إنطلقت هذا العام مهرجانات الزوق الدولية، وان أردنا أن نعطيها عنواناً نقول "النوعية وليس الكمية" فقد اعتمدت الادارة في هذه الدورة على التركيز على الجمال والابداع وليس على كثرة الفنانين والحفلات.

هي ثلاث حفلات تقدمها المهرجانات والبداية كانت رحبانية.

مما لا شك فيه أن جمهوره مختلف، وليس عادياً، يحبه كما هو بتفاصيله وتفاصيل فنه، هو جمهور وفيّ، يطالب به يتابعه وينسجم معه إلى أن تخلق قصة متناغمة بينهما، يفهم كل منهما على الآخر ، يعرف ما يريدون فيثقون به ويتفاعلون فهو محط ثقتهم.


من دون ألقاب والكثير من الكلام، ببساطة هو زياد الرحباني ، الاسم الكبير الذي لم يخذل عشاق فنه يوماً، افتتح المهرجانات ليلة الخميس 23 تموز بحضور جمهور غفير كالعادة فزياد الورقة الرابحة للمهرجانات يعرف كيف يكسب الرهان في كل مرة ويملأ القاعة والمدرجات.


سواء اتفق البعض معه أم لا هو زياد، سواء أحبوه أم لم يحبوه هو زياد الرحباني ، فقد لا تكترث لما يقوله لكن كلامه ينتظره الآلاف، يتداولونه، يتحدث بلسانهم ويعبر عنهم فهو من سخر الفن للقضايا السياسية، الاجتماعية ، الاقتصادية وكل مجالات الحياة.


انطلق الحفل بحماس كبير من الجمهور الذي ينتظر ما سيقوله زياد في موسيقاه في اغنياته مع فرقته الرائعة ولسانه، فهم الذين يرافقونه أينما كان يتشاورون بما قاله وقدمه ، يعطونه في بعض الأحيان نقداً ويقارنون حفلاً بالآخر فهو جزء من حياتهم وفنه نمط يتبعونه وافكار يحترمونها.


قدّم الرحباني مع فرقته الغنائية والموسيقية لمدة ساعة ونصف الساعة تقريباً ، معزوفات وأغنيات حفرت بالذاكرة فكنا امام لوحة فنية لبنانية بإمتياز.


في الخارج الوطن موجوع حزين يحاول إستنشاق الهواء ، وفي الداخل عالم آخر يرسم ذلك الوطن بضحكة وابتسامة وربما سخرية من واقعه المرير إلا أن الضحكة تبقى ضحكة تجمعنا ، تنسينا انقساماتنا وضغوطاتنا وأوجاعنا .


زياد الرحباني كما كل فرد شاركه هذا الحفل إستطاع أن يجعلنا نستعيد فرحة يحاول البعض سرقتها ، وتبقى ميزة زياد أنه يجمع التناقضات فمحبوه يشبهون كارهيه بأهدافهما، الاثنان يتابعانه ويكترثان لما يقول ويسبقانه الى حفلاته.


ليلة زياد ليست الوحيدة التي يكون الإبداع حليفها ، فهنالك المصريات الثلاث ياسمينا وياسمين وسارة يقفن مساء السبت 25 تموز 2015 في المدرج الروماني في بلدة الذوق، ليكرمن بأصواتهن أم كلثوم في ذكرى رحيلها الأربعين مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو سليم سحاب.


أما مسك الختام في 28 تموز في "ليلة في برودواي" لروي خوري المستوحى من الاحتفالات المسرحيّة المُقامة في برودواي. عرضٌ جاء من "كازينو لبنان" إلى "مهرجانات الزوق الدولية 2015، مع منال ملاط، وكريستيان أبوَنّي، وأندريا بو نعمة، وكورين متني، وندى بو فرحات. أما الأوركسترا المرافقة للعرض، فبقيادة كمال سيقلي.