هو ذلك الاعلامي الرصين والمتواضع، صاحب الاطلالة المميزة، شكل بسنين خبرته مدرسة اعلامية ذات حالة خاصة، استمراريته نابعة من صدقه واحترامه لذاته وجمهوره، دخل الى كل البيوت، واجلسنا في بيوتنا لسنوات طويلة طالباً من كل واحد منا بكلمتين "خليك بالبيت" على قناة المستقبل لينتقل بعدها الى القطب الآخر، الى قناة الميادين جامعا البيتين بـ"بيت القصيد".


لقاء مميز وشيق كان لنا مع الاعلامي المتألق زاهي وهبي كشف لنا عن تفاصيل عديدة عن حياته العملية والزوجية.


عندما نقول زاهي وهبي نقول "خليك بالبيت" وعندما نقول "خليك بالبيت" نقول تلفزيون المستقبل، هذه النقلة النوعية بين المستقبل والميادين بين 14 آذار و 8 آذار هل كانت لصالحك؟ هل تعتقد انك خسرت عددا من الجمهور؟
لا استطيع ان احكم، الجمهور هو من يحكم ان كان هذا الانتقال مهنيا لصالحي ام لا، ولكن ما استطيع قوله هو انني في الميادين لدي مساحة ثفافية فنية ادبية شبيهة بتلك التي كانت لدي في تلفزيون المستقبل ولكن انا لا اخفي انني بقناعاتي وافكاري اقرب الى توجهات تلفزيون الميادين خصوصاً gجهة دعمه الى المقاومة في لبنان ونضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي.

ماذا عن المستوى المهني؟
على المستوى المهني اشعر بأن برنامج "بيت القصيد" حاضر وله جمهور من خلال تفاعلي مع المشاهدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، البرنامج متابع ولديه نسبة عالية من المشاهدة وهو من البرامج الاولى في قناة الميادين، ولا يجب ان ننسى ان الميادين قناة اخبارية اما المستقبل فهو تلفزيون منوعات ولبناني والميادين قناة عربية، والقناة الاخبارية جمهورها مختلف عن قناة المنوعات والفئة العمرية التي تشاهد القنوات الاخبارية هي فئة اكبر سنا من من يشاهدون قنوات المنوعات ونوعية المشاهدين ربما تكون اختلفت، زمن "خليك بالبيت" مختلف عن الزمن الحالي، اولا الاوضاع العربية العامة كانت مختلفة عن اليوم فكل شعب عربي منشغل بمصائبه وحروبه وازماته، "خليك بالبيت" في التسعينيات ومطلع الالفية الثانية كان متواجداً بين ثلاث او اربع فضائيات ، اما اليوم فهناك اكثر من 2000 فضائية عربية فبالتالي الموضوع اختلف والمقارنة برأيي لا تجوز. ما يهمني اليوم لم يعد مسألة الانتشار وان يعرفني الناس في الشارع، بل ما يهمني ان اقدم مادة تلفزيونية تحترم عقل المشاهد العربي ووعيه خصوصا ان البرامج الترفيهية موجودة بكثرة والفضاء العربي ليس بحاجة لبرنامج آخر وانا اصبحت بتجربة وعمر اجد ان هذا البرنامج يليق بي اكثر واترك مسألة التقييم النهائي للجمهور بالشخص لا يستطيع ان يقيم نفسه بتجرد وموضوعية.


من هي الاسماء من الاجيال الجديدة التي حلت ضيوفا على "بيت القصيد"؟
برنامجي يستضيف نجوماً من وزن دريد لحام، رفيق السباعي، كارول سماحة، ورد الخال، خالد يوسف، جمال الغيطاني، غسان مطر، نضال الاشقر ونحن منفتحون على الجيل الجديد لانني لا اريد ان يرتبط اسمي فقط بالمخضرمين ، لذا بـ"بيت القصيد" نرى اسماء مثل مروان خوري، زينة دكاش، امل بوشوشة، ديمة قندلفت وغيرها من الاسماء، التميز ليس بالعمر فقط فقد يكون هناك من قام بعملين او ثلاثة وتميز.


بالعودة الى تلفزيون المستقبل قلت انه نظرا لتوجهاتك السياسية في الميادين لديك مساحة اكبر، هل في المستقبل كان هناك ضوابط؟
للامانة كان لدي هامش للحرية واسع، وطوال عملي المهني ساعدني هذا الهامش على ان انجح واستمر، ولكن في نهاية المطاف شعرت بأنه حان الوقت للرحيل، فرحلت.


بين "بيت القصيد" و"خليك بالبيت" يجمعهما بيت واحد؟
صحيح، وليس مصادفة، حرصت على ابقاء كلمة بيت بين الاسمين لتكون العلاقة بيني وبين الضيف وبين المشاهد علاقة بيتية، لان حواري ليس حوارا مستفزا او اثارة او قيل وقال بل هو جلسة شبه عائلية فيها نقاش عميق وجدي وكل ما يخطر على بالي استطيع ان اطرحه ولا يوجد ضوابط وحرمات، نتحدث في الدين والسياسة والجنس وغيرها من المواضيع الحياتية، ولكن كيفية طرح الموضوعات هي ما تختلف، عندما تطرح باحترام يقبلها الضيف والمشاهد وان كان الطرح بطريقة مبتذلة ستكون منفرة، وهذا اسلوبي، بعد 30 سنة من العمل الصحافي والتلفزيوني فيها 22 سنة في التلفزيون واصبح لدي اسلوبي ونهجي واريد المحافظة عليه.


هل تنزعج من اية ملاحظة توجه لك؟
ابدا، دائما اقول انا تلميذ اتعلم من ضيوفي ومن ملاحظات النقاد والناس واذا قال لي احد كلمة في الشارع او في القهوة او المطار خصوصاً ان قيلت باحترام وحرص ولو كانت ملاحظة سلبية، وما يساعدنا ان نطور أنفسنا ليس فقط الاطراء والمديح فهو لا يكفي.

كما قلت ان برنامجك ثقافي حواري اكثر من فني، بالمقابل زوجتك الاعلامية رابعة الزيات تقدم برنامج "بعدنا مع رابعة" عبر قناة الجديد وهو برنامج يختلف كليا عن برنامجك وفني اكثر وترفيهي، كيف تجتمعان مهنيا؟
صحيح ان رابعة تقدم برنامجاً ترفيهياً ومنوعات لكنها تقدمه برقي واحترام وبشيء من الجدية وهو برنامج حواري بالوقت نفسه تستضيف فيه فنانين وممثلين ومطربين، لديها جمعة وضيوف عديدين وانا ضيف واحد فنحن بنفس الجو، وما اوقعنا بحب بعضنا البعض ونرتبط اساسا هو اهتماماتنا المشتركة ، فانا احب القراءة وهي كذلك ، احب الرسم والموسيقى والمسرح والسينما وهي ايضا، واليوم في جلساتنا في البيت نتناقش بعملنا ونعطي ملاحظات لبعضا ونتصارح ونقسو على بعض بالملاحظات ولكن بمحبة وحرص لكي تتطور وانا ايضا، ومن خلال نمط حياتنا، صداقاتنا اصبحت مشتركة من فنانين وممثلين ومثقفين وشعراء وكتاب واصدقائي اصبحوا اصدقاءها والعكس ، بالتالي هناك انسجام وتناغم، وليس من الضروري ان يكون لدينا برنامجان يشبهان بعضهما البعض لكننا تحت نفس خيمة الفن الراقي.

عادة عندما يحدث زواج من نفس الوسط تحدث الغيرة ايجابية او سلبية، هل شعرتما بهذه الغيرة يوما ما؟
لا ابدا، فنجاح رابعة وشهرتها جاءا في وقت كان بدأ لدي الزهد بالشهرة والاضواء وانا اصلا مبتعد عن الاضواء ونمط حياتي اليومي هو نمط حياة شاعر وليس مقدم برامج واعلامي، فانا اذهب الى نفس القهوة واقوم بنفس الاشياء واقابل نفس الناس يوميا، هناك روتين اسميه "روتين مثمر" لانني اكتب واقرأ واحضر برامجي واكتب قصائدي ومقالاتي، وبنفس الوقت انا من الاشخاص الذين يؤمنون بان نجاح شريكتي وزوجتي وحبيبتي وام اولادي هو نجاح لي، فكلما رأيت رابعة تنجح وتتألق وتتوهج اشعر بفرح غامر، ولا داعي لاقول انه لو لم اكن مرحباً وداعماً ومشجعاً كان من الصعب على رابعة ان تنجح هذا النجاح والحمد لله استطيع ان اوفر لها الكثير من البنية التحتية اذا جاز التعبير ان تتفرغ لعملها، فاعباء الحياة ومسؤولية البيت كثيرة، والفضل لله بنجاحي ونجاح رابعة، وان كان لي دور ما فلتتكلم هي عنه وليس انا.

بالنسبة الى ولديك هل تشجعهما على الدخول الى مضمار الاعلام؟
اشجعهما ان يتوجها الى ما يحبان، هما ما يزالان صغيرين، وما استطيع ان اراه ان ابنتي كنز لديها تفاعل واضح جدا مع الموسيقى والاغاني ونشاطها في المدرسة في هذه القضايا واضح . اما دالي ابني فيشبهني اكثر بالشكل والمزاج، وان كانا يوما ما احبا ان يعملا بالمجال نفسه وتحت الضوء والتلفزيون والشعر والكتابة ليس لدي مانع، ومسؤوليتنا كأب وأم أن نؤمن لهما تعليماً جيداً وتربية جيدة ونأسسهما ونسلحهما بالوعي والثقافة وندلهما على الصواب والخطأ، واؤمن بانه يجب ان تترك لهما الحرية لان الانسان لا ينجح الا بما يحب، واليوم بوجود وسائل التكنولوجيا الحديثة اصبحت المعرفة اسهل واوسع واتمنى على بلادنا ان تكون افضل في ايامهما لاننا عشنا الحروب والتهجير والويلات وان لم نرتح يجب ان يرتاح اولادنا.

الاعلامي زاهي وهبي الحديث معك ممتع ولا يُمل ولكن اريد كلمة اخيرة لموقع الفن ومحبي زاهي وهبي؟
اريد ان اقول اننا بحاجة ماسة الى الحب في هذا الزمن، فنحن نعيش بالكثير الحقد والبغضاء والتفتت في المجتمعات العربية وهناك تشظّي مثل بقايا الزجاج، وكل من يستطيع ان يقول كلمة حب يساهم ولو ببذرة صغيرة ايجابية في حياتنا، انا اؤمن بالطاقات الايجابية والسلبية واتمنى لكل متابعي موقع الفن ان تكون الطاقة الايجابية مرافقة لهم في حلّهم وترحالهم ويكون الحب مضيئاً في قلوبهم وبيوتهم ، وكل من لا يتابع "بيت القصيد" ان يتابعه حيث يذاع على قناة "الميادين" كل ثلاثاء في الثامنة والنصف ويعاد الاربعاء والخميس ايضا ليتناسب مع الاوقات في العالم العربي وخارجه وقريبا سيكون معنا رفيق علي احمد وملحم وزين.