نزهة الشعباوي فنانة مغربية صاحبة صوت ذهبي، يدخل الأذن والقلب من دون استئذان.

بدأت نزهة مسيرتها الفنية منذ فترة طويلة وكانت الانطلاقة من خلال برنامج الهواة "المواهب" . وفاؤها للأغنية المغربية جعلها ترفض الاستقرار خارج المغرب مقابل حصولها على الشهرة، وعلى الرغم من تمسكها بالأغنية المغربية، إلا أن الشعباوي تؤدي الأغاني الشرقية بامتياز لاسيما أغاني كوكب الشرق ام كلثوم. نزهة ستزور لبنان للمرة الأولى في 3 شباط 2015 للمشاركة في حفل تكريم كوكب الشرق أم كلثوم في الأونيسكو بالذكرى الأربعين لرحيلها بدعوة من "لجنة تكريم روّاد الشرق".

موقع "الفن" كان له هذا اللقاء المميز والصريح مع الشعباوي واليكم التفاصيل:

نزهة الشعباوي أهلاً وسهلاً بك عبر موقع "الفن".

شكراً جزيلاً لكم .

ستشاركين في الحفل الذي سيقام في بيروت احتفالاً بالذكرى الـ 40 لرحيل كوكب الشرق. أخبرينا بداية كيف تم التواصل معك من أجل هذا الحفل ؟

بداية، أشكركم على الالتفاتة الطيبة والاهتمام بالمجال الفني بشكل عام. بالنسبة للاختيار، أولاً بدايتي الفنية كانت في برنامج للمواهب ونجحت فيه من خلال اختيار أغنية للفنانة أم كلثوم، وبالتالي انا بدأت في الفن من خلال هذه المدرسة. ثانياً بالنسبة لكيفية التواصل معي من أجل هذا الحفل، لقد تلقيت اتصالاً من سيدة عزيزة على قلبي وصديقة هي عائشة الخواجا الرازم، وهي شاعرة ورسامة، سبق وشاركت معها في المغرب من خلال دورة فلسطينية عرضت فيها مجموعة من اللوحات الفنية والأشعار التي سجّلت وسبق وقدّمتها انا بصوتي، وبالتالي من هنا بدأ التواصل والتعارف ونشأت صداقة قوية بيني وبين السيدة عائشة الخواجا الرازم، وعندما طُرحت فكرة احياء ذكرى رحيل كوكب الشرق فكان اقتراح اسمي من قبلها للسيد أنطوان عطوي.

هذا الحفل يتميّز بالتنويع الموجود فيه، فهو لفنانة مصرية ولكن يقام في بيروت، وبمشاركة 4 فنانات من بلدان عربية مختلفة ومن أجيال مختلفة أيضاً.

هذا المزيج رائع جداً ، وهي وسيلة للتعارف وتبادل الثقافات. نحن في المغرب نؤدي اللهجة المصرية بسلاسة بحكم الافلام والقنوات وحتى اللهجة اللبنانية أيضاً فالمغاربة يجيدون اللهجة اللبنانية أيضاً. فانا قدّمت خلال حفلات كثيرة في المغرب أغان لبنانية لفيروز ووديع الصافي ولصباح.

ما هي الأغنية التي ستقدمينها خلال الحفل ؟

من نصيبي أن أقدّم أغنية "أنا في إنتظارك".

ما هو شعورك تجاه هذه التجربة المميزة ؟

أنا سعيدة جداً بها خصوصاً لأنها المرة الأولى التي سأزور فيها بيروت، وان شاء الله أكون عند حسن الجمهور العربي.

بعيداً عن هذا الحفل . ذكرت انك خريجة برنامج للهواة اسمه "المواهب". ما هو الفارق بين برامج الهواة في تلك الفترة وبرامج الهواة الحديثة وتحديداً لناحية لجان التحكيم ؟

في تلك الفترة كان الاستاذة هم من يديرون البرامج الفنية، في الماضي كان الفنان يخرج من البرنامج والساحة الغنائية فارغة ولا يوجد اصوات فنية كثيرة فتبرز الموهبة ويصبح للفنان اسمه على الساحة، اما اليوم ومن خلال الظروف الذي يبرز من خلالها الفنان الشاب والجو العالم الذي يرافق انطلاقته من فضائيات واعلانات تساعده على الانتشار وتحقيق الشهرة حتى لو لم يكن يمتلك صوتاً جميلاً.

برأيك هذه البرامج تشكل مصدراً لبروز مواهب جديدة ام انها تجارية فقط ؟

لا يمكن القول إن هذه البرامج تجارية، أنا أتابع معظم برامج الهواة التي تعرض على الشاشات، وفيها أصوات جميلة جداً تستمر في الساحة الغنائية بعد انتهاء البرنامج، وأكبر دليل مشاركة كارمن سليمان من "اراب آيدول" ويسرا محنوش من "ذا فويس" في حفل تكريم السيدة أم كلثوم.

لماذا لم تحقق المواهب المغربية النجاح والشهرة الكبيرين في هذه البرامج كما تحققه المواهب العربية الأخرى ؟

هي الاسباب نفسها، عدم وجود شركات انتاج، أوجد شركة انتاج وستجد كل الفنانين المغاربة "حابين يعطوا ويقدموا للفن"، من الصعب جداً ان يقوم الفنان المغربي بانتاج اعماله بنفسه.

لقد دخلت المعهد الموسيقي ودرست "الصولفيج" والغناء الكلاسيكي، ولكن مرّ الفن في الآونة الأخيرة بمرحلة لم يعد فيها الصوت مهماً بحكم بروز فنانين ليس لديهم صوت جميل. هل انتهت هذه المرحلة برأيك وعاد الدور المهم للثقافة الموسيقة ؟

من أهم الأشياء التي تساعد الفنان على الاستمرار هي الدراسة الموسيقية ومتابعتها، فهذا يخدمه في طريقة اختيار الأغاني التي سيقدمها بطريقة صحيحة، وبالتالي يبقى الالمام الموسيقي شيء ضروري في عالم الفن.

لقد تحدثت عن الدعم الاعلامي للفنانين، لماذا نلاحظ اليوم أن الفنان المغربي لا يحقق الانتشار او الشهرة الكبيرة التي يحققها أي فنان ينطلق من مصر مثلاً ؟

هذا صحيح ، حلم كل فنان أن يذهب إلى أم الدنيا مصر، ففيها أكبر شركات الإعلام والانتاج وأنا بدوري ذهبت إلى مصر ولكن كان لدي مشكلة كبيرة في البقاء هناك لأن الامر يتطلب مني تغيير حياتي كلها.

وهناك عوامل عديدة تساعد الفنان في مصر أكان من ناحية الانتاج او الصناعة او التجارة، ولكن تبقى المشكلة الاكبر والأهم في المغرب هي عدم وجود شركات الانتاج التي تتبنى الأصوات المغربية وتقوم بدعمهم وانتاج اعمالهم، بالفعل صعب على الفنان المغربي ان ينتج اعماله بنفسه، أنا ما أزال حتى اليوم أقوم شخصياً بانتاج اعمالي.

هل الاعلام المغربي منصف بحق فناني بلده أم هناك من يحاول التعتيم على الفنان المغربي ؟

الاعلام له دور كبير في ابراز الموهبة، والاعلام المغربي موجود ولكن الفنان دائماً هو من يقوم بالخطوات.

لديك وفاء للاغنية المغربية، وما زلتِ متمسكة بها على الرغم من أنها ليست مفتاح عبور للفنان من أجل تحقيق الانتشار في كل العالم العربي كما هي الحال مع الأغنية المصرية أو اللبنانية أو الخليجية حتى؟

أنا حبي كبير للأغنية المغربية وهذا لا يمنع تقديمي أغنيات بلهجات أخرى كالمصرية واللبنانية والخليجية.

بناء على تجربتك الشخصية، هل يمكن للفنان أن يوفّق بين حياته العائلية والفن ام عليه أن يختار بينهما ؟

من الصعب جداً ان يوفق الفنان ما بين الفن وحياته الخاصة، انا شخصياً حاولت كثيراً ولكن الفنان سيصل إلى مرحلة لا يستطيع فيها تحمل الضغط خصوصاً اذا كان الشريك غير متفهم، الانسان العادي صعب ان يفهم الفنان، وعلى الرغم من صعوبة هذا الأمر الا انك قد تجد بعض حالات الزواج الناجحة.

أنت إخترت الفن ؟

نعم أنا اخترت الفن.

ماذا تحضرين من أعمال للفترة المقبلة ؟

لدي اغنيات مغربية أقوم بتحضيرها في اطار حملة الدعم التي تقوم بها وزارة الثقافة للأغاني المغربية، واحدى هذه الاغنيات تتناول موضوع العنف ضد المرأة.

كلمة أخيرة.

أنا سعيدة جداً بأن القراء سيتعرفون على مطربة مغربية من خلال موقع "الفن"، وطبعاً أشكركم وأشكر القيمين على هذا المنبر الاعلامي واتمنى لكم الاستمرار والنجاح.