مجتمع سوري في حديقة عامة.

. ذاك قد يكون العنوان الأنسب لقصة ملحمية مؤلمة ينتظر فيها السوريون ومن خلال مسلسل درامي أن يعثروا على أجمل ما جادت به السماء عليهم ألا وهو الياسمين. الياسمين الذي فُقد في أربع سنوات وبات جزءا من ماض كان جميلا.

بانتظار الياسمين، وفي قلب دمشق يتحرك بكاميرا المخرج سمير حسين ليحاكي بالصوت والصورة، بالدمعة والألم، حال عائلات تركت بيوتها وهجرت منها بفعل النار، لتسكن في خيام تم نصبها في حدائق عامة.

المخرج سمير حسين ونخبة من نجوم سورية يخوضون غمار سيناريو كتبه اسامة كوكش، فكان على الفن زيارة موقع التصوير، أو حديقة اللجوء، ليخرج ( الفن) بالتحقيق التالي.

المخرج سمير حسين:

نذهب في انتظار الياسمين نحو البحث عن الياسمين الجميل الذي فقد في سورية وتلاشى للاسف، محاولين العثور عليه تحت ركام. ونبتعد بالأحداث التي نتناولها عن النمطية والتقليدية التي اتسمت بها الأعمال التي حاكت الازمة في سورية، لنقترب من الإنسان فقط، معاناة الإنسان بأجل صورها وبأكثرها قربا من الواقع، بعيدا كل البعد عن ميادين السياسة والحرب.

وفي انتظار الياسمين نختار الفئة الاجتماعية التي سحقتها الحرب، وبالتحديد العوائل المنكوبة، والتي تم تهجيرها من بيوتها، لتستقر في أماكن لجوء تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، فتتجمع العائلات الهاربة في حديقة عامة وتنصب الخيام وتخوض حياتها بيوميات مؤلمة لا تخفى على أحد.

والعائلات تلك ستكون هجرت بيوتها بفعل الأحداث، لكنها في الوقت نفسه ستكون منكوبة على مستوى فلذات الأكباد، فمن عائلة لديها شهيد إلى أخرى لديها مخطوف، إلى مفقود.. وهكذا.

يتوفر لدينا في المسلسل نخبة من اهم نجوم الدراما السورية الذين قلما أن اجتمعوا في مسلسل واحد، وهذا من حظ المسلسل وبالتالي من حظ الجمهور الذي سيشاهد العمل.

يبقى أن أتناول النص الذي كتبه السيناريست اسامة كوكش، فهو بحق محترف يعرف كيف يؤلم ولماذا يؤلم، وما الذي يريده من الواقعية التي طغت على سطوره وأفكاره.

سلاف فواخرجي:

أؤدي شخصية لمى وهي امرأة تزوجت في الماضي من رجل من خارج ملتها يموت بقذيفة هاون، وتأتي الأحداث لتجبرها على العيش بعيدا عن مدينة حمص لتستقر في حديقة عامة بدمشق.

ويكون معها طفلان صبي وبنت، فتعيش مر العذاب في رحلتها القاسية هذه، وسط فصول من الأسئلة والإجابات التي تأتي في كل حلقة بل في كل مشهد من مشاهد هذا العمل.

ما يميز المسلسل أنه يضيء على إنسان الازمة وليس على الأزمة بشكلها العام والمتعارف عليه، والأهم أن الواقع موجود في القصة لكن الجمهور سيشاهد تفاصيل يعرفها بالعموم لكنه سيفاجأ بها عندما يتم التركيز على جزئياتها.

غسان مسعود:

ألعب دور رجل كان يملك معملا للصابون وتحديدا صابون الغار ( وللغار هنا رمزية بالطبع)، فيتعرض المعمل والمنزل للتفجير، فأهرب لألجأ في مكان إيواء، لكن الأجواء في المركز لا تعجبني فأغادر المركز وأتوجه للعيش في حديقة عامة.

أكون في الحديقة مختلفا عن الآخرين، لأن شخصيتي هي لرجل له فلسفته الخاصة في الحياة ورؤيته المختلفة لما يجري حوله، وأكون في الحديقة برفقة زوجتي التي تغادر معي وتعيش في الحديقة.

المسلسل يصور واقعا، وعندما نصور الواقع ونضفي عليه لمسة خيال، نكون أمام صورة إبداعية، وبالتالي يمكنني تصنيف " بانتظار الياسمين" بأنه إبداع.

خالد القيش:

أؤدي دور شاب يعيش مع والدته في منزل بدمشق، ويكون المنزل قريبا من الحديقة العامة التي تلجأ إليها عوائل كثيرة، فتنشأ علاقة طيبة بين والدتي وعائلة من سكان الحديقة ويبدأ أفراد تلك العائلة بالتردد إلى منزلنا.

تقع علاقة حب بيني وبين فتاة من أفراد تلك العائلة، وتقرر أمي تزويجي منها، فتتطور العلاقة بين العائلتين، ويتدفق أهل الفتاة وأقرباؤها إلى منزلنا واحدا واحدا، حتى يصبح لزاما عليّ أن أفسح المجال لهم ليرتاحوا في البيت، وأغادر أنا لأقيم في الحديقة.

وفي النهاية، وبينما اكون داخلا المنزل لإحضار أغراض معينة تسقط قذيفة هاون في البيت فأفارق الحياة، وأموت ويموت الحب.
كل شيء في المسلسل إبداع، وكل محور فيه يحتوي ألما، وكل قصة لها نهاياتها الواقعية، وفي النهاية هناك بحث عن ياسمين ضائع.

أيمن رضا:

أؤدي دور رجل شرير أو يمكن اعتباره من رجالات الأزمة الذين يكونون غير معروفين قبلها، ويظهرون على السطح بفعل الدم، وأخوض مشاكل بعضها ينشأ بفعل العلاقات اليومية، وبعضها أخترعه.

وتتوالى المشاكل والظروف والايام حتى اصل إلى يوم تكون فيه نهايتي غير محسوبة أتركها لوقتها ولا داعي للكشف عن تفاصيل متعلقة بالشخصية.

المسلسل له أبعاد مختلفة عما نتناوله في الدراما حول الازمة، ولدى المخرج سمير حسين ما يمكن اعتباره وجهة نظر متقدمة حول تداول الأزمة في الدراما.

حسام تحسين بك:

أؤدي دور أبو الياس وأكون رجلا متقدما في السن لكنني أملك قلبا ما زال قادرا على العشق، فأتردد على الحديقة العامة التي تقيم فيها عائلات كثيرة واقع في حب امرأة تؤدي شخصيتها "أمانة والي".

وأحاول الزواج منها، فتكثر الفصول التي تمنع ذلك ونصل في النهاية إلى مفترق طرق، فيبقى الحب حباً ولا يتم الزواج.

الشخصية لرجل طيب، لكن فيها ما يشير إلى أن الإنسان اليوم بات يبحث عما ينقصه في حين لو ان الأزمة لم تقع لما بحث عن تلك الاشياء.

والمسلسل رائع وناجح ومخرجه سمير حسين يعرف إلى اين يريد الوصول به، وأعتقد بأن الجمهور سيكسب كل شيء من وراء هذا العمل.

علي كريم:

أؤدي دور رجل عصبي غاضب يرتكب الأغلاط بكثرة، ما يؤدي به إلى الانفصال عن زوجته بعد سنوات من الحياة ووجود ولدين شاب وفتاة.

وبينما الظروف تميل إلى الغضب الدائم أبحث عن متنفس فأبدأ بالتردد يوميا إلى الحديقة العامة التي فيها لاجئون لألعب طاولة النرد مع صديق لي يقيم في الحديقة نفسها.

لا يمكنني الحديث عن العمل كفكرة لأنني قد ابكي، فكل ما في العمل واقع، وكل ما هو واقع سيؤلم، وإذ أبشّر الجمهور بتحفة فنية عالية، أجزم بأن الدموع سترافقهم لدى حضورهم له في شهر رمضان.

مرح جبر:

أؤدي دور زوجة " علي كريم" وأنفصل عنه في الأزمة لأسباب مختلفة، ويغادر حياتنا، وادخل في تفاصيل يومية مع ولدي وابنتي.

التفاصيل كثيرة ومحزنة ومؤلمة كما هو حال اليوميات السورية، لكن يبقى الأمل قائما من وراء هذا العمل بأن فكرته بل وعنوانه يذهبان باتجاه البحث عن الجمال، عن الياسمين، في بلدنا، محاولا إثبات قدرتنا على لم الشمل من جديد والعودة إلى ما كنا عليه من وئام.

أمانة والي:

ألعب دور امرأة لاجئة في الحديقة العامة واكون على الرغم من ذلك متصابية ومهتمة بنفسي، وأواجه علاقة حب من رجل متقدم بالسن (حسام تحسين بك)، ويقوم مشروع زواج بيني وبينه أكون حاصلة من وراء المشروع على وعد بالسكن في منزل لأغادر الحديقة.. إلا أن الظروف اليومية وظروفا أخرى تحول دون تحقيق ذلك ويفارق أبو الياس حياتي، وابقى في الحديقة.

بسام لطفي:

أكون رجلا بلا عائلة لاسباب معينة، واقيم في الحديقة العامة التي يتم فيها تصوير حال المجتمع السوري في جزء من صورته العامة، وأخوض مع اللاجئين يوميات تبكي الأعين وتدمي القلوب، لكننا نحاول في كل لحظة أن نتغلب على ما نحن فيه.

أحصل على صديق يومي، يتردد إلى الحديقة العامة ويكون الهدف من زيارته أن يؤنسني من خلال لعب طاولة النرد، والتعرف على حال الناس، وكذلك تعارفنا من خلاله على حال المجتمع خارج تلك الحديقة.