تسلّمت الجامعة الأميركية في بيروت هبة قيّمة لدعم مبادرات جديدة في مجالَي تاريخ الفنون وتنظيم المعارض.

سوف تتيح الهبة التي قدّمها فيليب جبر، خرّيج الجامعة وعضو مجلس الأمناء، للجامعة الأميركية في بيروت تأدية دور محوري في المشهد الفني المزدهر في المنطقة، وتثقيف المهنيين في ميدان تنظيم المعارض الفنية الرفيعة الاختصاص والذي يشهد نمواً.

جبر هو مؤسس شركة "جبر كابيتال بارتنرز" ورئيس قسم المعلومات فيها، ومؤسس "جمعية فيليب جبر" التي تسعى إلى تأمين التعليم والرعاية الصحية للبنانيين. تُقدّم الجمعية مساعدات طبية ومنحاً دراسية، وقد بلغ عددها أكثر من 1500 حتى الآن، فضلاً عن دعم عدد من الجمعيات الخيرية والمنظمات الثقافية.

جبر من الداعمين المخضرمين للجامعة الأميركية في بيروت. أطلق عام 2004 منحة فيليب جبر التي ساهمت في تغطية أقساط نحو 150 طالباً في الجامعة حتى الآن، وأتاحت لـ79 خرّيجاً من الجامعة متابعة تحصيلهم العلمي في الخارج.

جبر وزوجته زازا هما من هواة جمع الأعمال الفنية ومن رعاة الفنون الذين يحظون باحترام واسع على الساحة الدولية. سوف تتيح الهبة التي قدّمها جبر إلى قسم الفنون الجميلة وتاريخ الفنون، تمويل إنشاء كرسي أكاديمية لرتبة أستاذ في تاريخ الفنون وتنظيم المعارض، وصندوق للمعارض، وسلسلة محاضرات يلقيها محاضرون زوار. وسوف تساعد الجامعة الأميركية في بيروت على استقدام بعض من أبرز الخبراء المتخصصين في تاريخ الفنون وتنظيم المعارض في العالم، وعلى تنظيم معارض كبرى لأعمال فنانين حديثين ومعاصرين، مع تركيز خاص على فنون المنطقة. وسوف تساهم الهبة أيضاً في تمويل أبحاث ومنشورات حول مواضيع متعلقة بتفسير الأعمال الفنية والحفاظ عليها وعرضها.

لقد أدّت الجامعة الأميركية في بيروت، على مر تاريخها، دوراً أساسياً في تطوير الفن اللبناني الحديث. عدد كبير من ألمع الفنّانين في المنطقة في القرن العشرين كانوا أساتذة في الجامعة أو درسوا فيها. وبعدما اضطُرّ قسم الفنون الجميلة وتاريخ الفنون إلى الإقفال خلال الحرب الأهلية، يحتل الآن من جديد موقع الصدارة في تعليم الفنون. منذ عام 2012، جرى التبرّع بمجموعة كبيرة من الأعمال الفنية اللبنانية للجامعة، وأنشئت صالتا عرض جديدتان.

قال رئيس الجامعة بيتر دورمان: "قدّم فيليب وزازا جبر اللذان كرّسا حياتهما لدعم الفنون الجميلة، هبة ملهِمة إلى الجامعة الأميركية في بيروت سوف تؤمّن دعماً قيّماً جداً لتعليم الفنون الجميلة ومزاولتها وتنظيم المعارض. في هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى فهم ثقافات المنطقة والإرث الفني للشرق الأوسط، والحفاظ عليها والاحتفاء بها، سوف تتيح هبتهما للجامعة الأميركية في بيروت أن تشغل موقعاً ريادياً في تاريخ الفنون وتنظيم المعارض في المنطقة".

وقال ريكو فرانسيز، أستاذ مشارك في مادة الفنون الجميلة ومدير المجموعات الفنية وصالات العرض في الجامعة الأميركية في بيروت: "في الأعوام الأخيرة، أصبح تنظيم المعارض من العوامل الأكثر تأثيراً في عالم الفنون، فغالباً ما يُحدِّد جداول الأعمال والمواضيع التي يعمل الفنانون المعاصرون ضمن إطارها". أضاف "تتيح لنا هدية آل جبر تسليط الضوء على هذا المجال الجديد، وتدريب طلابنا عليه، والمشاركة في تحديد السبل التي تتيح تطوير هذا الميدان المزدهر إنما الذي ما يزال في أطواره الأولى".

استند فيليب جبر في قراره دعم الفنون في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى ثقته بأن الجامعة تملك المنشآت والخبرة والرؤية اللازمة لتثقيف المؤرخين الفنيين الذين تحتاج إليهم صالات العرض والمتاحف في المنطقة. وقد علّق في هذا الإطار: "الجامعة الأميركية في بيروت جزء لا يتجزأ من نسيج الفن اللبناني. لطالما كانت مركزاً للتعبير الفني، وقد أصبحت حارساً موثوقاً للتراث الثقافي اللبناني. أنا على يقين من أن المهنيين الذين سيتدرّبون على تنظيم المعارض في الجامعة الأميركية في بيروت سوف يطبعون ببصماتهم مشهد الفنون المعاصرة في العالم العربي".