هو من أبرز المقدمين اللبنانيين الذين أرسوا خطاً مهماً بالتقديم التلفزيوني ، إسمه مرتبط باللهو والفرح والألعاب، صاحب مقولة "إلك"، التي ما تزال علامة فارقة على الشاشة.

"ميشو" أو ميشال قزي حطم الفوارق بينه وبين جمهوره وكسر كل "التهابوهات" على الشاشة، فكان أول من تناول الطعام على الهواء ورقص وغنى مع ضيوفه، ليرسم خطاً جديداً بالتقديم ما يزال حتى اليوم مستنسخاً على الشاشات.

بعد 21 سنة من التقديم ما يزال يحمل الكثير من الطموحات والأحلام على الرغم من كل الصعوبات التي تواجهه كما بلده لبنان، والتي يعترف بأنها أوقفت الى حد ما أحلامه، لكنه ما يزال يحاول التغلب عليها بروحه المرحة ومهنيته العالية.

موقع "الفن" كان له اللقاء التالي مع الإعلامي ميشال قزي ودار بيننا الحوار التالي:

ماذا تخبرنا عن برنامجك الجديد "الجار قبل الدار" وهل انت راض عنه؟

هو برنامج فريد وجميل، ويدخل في برامج الألعاب، لكنه يختلف عن البرامج التي قدمتها سابقاً حيث كانت برامج مباشرة وتعتمد على الاتصالات الهاتفية وعلى الضيوف من الوسط الفني والاعلامي، واليوم الفكرة جديدة "مهضومة خفيفة نضيفة"، والإنتاج كبير وانا راضِ عن الفكرة لكنني احمل افكاراً أخرى اضعها "على الرف".

بعد 21 عاماً من تقديم البرامج هل انت راض عما تقدمه اليوم؟

بالفترة الأخيرة آخر 5 او 6 سنوات كنت اقول لنفسي ان كل عمل اقدمه لن أكون راضياً عنه كما كنت راضياً عن البرامج التي قدمتها قديماً، وفي فترة من حياتي ايام "كوكتيل، بيني وبينك، ميشو شو وغيرهما.." وصلت الى نجاحات كبيرة وبعد كل هذا النجاح لا يوجد شيء يغريني ويحقق طموحاتي "وعم حس حالي انو اللي وصلتلو قبل في عالم التقديم صعب ان ارجع اوصلو، مش قادر اعمل شي بنفس النجاج اللي عملتو قبل".

أين المشكلة؟

المشكلة ليست مني انا ما زلت احمل الطموح والأفكار، لكن المشكلة ان المحطات اليوم أصبحت تعتمد على البرامج المعلبة والتي يستوردونها من الخارج عبر شركات الإنتاج، وأنا شخص اعتمد على سرعة البديهة والعفوية والإرتجال وصنع الأشياء من لا شيء.

بالنهاية اذا عرض علي برنامج مركب ومستورد لا يمكنني ان اقول لن أشارك، خصوصاً ان التقديم مصدر رزقي وهنا لا أتحدث عن برنامجي الحالي "الجار قبل الدار" فأنا مقتنع به من ناحية الفكرة والانتاج ولكن لدي طموحات مختلفة أشعر بأنها تجلب لي النجاح أكثر وانتظر تقديمها.

مرت "المستقبل" بالعديد من المشاكل "المادية، توقف البرامج، تراجعت نسب المشاهدة.." ما الذي يجعلك تقرر ترك المستقبل؟

لا شك بأن الأزمات المالية تعترض أغلب المحطات اللبنانية اليوم وليس المستقبل فقط، وبعد 21 سنة من العمل في المحطة ليس سهلاً ان اترك خصوصاً انني أسست مهنتي في هذه القناة.

وعندما اصل الى مرحلة اجد ان افكاري لم تؤخذ بعين الإعتبار، وأغيب لفترة طويلة عن الشاشة كما حصل معي العام الماضي حيث غبت 9 أشهر بدأت أطرح الفكرة على ادارة القناة بطريقة حبية وقلت لهم "اذا لم يكن لدي برنامج قريب سوف أترك القناة".

وهنا قراري لم يكن تحدياً ابداً بل بطريقة حبيّة، ولكن المشكلة لم تكن مع الإدارة بل كانت بالإنتاج، وعقدي في المستقبل لا يسمح لي بالعمل مع شركات انتاج اخرى فارتأيت حينها ان لم يكن لي برنامج قريب فسوف أنفصل عن المستقبل، ولكني عدت وقلت ان المحطات كلها تعاني وعندما تكون في تلفزيون انت جزء من نجاحه، وهو جزء من صناعة اسمك لا يمكنك بسهولة ان تترك فنحن عائلة واحدة "بس برجع بقول ما بقى بدي غيب عن الشاشة كتير".

واليوم اذا رأيت ان افكاري وطموحي لم أعد قادراً على تنفيذها في المستقبل ولدي مجال وباب ثانٍ في محطة اخرى فتحت لي المجال عندها سأترك.

قدمت "قصة ثقة" واخذت من خلاله شخصية جديدة في التقديم أكثر صرامة من البرامج الترفيهية لماذا لم تكمل في تلك البرامج؟

البرنامج كان يتطلب جدية الى حد ما "وفي ناس حبوني بقصة ثقة اكثر من برامج ثانية"، لكنني اجد نفسي في البرامج التي تحتوي على الموسيقى والفرح، ولا شك بانها كانت خطوة جديدة وناجحة ولولا التكلفة الباهظة للبرنامج لكنا قدمنا جزءاً ثانياً واعطاني شخصية جديدة وهذا دليل على ان المحترف في التقديم يستطيع ان يخوض مجالات عديدة في التقديم واهم شيء ان يقنع الجمهور.

ميشال عندما بدأت ببرامج الألعاب لم يكن هناك من يقدم مثل نوعية برامجك من قلدك وقتها ومن لا يزال حتى اليوم يستنسخ افكار برامجك؟

يوجد صديق لي حين كان الجميع يقلدني بـ"الحركة على الكاميرا، المزح، يلبسو الجينز"، وهنا أقول أنا اول من ارتدى جينز في تقديم البرامج، وأول من تناول الطعام على الهواء، وأول من شارك الضيف في الأغنية والرقص -"هول الأمور ما كانت موجودة بوقتها"- كان يقول لي صديقي "ما بقى تقول عم يقلدوني قول بكل تواضع انك عملت خط جديد بتقديم البرامج اللي صاروا اليوم عم يمشوا عليه" واليوم اي محطة تتابعها تجد المقدم يرقص ويتحرك، "ولو منرجع بالذاكرة لورا منلاقي انو هل أمور ما كانت موجودة انا ادخلتها على تقديم البرامج وكسرت "التابو" بين المقدم والمشاهد".

بعد مسيرة سنوات في التقديم ميشال قزي ظُلمت أم ظلمت نفسك؟

ظُلمت في بعض الأحيان لأسباب غير مقصودة ولظروف قاسية فلبنان كله ظلم في فترة من الفترات من الحوادث الامنية الى الإغتيالات الحروب التي مرت والأوضاع السياسية، وكذلك قرارات المحطة بأخذ برامج مركبة والابتعاد عن الافكار الموجودة ايضا كانت ظالمة لي "ما انظلمت بس ما قدرت كمل مسيرتي المهنية متل ما انا بدي".

"انا مشيت 7 او 8 سنين كنت صاحب الفكرة والمقدم والمخرج والمعد والمنتج المنفذ وكان البرنامج مركب على شخصيتي"، وأنا اعلم تماماً ماذا يحب المشاهد، ووصلنا الى مرحلة اننا نقدم فكرة مركبة وأنا لست ضدها لكنني ضد بعض الأفكار التي لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية، ولا يتقبلها الجمهور لأنها مختلفة عنه، وهناك افكار مركبة لا تتناسب مع شخصية المقدم "انا زلمي عطيني كاميرا بعطيك برنامج مباشر مميز، لكن بس تجيب قوانين بالبرامج المركبة بحس حالي مقيد وما بحب الالتزامات"، واليوم فقد التلفزيون خاصية العفوية والارتجال وأصبحت البرامج مثل "تفقيس المكنات"، وانا مع الأفكار المحلية، وانتظر هذه الفرصة واذا اتتني في محطة اخرى فسأنفذها فأنا ما زلت في عز عطائي واملك مهنية عالية.

كثيرون من مقدمي البرامج الترفيهية انتقلوا الى تقديم البرامج الإجتماعية الاستقصائية هل عرض عليك الموضوع؟

كلا لم تعرض علي هكذا نوعية من البرامج "وكل واحد بيرسم طريقو" وانا اجد نفسي في برامج الألعاب وهذا ملعبي ولكن هذا لا يعني انه لا يمكنني ان انجّح هكذا برامج، ويمكن النقلة النوعية ستحصل يوماً ما، ولكنها ليست قريبة.

كثيرة هي طموحاتك التي تعمل عليها اليوم ، بعد سنوات قليلة اين نرى ميشال قزي؟

اتمنى ان تروني في الفكرة الخاصة بي والتي انفذها بإنتاج كبير وبمهنية عالية وفريق عمل محترف وموضوع يفرح الناس، واتمنى ان اكون هنا بعد سنوات قليلة، وهنا اشير الى ان الاندفاع والطموح والاهداف موجودة لكن ننتظر الظروف والقرارات التي ستأتي بوقتها.

لماذا لم نرك في السينما والدراما؟

شاركت في اعمال سينمائية من ثم تلقيت عرضاً لدور في الدراما لكنني لم أجد نفسي به، على الرغم من ان تجربتي في السينما كانت جيدة وتكلمت عنها الصحافة واثنوا عليها، وحالياً أنا قادر على ان اقوم بدور تمثيلي في الدراما والسينما، خصوصاً ان الدراما تتألق وتتطور وأشعر بأنني جاهز لدخول مجال التمثيل الا انني بانتظار دور جميل وعرض مناسب.


كلمة أخيرة:

يعطيكم الف عافية وشكراً لاهتمامكم ومتابعتكم لنا، واتمنى ان يحظى برنامجي "الجار قبل الدار" بإعجاب المشاهدين ونستطيع ان نعطيهم حقهم.