تعيش الممثلة التونسية هند صبري حالة من السعادة الغامرة هذه الايام حيث حصلت مؤخرا على وسام الادب والفنون بدرجة فارس من المركز الثقافي الفرنسي وهو واحد من اعرق التكريمات الثقافية الفرنسية، وقبلها فازت ايضا بجائزة افضل ممثلة سينمائية في الشرق الأوسط ضمن جوائز مهرجان دير جيست عن فيلم الجزيرة 2 وذلك للمرة الثانية حيث سبق وفازت بها عام 2012 عن دورها في اسماء.


هند بدأت حياتها الفنية عبر فيلمين "موسم الرجال" و"صمت القصور" للمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي، ثم دعتها المخرجة المصرية ايناس الدغيدي إلى زيارة "القاهرة" وأسندت إليها دور البطولة في فيلم "مذكرات مراهقة" مع أحمد عز عام 2001 ، وتحرص هند صبري ايضا على المشاركة في العديد من الأنشطة الاجتماعية والإنسانية، فمنذ عام 2009 وهي تتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وذلك بهدف رفع الوعي حول مشكلات الجوع في المنطقة العربية، ليتم إختيارها رسمياً في 2010 كـ سفيرة لمكافحة الجوع في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

الممثلة هند صبري تحل ضيفة على موقع "الفن" في هذا الحوار .

بداية ألف مبروك على وسام الاداب والفنون بدرجة فارس، ونود ان نعرف تأثير هذا الوسام عليك؟
عندما اخبروني بهذا الوسام، لم اصدق في البداية حيث اعلم انه مهم جدا ، ولم يحصل عليه الا قلائل امثال المخرج الكبير يوسف شاهين، خصوصاً انني ما زلت صغيرة في السن على هذا الوسام وبالفعل انا اصغر الحاصلين عليه، وهو يشرفني ويشرف وطني تونس ، ولكنه يجعل اختياراتي المقبلة اكثر صعوبة ، حيث لا يجب ان تقل اعمالي تميزا عما سبق فهو يحملني مسؤولية مضاعفة تجاه جمهوري ولا بد ان تعبّر اعمالي دائما عن هموم وقضايا المرأة العربية وهذا الوسام هو الاهم في مسيرتي الفنية لانه تقدير فني غير مسيّس .


ما هو جديدك السينمائي ؟
فيلمان بتونس أولهما مع رضا الباهي اسمه "زهرة حلب" والثاني مع فارس نعناع اسمه "ليلة قمر مكتمل" ولدينا مشكلة تمويل في الفيلمين لأن السينما التونسية هي الأخرى في أزمة كبيرة.


ماذا عن فيلم زهرة حلب ؟
أعود بهذا الفيلم إلى السينما التونسية بعد غياب 7 سنوات، وهو يتعرض لقضية استغلال البشر تحت ستار الدين، ومصير الأطفال الذين يأتون نتيجة جهاد النكاح، وصعوبة وضعهم القانوني، وأجسد من خلال هذا العمل شخصية صحافية ترصد تلك الإنتهاكات وتنقل ما يتعرض له النساء في سوريا من استغلال جنسي فاضح ومهين لكرامتهن وإنسانيتهن تحت ستار الدين ، خصوصاً أن الأمر لا يقتصر على سوريا حيث أن العدوى انتقلت إلى تونس، وعجزت الحكومة التونسية عن إيجاد قانون يحمي أطفال ثمار العلاقات غير القانونية والتي غذتها الفتاوى الدينية المتطرفة والمتزمتة.

ولماذا قررت العودة الى السينما التونسية ؟
انا أعشق السينما التونسية فهي سينما بلدي ووطني، وأحرص على المشاركة فيها، وهي صاحبة الفضل عليّ منذ بدايتي، وسبب شهرتي، وقدمتني للسينما العربية بشكل عام منذ أول أفلامي "صمت القصور"، والذي أعطاني فرصة كبيرة ما زلت حتى الآن أدين لها بالفضل في شهرتي في سن صغيرة، وعندما اجد الفرصة ملائمة لا اتردد في تقديم افلام تونسية وقد مرت السينما التونسية في الفترة الاخيرة بأزمة اقتصادية كبيرة اثرت على السينما بشكل كبير.

هل من الممكن ان تشارك هند صبري في الأفلام ذات الطابع "الشعبي التي انتشرت مؤخراً ؟
بالتأكيد ولكن لا بد أن تتوفر ظروف إنتاجية جيدة لتظهر كل عناصر العمل بشكل جيد خصوصاً أن تلك النوعية من الأعمال هي التي منحت "السينما" فرصة الاستمرار.


هل ستشاركين بعمل في رمضان المقبل؟
ربما أغيب عن دراما رمضان المقبل ، حيث لم اجد حتى الآن العمل الذي يستفزني لتقديمه كذلك انا لا افضل التواجد التلفزيوني بشكل مستمر، وأرى في غيابي فرصة لتربية إبنتي "عاليا" و"ليلى".

وماذا عن الاعمال الانسانية التي تحرصين على المشاركة فيها ؟
أواصل عملي بصفتي سفيرة لمنظمة الغذاء العالمي التابعة للامم المتحدة حيث بدأت بوضع اللمسات الاخيرة على اطلاق حملة القضاء على الجوع في العالم العربي وقد انضممت الى جهود مشاهير العالم لرفع مستوى الوعي العام لمكافحة الجوع في البلدان النامية ومنطقة الشرق الاوسط خصوصاً مع تزايد اثار الازمات الاقتصادية والغذائية المتلاحقة.

إحتفلت بوصول معجبي صفحتك علي موقع التواصل الاجتماعي "Facebook" الى مليون معجب، فماذا يمثل لك هذا؟
حلم اي فنان هو الوصول الي شريحة اكبر من الجمهور ، لذلك فسعادتي لا توصف بوصول عدد المعجبين الي مليون واتمنى ان اظل عند حسن ظن جمهوري .

وجّه اليك البعض انتقادات شديدة بسبب نشر صور خاصة من دون ماكياج، فكيف رايت هذه الانتقادات؟
انا لا أحتاج أن أكون جميلة طوال الوقت حتى أشعر بالسعادة، وفي الاجازات احب ان استمتع بوقتي كانسانة عادية من دون ماكياج ، فانا احب نفسي على طبيعتها .


أخيراً ما هي أحلامك لإبنتيك؟
أتمنى أن تحققا أحلامهما ولن أفرض عليهما أحلامي، ولكن تنتابني مخاوف كثيرة عليهما .