خصّ مطران أبرشية زحلة المارونية جوزيف معوّض جمعية "نسروتو" - "أخوية السجون في لبنان" بزيارة لمبنى الجمعية حيث شرح أكثر عن "سنة الرحمة" التي أعلنها البابا فرنسيس، ورافقه في زيارته هذه النائب الأسقفي للأبرشية المونسينيور جورج معوشي الذي رافق الجمعية منذ تأسيسها .

وقدمت الجمعية للمطران لوحة تذكارية رسمها جميل ملّو، ومسابح صلاة من صنع نزلاء جمعية نسروتو الذين يتعالجون في الجمعية من الإدمان على المخدرات ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع .

وكانت كلمة ترحيب ألقاها رئيس الجمعية الأب مروان غانم الذي عرّف مجدداً بنشاطات الجمعية وسير عملها وأهدافها ، وقال :"نحن مسرورون بزيارتكم وبإعطاء بركتكم لنا لانه مهم جداً لاننا كجمعية تُعتبر خاصة للمطرانية والمطران يُعتبر مشرفاً عاماً عليها، وهو رئيسنا الاعلى مثلما كان سابقاً سيدنا حبيقة".

وأضاف غانم :"العمل المجاني الذي نقوم به هو لخير الانسان، لأننا نرى يسوع في وجه المدمن وفي السجين ، بغض النظر إن كان مسيحياً أو غير مسيحي".

من جهته أشاد المطران جوزيف معوّض بعمل الجمعية وتمنى لها التقدم الدائم ، وحيّا كل النزلاء في الجمعية الذين يستفيدون من خدماتها وتمنى لهم أن يستطيعوا أن يجددوا إنطلاقتهم في الحياة ودورهم في المجتمع متكلين على رحمة الذي لا يتركهم ، فرحمته تعطينا دائماً الدفع نحو الأمام".
وقال :"موضوعنا حول الرحمة، تعرفون أن قداسة البابا فرنسيس أعلن السنة اليوبيلية للرحمة، وقال إن اليوبيل الإستثنائي يبدأ في 8 كانون الأول في ذكرى انتهاء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ويستمر حتى عيد المسيح الملك في 20 تشرين الثاني عام 2016.

ولا تصنف هذه السنة الجديدة تحت فئة "الأمور الإعتيادية" للإحتفال بالسنوات المقدسة كل 25 سنة (آخرها كان يوبيل 2000) ولكنها تدخل تحت فئة السنوات المقدسة "الاستثنائية" التي تعلنها الكنيسة لأحداث بارزة ، فهي تشمل اليوبيل الذي أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1983 للإحتفال بمرور 1950 سنة على الفداء المسيح بموته وقيامته في العام 33.

وأضاف: نحن مدعوون بحياتنا أن نعلن هذه الرحمة ونعيشها تجاه الآخر ، والسنة اليوبيلية غايتها أن نركز على هذه الرسالة ، فهذه السنة تساعدنا في أن نتأمل أكثر ما هي رحمة الله ، وأن نعيش بدورنا هذه الرحمة ، لماذا تبدأ سنة الرحمة في 8 كانون الأول ؟ لأن هذا التاريخ هو عيد الحبل بلا دنس ، وهذا العيد مرتبط برحمة الله لانه اول ما تكونت القديسة مريم في أحشاء والدتها "حنة"، حفظها ربنا من الخطيئة الأصلية.
كلنا نقول انه عندما نولد، نولد في حالة الخطيئة الأصلية، هذه الخطيئة لم يرتكبها أحد منا ولكنها حالة الضعف التي نولد فيها والتي فيها لا نستطيع بقدرتنا الذاتية، أن نصل الى السماء .
نحن عندما نتحدث عن القديسة مريم نقول أنه "حُبل فيها بلا دنس" وهي كلية القداسة وليس لديها اي وصمة منذ اللحظة الاولى من تكوينها لان الله كان يهئيها لتكون أماً لابنه الذي سيتجسد من خلالها ويفدي الانسان ، وحين فدا يسوع البشرية كان يظهر رحمة ربنا لانه بالفداء خلّص البشرية من الخطيئة وأعادها الى الشركة بينها وبين الله، وهذا ما يجعل الانسان يصل إلى المجد الأبدي .


وتابع معوّض: بهذه السنة علامة خارجية حيث يُفتح الباب في الكنيسة في الفاتيكان، وهو ما يسمونه "الباب المقدس" في بازيليك روما في Letran، وتفتح الابواب المقدسة في غيرها من الكنائس الكبيرة .
ما قصة الباب؟ الباب باب عادي يكون جميلاً طبعاً لانه باب كاتدرائية وعالٍ وضخم، ان كنتم تذكرون في العام 2000 حين البابا يوحنا بولس الثاني كان يلبس ثوبه وإتجه منحنياً وفتح الباب المقدس، هذا فعل رمزي ليقولوا انه يقود الكنيسة بعد عام 2000.


وقال المطران: حين البابا يعلن يوبيل سنة الرحمة يفتح هذا الباب المقدس في الفاتيكان ويتركه مفتوحاً ليتمكن الشخص الذي يريد أن يحج الى الفاتيكان من أن يذهب ويدخل منه ، وهذا فعل رمزي خارجي يرمز الى انه في حال الشخص عاش كل هذه السنة من كل قلبه بحسب ما تقوله الكنيسة وحجّ الى روما ومرّ من هذا الباب ، يعني انه وصل الى الغاية التي توجهه اليها الكنيسة هذ العام، أي أن ينال هو رحمة ربنا وبنفس الوقت يحملها للآخرين .

وتابع : البابا فرنسيس أراد من سنة الرحمة المحبة والتسامح والغفران والمصالحة، والتذكر أن الله لا يتعب أبداً من المسامحة ، إنما نحن من يتعب من طلب رحمته.

البابا سيعطي السلطة لبعض الآباء ليتكمنوا من حل الخطيئة المميتة، التي يحلها البابا والمطران لتكون سنة الغفران الكامل وليرتد الناس إلى الإيمان .

ووجه بعض الحاضرين أسئلة للمطران ، حيث أجاب عليها بالآتي :

إذا العالم عاش الرحمة يتطلع الى الشرق الاوسط المعذب ، الشيء المستغرب اليوم هو هذا الصمت ، يقولون لنا ان الدول الغربية اقامت تحالفاً ضد المنظمات المتطرفة ، ما هذا التحالف ؟ أنا لا أفهمه ما هو ؟ في السابق عندما أرادوا أن يدخلوا الى العراق دخلوه بوقت قليل وهو دولة منظمة ، هذه منظمات متطرفة غير معروف من أين تأتي بسلاحها ولا من أين يأتون بعديدهم ، صعب أن يأخد الشخص التحالف على محمل الجد ، فهو خجول جداً .

البابا تحدث عن العدالة وقال ان الحقيقة يجب أن تقال ، وانه على الدول الكبيرة أن تعيش الرحمة تجاه الدول المظلومة ، فيجب أن يعيش العالم الرحمة تجاة منطقة الشرق الاوسط المعرّضة لكل هذه الصراعات العنفية .

وأضاف أن البابا وجه نداءً للذين يقومون بأعمال إجرامية لكي يتوبوا ، وللشخص الحق في الدفاع عن نفسه في وجه المنظمات الارهابية وهذا يتطلب حلاً على صعيد دولي .

وتابع المطران معوّض : البابا يتحدث عن الرحمة ضمن إطار المسامحة بين البعض ، الرحمة تجاه الانسان الذي يعيش في ظلم اجتماعي ، الانسان الفقير ، الذي يبحث عن عمل ولا يجد ، تجاه الجاهل ان تعلمه ليعمل فيما بعد .
وفي رد على سؤال عن تأثير رحلة الحج لنيل النعم في حين ممكن أن ننالها من خلال أماكن مقدسة أخرى وقديسين كثيرين رد المطران : رحلة الحج ليست ملزمة لينال الانسان رحمة ربنا ، لا احد ملزم بالحج ، هذا فعل تقوي ، وللحج خصوصيته وثماره .

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.