسرح وأعتبره شيئاً مهماً، حيث أنه مُختلف عن السينما والدراما، ففي المسرح ردة الفعل وقتية وتلقائية، وهُناك تفاعل أكبر به من السينما والدراما التي تكون أصداؤها بعد عرض العمل، وعلى الرغم من صعوبة الأعمال المسرحية من حيث المجهود والبروفات التي تستمر لشهور طويلة والإلتزام اليومي بالعروض، إلا أنني أحب المسرح وسعيد بعودتي له.

تُشارك أيضاً في فيلم "يوم للستات" والذي توقف لأكثر من مرة ولم يخرج للنور مُنذ سنوات..ماذا عنه؟

لا اعرف متى سنعاود التصوير، ولكن بشكل عام لم يتبقَ لي سوى مشاهد قليلة للغاية في العمل، وأتوقع أن يتم الإنتهاء من تصويره هذا العام، وأنا في إنتظار ذلك وخروج العمل للنور، خصوصاً انني أعتبره عملاً مهماً وقوياً وسوف يُحقق النجاح بناءً على عوامل فنية كثيرة موجودة داخل العمل.

في النهاية ، معروف عنك دعمك وإعجابك بموهبة إبنك الفنان أحمد الفيشاوي ، ما تقييمك لمشواره الفني؟

شهادتي ستكون مجروحة فيه، ولكنني سأتحدث عنه كممثل وليس إبني، فهو لديه مقومات النجومية وقدم الكثير من الأعمال التي صنع بها إسمه وحقق النجاح بمفرده وبعيداً عني، فالموهبة هي الأساس في كل شيء وهو يمتلك ذلك، وأنا سعيد بها وبإختياراته وأتمنى له النجاح والتوفيق.