بعد ثلاثة عقود ونصف من التألق كممثل، يطرح نفسه اليوم وبقوة منتجا لواحد من أكثر الأعمال الخليجية التي تبشر بتغيير الصورة حول الدراما التي اتهمت مطولا بأنها متقوقعة.


إنه حبيب الغلوم، النجم المعروف، ومسلسل "لو أني أعرف خاتمتي" وسيناريو غير مسبوق في تاريخ الخليج، ونجوم يتكدسون بملء إرادتهم من دون شروط، وقصة غريبة عجيبة ستجعل النزيه والمتورط يطرح المقولة العنوان على نفسه في الخاتمة "لو أني أعرف خاتمتي... ما كنت بدأت".
فما هذا العمل ؟ وما تلك القصة؟ وكيف استطاع الغلوم تجميع كل هؤلاء الناس حوله في أول إطلالة إنتاجية له..؟؟.
أسئلة عديدة نطرحها على حبيب بالغلوم في حوار خاص لـ"الفن".


ماذا تحدثنا عن مسلسل "لو أني أعرف خاتمتي" الذي يعتبر أول إنتاج لك في الدراما؟
المسلسل اجتماعي فيه مشكلات من المجتمع الخليجي، وسائر الشخصيات فيه تصل في نهايات مشاكلها إلى باب مسدود يقول كل منهم في لحظة الحقيقة بأنه لو كان يعرف أن نهايته في هذا الموضوع أو ذاك ستكون بهذا السيناريو لما بدأه من الأساس.
كل شيء في هذا المسلسل مختلف شكلا ومضمونا، والأهم أن توزيع الأدوار كان عادلا، ولا يوجد نجم واحد في العمل، بل الكل نجوم ومن دون استثناء.


قيل الكثير على ألسنة نجوم العمل حول السيناريو وكاتبه اسماعيل عبد الله.. إلى هذا الحد من الجودة وصل النص؟
النص مختلف وكاتبه أيضا مختلف على الرغم نت أن اسماعيل عبد الله يخوض أولى تجاربه مع الدراما بعد تألقه في الكتابة للمسرح والإذاعة لسنوات. في هذا النص كل شيء قوي، التركيب والاستخدامات وبناء الجمل والصياغة واللهجة الأدبية والحبكة. كل شيء مختلف ولذا فإن النص ساعد في الإتيان بنجوم كبار قبلوا العمل على اسم اسماعيل عبد الله بصراحة.

والمخرج أحمد المقلة.. على ماذا اعتمدت في اختياره لإخراج المسلسل؟
اعتمدت واستندت إلى تاريخه في الدراما، وأنا ممثل منذ 36 عاما وجل الأعمال المؤثرة التي قدمتها في مسيرتي وكانت ناجحة، كان مخرجها أحمد المقلة وهو من المخرجين الذين يعطون لكل عمل حقه، ولكل ممثل حقه ومكانه، وله باع طويل وخبرة واسعة والنجاح معه دائما مضمون.

واختيار الممثلين؟
الممثلون جاؤوا للعمل برغبة شديدة، منهم من جاء كرمى لي، ومنهم من جاء كرمى للنص وكاتبه اسماعيل عبد الله، وقد علموا أن كل واحد منهم هو نجم، ولا يوجد نجم أوحد أو بطل خاص للعمل، وبالتالي سيكون الكل سعيداً بهذه التجربة.

لكن لا بد من السؤال عن بطل أول للمسلسل؟
البطل الأول والأوحد هو العنوان الذي سيطغى على لسان كل شخصية في المسلسل، أما الممثلون فالكل متساوون، ومنهم من قال بأنه حتى الإضاءة والعمليات الفنية هي نجم في المسلسل.

نأتي إليك كممثل.. ما الدور الذي ستؤديه في العمل؟
سألعب دور مدير أعمال لرجل ثري في القصة، وألعب دور النزاهة والاستقامة، لكن حتى هذه الاستقامة ستؤدي بي في النهاية لأقول ما سيقوله الكل "لو أني أعرف خاتمتي"!!.

عادة الممثل المنتج يلعب دور البطولة بشكل أوحد.. لماذا تخليت عن ذلك؟
لم أتخل عن شيء أستحقه. أنا وضعت نفسي في المكان الذي يجب أن أكون فيه في القصة، والبطولة ليس أن تكون الأول بل أن تكون في مكانك الصريح والصحيح.

العمل يضم عدداً كبيراً من النجوم.. كيف استطعت توليف الكل بهذه البساطة؟
تم ذلك لأن الجميع مقتنع بالعمل وليس بالدور وحسب، حتى أن منهم من قبل أن يعمل في مشاهد قصيرة وليس في دور كبير برغم أهمية الأسماء التي تأتي للعمل في المشاهد القليلة. هؤلاء أكرموني وقرروا إنجاح أول عمل لي في الإنتاج، واحترموا نص المسلسل، واشهد بأن معظم المتواجدين في المسلسل محترفون.

طالما أصبحت منتجاً.. هل سنراك تقدم أعمالا تتناول القضايا العامة في البلاد؟
أرى أن القضايا العامة لها جهات خاصة تعالجها، ونحن في الدراما محصورون بقضايا اجتماعية معينة، ولدينا في ذواتنا ودواخلنا رقابة ونعرف أين يجب أن نتكلم ومتى يجب أن نترك العمل للمختصين. هذا في الخليج عموماً وفي الإمارات خصوصاً، حيث ليس كل ما يحدث في البلاد يكون قابلا للتداول والنقاش، لكننا على الصعيد الاجتماعي نناقش كل شيء، ونبعث بالرسائل للمجتمع ولمن يهمه الأمر في الجهات الرسمية، ويساعدنا في ذلك أن مسلسلاتنا يشارك فيها نجوم كبار وعمالقة لهم انتشارهم ومصداقيتهم في المجتمع.

لكن تكرار الاجتماعي سيؤثر سلبا يوما ما؟
القضايا متنوعة في المجتمع ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية أنا شخصيا مع مناقشة كل شأن يخص الناس ويمس الجميع، لكن ليس بالسهولة أن اطرحه بنفسي ومن ذاتي، فهناك ما يجب تركه للمختص.

ألا تخشى أن تحارب من قبل المنتجين لدخولك حقل الإنتاج فيمتنعون عن دعوتك للمشاركة في مسلسلاتهم لاحقا؟
لا ليس في الأمر أي مخافة، والمنتجون هنا في الإمارات متفهمون وهذه الحالة السلبية غير موجودة. خذ مثالا عملت سميرة في الإنتاج وظلوا يتعاونون معها كممثلة في مسلسلاتهم. وحتى أنا، وبعد أن بدأت بتصوير مسلسلي الإنتاجي الأول تلقيت دعوات للعمل كممثل مع أحمد الجسمي.

لكن هناك منتجين كثيرين ولن يكون الكل بنفس السوية من التفكير؟
أعتبر أن الحال في الإمارات فيه الكثير من الليونة والطراوة والأسماء هنا معروفة ومنفتحة على بعضها، أضف إلى ذلك أنني ممثل منذ 36 عاما، ولي تاريخ طويل لن يتخلى عنه الزملاء والأساتذة لمجرد أنني أصبحت منتجاً.