أشخاص يأتون وآخرون يرحلون، منهم من يعيش كثيرا ويرحل مثل اوراق الخريف، ومنهم من يعيش قليلا ويترك بصمات تُحفر في قلوبنا ابدية الزمن.

على الرغم من انه لم يتم دعوتنا كموقع الفن رسميا من قبل جمعية الاصيل لتغطية الحدث، وعلى الرغم من ان الدعوة جاءت من احد افراد عائلات الراحلين، فكان لا بد لنا كموقع الفن من تغطية هذا الحدث تكريما لارواح الراحلين الذين جمعتهم محبة وصداقة وتعاون كبير مع موقعنا ، وكالمعتاد لم تفكر الدولة اللبنانية بوزاراتها ومعنييها او حتى النقابات "المصورين، الفنانين المحترفين، الصحافة وغيرها" بالالتفات الى هؤلاء الذين قضوا حياتهم عطاء للاعلام اللبناني او حتى الى عائلاتهم.

مساء الخميس اقامت جمعية الاصيل التي يرأسها الاستاذ عماد عبد الله حفلا تكريميا لثلاثة اشخاص رحلوا بصمت ولكن رحيلهم صعق كثيرين من الوسط الاعلامي والفني وهم المصور الفوتوغرافي جعفر جواد، الاعلامي رياض علاء الدين والاعلامي هادي بستاني.

الحفل الذي اقيم في منطقة عاليه حضره عدد كبير من محبي واهالي واصدقاء الراحلين منهم الفنانة ليال عبود، الفنانة ناي سليمان، ناتالي فضل لله، روزي ضو، وغيرهم اضافة الى عدد من الصحافيين واهل الاعلام والفن.

موقع الفن تواجد في الحدث وكان له بعض الحوارات.

رئيس جمعية الاصيل الاستاذ عماد عبد الله، اليوم انتم تكرمون ثلاثة اشخاص فارقونا ، لماذا اخترتموهم تحديدا وما هو الهدف من هذا التكريم؟

نحن كجمعية الاصيل لاحياء التراث اللبناني، في هذا الوقت من السنة نقوم باحتفال ندعو اليه اشخاصاً نتعاون معهم في المهرجانات التي نقوم بها، ونقوم بتكريم اشخاص مبدعين باعمالهم، وهذه السنة الرابعة التي نكرم فيها، واخترنا هذا العام في بداية التحضير لموسمنا الصيفي المقبل ان نكرم الصحافة، في عام 2010 قمت بتكريم كبير ايضا للصحافة ولن نكرم من رحل، اما اليوم بالنسبة لمن نكرمهم هم ايضا اصدقاء لي وكانوا متواجدين ومتابعين لكل الاحتفالات التي اقوم بها، وفي هذا الحفل عن الاعلان لمهرجانات موسم الصيف قررنا تكريم هؤلاء الاشخاص الذين هدر حقهم ومن النادر ان يكرموا، وبالنسبة لي الاعلامي رياض علاء الدين كان يكرم الصحافة دائما ويستحق التكريم من هذا المنطلق.

ماذا عن هادي بستاني وجعفر جواد؟

هادي طبعا يستحق التكريم ايضا نظرا لعطاءاته وجعفر جواد الحجارة والارض تحبه، لانه انسان محترم وهؤلاء الاشخاص اعطوا من قلبهم للصحافة اللبنانية والفنانين والجمعيات ويحق لهم ان يكرموا.

ما اهمية هذه اللفتة التكريمية لاهالي هؤلاء الراحلين في حين انه في لبنان من يغيب عن الساحة يُنسى؟

استاذ محمد، عندما خطرت الفكرة في بالي كنا في شهر كانون الثاني وقررت ان اقوم بها في آذار، لكن عندما قررت ان اقوم بهذا الحفل للاعلان عن المهرجانات قررت ان اكرمهم خلال هذا الحفل، وهذا التكريم بالنسبة للاهالي مهم جدا وعندما اخبرتهم لا تستطيع تصور السعادة التي غمرتهم لاننا لم ننسهم ونحن لن نفعل، استاذ رياض يوما ما كان مريضاً وكان لدي احتفال في الاونيسكو وحضر على الرغم من مرضه، وجعفر جواد كنت قد دعيته الى الافطار في احد ايام رمضان، الا انه توفي قبل ثلاثة ايام من الدعوة وهذا الموضوع حسرة في قلبي وتحزنني الى اليوم.

لنتحدث اكثر عن تفاصيل المهرجانات التي ستقومون بها

لدينا ثلاثة مهرجانات نحضر لها، الاول في الجنوب على نبع الوزاني تحديا لاسرائيل وقمنا به العام المنصرم، وآخر في البقاع في منطقة سرعين، وحفل ثالث في جب جنين.

لماذا التركيز على المناطق الحدودية الخطرة اولا على حضور الجمهور وثانيا على الفنانين؟

هذه المناطق نائية، وهي بحاجة الى العنصر الفني، فمثلا مهرجانات بعلبك لها جمهورها خصوصاً اذا كان البطاقة بمئات الدولارات، اما نحن فمدعومون من وزارة السياحة مشكورة وهي مجانية للجمهور لان ابناء القرى لا يستطيعون اقامة هكذا مهرجانات لذا نحن نقوم بهذه المهرجانات وهي خطوة جديدة جدا وهو بمثابة تشجيع للمناطق والسياحة، وهذه المهرجانات ايضا يقدمها لنا الفنانون بمبالغ رمزية.

من من الفنانين سيشارك في المهرجانات؟

ليال عبود، ناي سليمان، بيرتا ابي راشد، غنى ابراهيم، ملك حمدان، ماهر شومان وشوقي عواضة وهم موزعون على المهرجانات الثلاثة.

كلمة أخيرة

اتمنى اولا السلام للبنان والعالم العربي، ونقول للجميع ان لبنان بالف خير وان يتفضلوا بزيارتنا لنثبت لكم ذلك، وان يعيش العالم بامل احسن للامام.


المصور جواد جواد

جواد جواد انت نجل المصور الراحل جعفر جواد الذي يعرفه ويحبه الكثيرون في المجال الفني والاعلامي، واليوم انت تكمل مسيرته في التصوير، اخبرنا اكثر كم يعني لك تكريم جمعية الاصيل له؟

بداية اريد ان اشكرك واشكر الاعلامية هلا المر التي اصرت على ان تتواجدوا اليوم، كما واتوجه بالشكر للاستاذ عماد عبد الله وجمعية الاصيل، هذا التكريم ليس لي ولوالدي بل اعتبره اكثر، فهو لم يكن اباً لي فقط بل كان اخاً وصديقاً ومعلماً ، وانا ارى ابي بك وبالسيدة هلا وبكل من يحبه كأنني اراه، الحمد لله ان هناك من ما يزال يتذكر جعفر جواد ورياض علاء الدين وهادي بستاني، لانهم كانوا يحبون الحياة واعطوا الاعلام اللبناني من جهدهم، وهذا شيء يعطيني حافزاً باذن الله ان لأكون مع الناس كما كان ابي، فقد حملني عبئاً كبيراً من حيث المصداقية واحترام الناس والمواعيد، واتمنى ان يتفهموني ان قصرت وسأحاول ان اكون مثل ابي لانه مثلي الاعلى، لا احلم بأن اكون افضل منه بل ان اكسب محبة الناس كما فعل.

والدك علمك فن التصوير، ما هو اكثر شيء علمك اياه وشدد عليه؟

ان احترم مهنتي وان تكون مهنة حرة، وان احمل الكاميرا باحترام، لاننا نعيش بوضع فيه صحافيون ومصورون دخلاء على المصلحة، وشدد ابي على ان احترم هذه المهنة وان احبها.

كلمة أخيرة

اريد ان اشكر كل من حضر التكريم وكل من اتصل بي، واولهم الفنانة ليال عبود والسيدة هلا المر التي تعرف كم كان ابي يحبها وانا شخصيا واتمنى لكم التوفيق وان تبقوا الموقع الاول كما انتم اليوم، واريد ان اشكرك ايضا، فانت من الاشخاص الذين احترمهم جدا اصبح لديك بصمة قوية في المجال الاعلامي واتمنى لك التوفيق.

الاعلامية هناء الحاج

ارحب بك عبر موقعنا

اهلا بك محمد .

اليوم نحن في تكريم الزملاء الراحلين، من بينهم زوجك الاعلامي رياض علاء الدين، كزوجته كم يعني لك هذا التكريم وان هناك اشخاصاً يتذكرون من اعطوا من قلبهم للاعلام اللبناني ؟

انا افرح كثيرا عندما اعرف ان هناك تكريماً لاي اعلامي ، ولكن افرح اكثر عندما اعرف ان هناك تقديراً لهذا الاعلامي، هناك الكثيرون من الصحافيين والمذيعين والكتاب، لكن هناك اشخاصاً مسيرتهم لا تقدر وآخرين مسيرتهم صغيرة يأتي تكريمهم في وقت لاحق، هي غضة في قلبي انه كرم بعد وفاته وكنت اتمنى ان يكرم في حياته حيث انه كرم الكثيرين وكان حريصاً على رؤية من يستحق التكريم، لهذا لم يأت دوره في حياته، بالنهاية انا سعيدة لانه ما يزال في الذاكرة ومن يترك بصمة لا احد يستطيع ان ينساه، وهو ترك بصمات كثيرة ومشاغبات، والناس تذكره من خلالها وتحبها.

كان يقول انه تلميذك

كان دائما يحب ان يقول ذلك، لانني كنت في المجال الصحافي قبله، وتزوجني صحافية وأثرت عليه وترك مجاله وتخصص بالصحافة، انا سعيدة انه كان تلميذاً نجيباً وتفوق على استاذه ، وهو غالي على قلبي الله يرحمه.

كلمة أخيرة

اتمنى من موقع الفن ان يكرم دائما الزملاء جميعا بكلمة وليس بدرع، فالسيدة هلا هي التي تستحق التكريم الكبير، ورياض رحمه الله كان اول من كرمها لان مسيرتها لا تقدر بدرع او كلمة، مهما كانت الكلمة غالية وانا احب هلا واحب موقع الفن.

ناتالي فضل الله

ناتالي اليوم تسلمت الجائزة التكريمية نيابة عن عائلة الراحل هادي بستاني، لماذا وكم تعني لك هذه الثقة والمحبة من قبل العائلة؟

تعني لي الكثير والكل يعرف ان هادي كان قريبا لي، وبالنسبة للتكريم شقيقه كان منشغلاً كثيراً لظروف خاصة وقال لي انت ناتالي فضل الله بستاني، هادي يستأهل اكثر واتمنى ان يكون موجودا بيننا ليتسلمها بنفسه، هادي خدم الكثيرين من الاشخاص وله الفضل عليهم في حياتهم اليوم لكنه لم يجد احداً منهم عند مرضه، لم استطع التعبير بكلمتي لانني كنت متأثرة على المنبر، نفتقد له في جلساتنا خصوصاً من يحبه، وهناك حادثة اتذكرها انه عندما كان بالمستشفى كنت الشخص الوحيد الذي اكل من يدي قطعة الشوكولا وعرفني وكانت علاقتنا مميزة.

نادراً ما يتم تذكر الراحلين وتكريمهم

صحيح وانا سعيدة أنهم موجودون بيننا ، بالنسبة لي اعتقد ان الميت يرى ويسمع كل شيء وهم مرتاحون في مكانهم ونحن الذين نتعذب في هذه الدنيا، انها لفتة كريمة لتكريم الراحلين، فرياض قبل ساعات من وفاته اجرى 3 اتصالات، بزوجته، ابنته وانا كان يحبني كثيرا، اما جعفر فهو كان من اول الاشخاص الذين عملت معهم واثر بي كثيرا، الثلاثة كان لهم تأثير في حياتي.