الفن لا يقتصر على الغناء والتمثيل والتلحين، فهو يشمل كل إبداع وجمال، وهذا ما ينطبق على الفنان جورج نخلة صاحب المواهب المتعددة، يمتلك الصوت الجميل وفاز في برنامج ستوديو الفن 96 بالميدالية الفضية عن فئة الاغنية الشعبية اللبنانية، ولكنه لم يحترف الغناء لوقت طويل بل إنتقل الى فن آخر وهو التزيين النسائي وبرع فيه، وجورج المتأثر بأجواء منزله الدينية قدّم مؤخراً بصوته ترنيمة "يا أمنا" بإحساس عالٍ واداء جميل .

موقع "الفن إلتقى جورج نخلة وعاد بهذا الحوار .


بداية مبروك جورج الترنيمة الجديدة "يا أمنا" هل هي الأولى لك ؟
نعم هذه هي الترنيمة الأولى التي أقدمها لأمي العذراء، أساساً أنا أرنّم منذ صغري.


ألا تقدّم أغنيات ؟
كنا نرنّم كلنا وأنا منذ صغري كنت أرنّم في البيت حين كنت في العاشرة من عمري ، ومرّ الوقت ثم لاحقاً شجعني أصدقائي أن أشارك في ستوديو الفن في عام 1996 ونلت الميدالية الفضية.


عن أي فئة؟
قدمت الأغنية الشعبية اللبنانية.


لماذا لم تكمل في الفن؟
عملت سنة في الفن وقتها في نهر الفنون، لكن لم أنسجم حينها بالجو الموجود والهيمنة التي كانت موجودة، لهذا السبب إنسحبت ولم أحب أن أكمل.


كان سيمون أسمر مدير أعمالك في تلك الفترة ، ما الذي جعلك تبتعد وما الذي لم تنسجم معه في الفن؟
لأنه في الإجمال كل إنسان لديه سياسة في عمله ، ووقتها كان أستاذ سيمون يختار من كل ستوديو الفن فناناً عن كل فئة ، مثلاً قبلي كان هناك وائل كفوري عن فئة الأغنية الشعبية اللبنانية ، وفي وقتي كان هناك رامي عياش كنت أنا ورامي "مشّى رامي لانه بيمشّي شخص من كل فئة"، بعده في المرتبة الثانية أو الثالثة تصبح بالنسبة للاستاذ سيمون تكملة عدد "وبيصير الواحد ناطر ليجي دورو بتصير تطاحش تـ يجي دورك" والأنظار موجهة إلى الأشخاص الذين يريدونهم وحينها لا تكون في الواجهة، وشعرت بأن دوري لم يكن في وقتها.


أي أنك لم تقبل أن تكون رقماً ثانياً بعد رامي عياش وقتها؟
ليس أنني لم أقبل بل وجدت أنه سيتطلب مني وقتاً طويلاً ليتفرّغ لي الأستاذ سيمون وأنا لدي مهنتي وهي مزين نسائي ووجدت أنني أضعت وقتي لسنة بين السهر ومهنتي ، فقررت أن لا اكون الرقم 2 بعد رامي فإنسحبت، "سيمون أسمر فضّل رامي عياش عليّ ففضلت الإنسحاب".


ألم تكن هناك عروض غير لائقة؟
هذا كان عرضه ، بدل أن أنتظر دوري إنسحبت كي لا ادخل بأمور أخرى.


الترنيمة التي سمعناها هي من كلمات الوالد جورج نخلة ، ماذا يعني لك أنك تغني من كلمات والدك وأنه أهداك الترنيمة التي غنيتها بصوتك؟
أنا أحب الترانيم وحين أكون ذاهباً إلى عملي أستمع إليها عبر الإذاعات، وأحياناً أقول لا أريد أن أسمع ترانيم، وأحببت أن أقدم ترنيمة بصوتي للعذراء ، وأنا قادر على أن أوصل الرسالة ، ولدي خبرة بالترانيم وطلبت من والدي أن يكتب ترنيمة للعذراء وهكذا حصل.


هل تشعر بأن الرسالة التي تود إيصالها تستطيع إيصالها بصورة أسرع إلى الناس عبر الترنيم؟
شعرت بأن كلام الترنيمة سيصل إلى كل إنسان موجوع في لبنان ، وبأني أصل بها إلى الناس المعذبة ونترجى من العذراء أن تساعدنا ضمن الكلام الموجود ، لكنني كنت أحب أن أعطيها لأحد ليلحنها وأعطوني أرقاماً لملحنين وثلاثة لكن بحكم انشغالاتي لم أستطع ان أصل إليهم لأقوم بهذا الامر وبالصدفة "طلع معي اللحن" فلحنتها.
أحببتها فقمت أنا بتلحينها، وساعدني الشباب الذين شاركوا في الترنيمة إيلي خوند، ووزعها سهيل يعقوب وهو من الفنانين الماهرين ويوزع بشكل جميل ولديه ألحان رائعة ، وميشال ضو يعزف على الكمان ولديه ستوديو ويعلّم ولديه خبرة واسعة.

هل تعتقد أن الترنيمة تصل بنفس السهولة التي تصل فيها الاغنية؟
أولاً أشكر موقعكم والإذاعات والتلفزيونات التي لم أتوقع أن يبثوها وبثوها وأعتقد انها وصلت إلى كثيرين بواسطة الإعلام، وهناك اغانٍ تكلفك كثيراً ولا تصل وأخرى تكون بسيطة ولا تكلف كثيراً لكن الناس تحبها ، فالمسألة مسألة حظ ولا أستطيع أن أقارن بين الأغنية والترنيمة ، فالترنيمة إذا كانت جميلة تسمعها دائماً والأغنية إذا لم تكن جميلة لا تسمعها أبداً.


نعرف أن الأغنية تتطلب دعماً لبثها لكن بالنسبة للترنيمة لا توجد هذه المشكلة
الترانيم إجمالاً يكون إنتاجها أقل ثمناً والأشخاص الذين تتعامل معهم يعطونك أسعاراً للترنيمة أقل من الأغنية لأن الترنيمة لا تقوم بها لتجني المال ، بل لديك رسالة لتوصلها حتى الإذاعات تأخذها منك مجاناً.


هل ستقدم ترانيم جديدة؟
أنا أرغب بأن أطرح ترانيم من وقت لآخر أي كل ثلاثة أو أربعة أشهر، حسب كم ستأخذ الترنيمة .


هل صوّرتها كليب؟
نعم .


من هو المخرج؟
طوني شعنين وهو ماهر وبثها في تلفزيون لبنان وأشكره ، كما تم بثها عبر Mtv وTele Lumiere وOtv، وكل من أرسلتها لهم بثوها.


بين الترانيم والفن أين تجد نفسك أكثر؟
حين إتخذت قراراً بأن أترك الفن كان هدفي أن أصل كما وصل غيري مثل وائل كفوري ورامي عياش فغنيت وقتها لـ غسان صليبا وزكي ناصيف ، وإذا دخلت على اليوتيوب في 1996 فتجد المستوى المرتفع الذي غنيته ، لكن حين عرفت أنني لن أصل إلى ما أطمح إليه إنسحبت من الفن وأنا أجد نفسي في الترنيم.


في الختام أتمنى لك التوفيق
شكراً لك ولموقع "الفن" على هذا اللقاء .