إيلي داغر، شاب لبناني، سطع إسمه في الفترة الأخيرة بعد تحقيقه إنجازاً فنياً لبنانياً جديداً والأول من نوعه بحصوله على السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي.

وقد أعطى داغر من خلال الانجاز الذي حققه جرعة أمل كبيرة لكل شاب لبناني طموح .

فيلم "موج 98" ينطق بلسان شريحة كبيرة من اللبنانيين الشباب الذين يعانون من صراع كبير بين البقاء في لبنان أو السفر من أجل تحقيقه مستقبل أفضل.

"الفن" إلتقى داغر وتحدثنا معه عن فيلمه وعن تجربته الشخصية وعن اعماله المستقبلية .

إيلي أهلاً وسهلاً بك.
أهلا بكم.

بداية مبروك نجاح فيلم "موج 98" الذي هو نجاح لكل لبنان.
شكراً جزيلاً.

أخبرنا من هو "إيلي داغر" وكيف تعرفت على الاخراج والرسم ؟
منذ صغري كنت أحب الرسم كثيراً وفي الوقت نفسه كنت ارغب في التخصص بمجال الاخراج. وكنت اعلم أن كل مجال مختلف عن الآخر. قررت أن اتعرف أكثر فذهبت إلى كواليس تصوير فيديو كليب كانت تتولاه المخرجة نادين لبكي واطلعت على أجواء وطريقة التصوير . لم ينصحني احد بدخول مجال الاخراج السينمائي والتلفزيون في لبنان.

ما التخصص الذي إخترته اذاً ؟
في بداية الأمر قررت التخصص في علم الاحياء "Biology" ولكنني عدلت وقررت التخصص بمجال البيع والتسويق . لم أكتفِ بذلك وتابعت دراستي وتخصصت في مجال الرسم ثم "الرسوم المتحركة" .

كيف بدأت فكرة فيلم "Waves ‘ 98" ؟
الفيلم في بداية الأمر كان تجربة خاصة وشخصية ولم أفكر أبداً في عرضه بالمهرجانات أو أي شيء من هذا القبيل. كنت في تلك المرحلة أسافر كثيراً واتنقل بين بروكسيل وبيروت وكنت اعيش صراعاً كبيراً في ذلك الوقت واسال نفسي ما اذا كنت أستطيع العيش في لبنان أو لا.

وهل ترجمت هذا الصراع في الفيلم ؟
الفيلم يجسد ضياع الشاب اللبناني أين يريد أن يعيش؟ هل يريد البقاء في لبنان أم السفر إلى الخارج ؟

وهل تعتبر ان طريقة تنفيذ العمل ساهمت في فهم فكرة العمل أم استخدام الرسوم والايحاءات صعّب الأمر؟
مسألة فهم الفيلم من عدمه مرتبطة بالشخص نفسه. من يحاول ايجاد تفسير لكل شيء اثناء مشاهدته قد يجد صعوبة في فهمه. أما متابعة العمل من بعيد من دون التفكير بالغوص فيه فسيسهل عليهم فهمه.

لقد مزجت بين الصور الحقيقية والرسم المتحرك لماذا ؟
اردت ان يظهر في الفيلم الطابع الشخصي للعمل. فقد التقطت آلاف الصور لبيروت واضفت صوراً خاصة من طفولتي لكي اؤكد حقيقة العمل والقصة. لم أكن أرغب بإضافة ممثلين إلى الفيلم فتركت الشخصية الاساسية غامضةً نوعاً ما من خلال رسمها.

وكيف تفسر الفواصل القصيرة التي كانت تفصل بين مشاهد العمل ؟
كنت اريد ان يتضمن الفيلم مشاهد طويلة وبطيئة تفصل بينها مشاهد سريعة. وهذا يرمز إلى واقعنا غير المستقر والمضطرب.

كم استغرق معك تحضير العمل ؟
استغرق تحضير العمل سنتين تقريباً. وعند جهوزه كان العرض الأول في مهرجان "كان" السينمائي.

وهل شارك في مهرجانات أخرى أو سيشارك في بعضها قريباً ؟
شارك الفيلم في "karlovy vary festival film" و "capalbio film festival". كما سيشارك الفيلم في مهرجان كبير في شمال أميركا . ومن المفترض أن نشارك في "melbourne international film festival" وغيرها من المهرجانات.

لماذا يحقق المخرج اللبناني نجاحاً كبيرا في الخارج قد لا يلقاه في وطنه ؟
بلدنا لا يزال صغيراًَ وليس لدينا صناعة سينمائية وثقافة سينمائية كبيرة. وأنا ارى انه كمخرج عليك ان تتوجه إلى جمهور عالمي وليس محلياً فقط "لازم تحكي مع العالم كلو".

كيف تصف تجربة مهرجان "كان" وحصولك على "السعفة الذهبية" ؟
التجربة كانت مدهشة بالفعل. كان العرض الأول لفيلمي خلال هذا المهرجان واستطاع ان يحقق هذه النتيجية .

ألم تقلقك هذه التجربة أو تشعرك بالخوف ؟
كنت قلقاً في بداية الأمر واعتقدت ان المواطن اللبناني سيفهم فيلمي فقط. ولكن يبدو أن الأمر لم يكن هكذا ، فصحيح أن اللبنانيين يعرفون عمّا أتكلم ولكن اكتشفت ان الجمهور الغربي تقبّل العمل أيضاً وفهمه.

هل حمّلتك الجائزة مسؤولية كبيرة ؟
لا يجب أن أفكر بهذه الطريقة لأنني عندما أشعر بمسؤولية ما سأضع حدوداً لنفسي وسأعمل حينها على تحقيق توقعات الجمهور وبالتالي كفنان سأخسر مصداقيتي وصورتي.

ما هي الاعمال الجديدة التي تحضرها ؟

بدأت تحضير فيلم طويل ولكنني لا أزال في المراحل الأولى. حتى فيلم "Waves’89" انتهيت منه قبل شهر واحد من مهرجان "كان" ومنذ ذلك الوقت أسافر إلى المهرجانات لذلك لا أجد الوقت الكافي للكتابة .

ختاماً شكراً لك على امل اللقاء مجدداً مع عمل جديد ونجاح جديد.

شكراً جزيلاً.