وسط حضور فني عربي وعالمي مميز، أطلق مهرجان دبي السينمائي شعلته الحادية عشرة بحفل مميز كالعادة، إذ لم يغب فيه النجوم العرب والأجانب عن المشهد "ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو وشعراء ومصورين وإعلاميين".


وأعلن رئيس المهرجان، عبد الحميد جمعة، بدء المهرجان، وألقى كلمة ترحيبية كان أهم ما جاء فيها هو تركيز الدورة الحالية من المهرجان على مسألة الترويج للغة العربية في السينما الأمر الذي تجسد عمليا بتخصيص أكثر من نصف أفلام الدورة الحالية للنطق بهذه اللغة.

وأعلن عن 118 فيلما ستعرض في المهرجان الذي يستمر لمدة أسبوع كامل يبدأها فيلم "نظرية كل شيء" للمخرج جيمس مارش والذي يتناول الجانب العاطفي من حياة العبقري ستيفن هوكينغ، عالم الفيزياء الشهير، وذلك في عشقه لطالبة كامبريدج وايلد.
بينما يكون العرض الختامي للفيلم الأميركي"في الغابة" والذي سيكون مهرجان دبي السينمائي أول مناسبة عرض دولية له.
وتنتمي أفلام الدورة الحالية، بحسب الإعلان، إلى 48 دولة تتحدث 34 لغة، ومن بينها 55 فيلما لم يسبق لها العرض دوليا.
وحصل النجم المصري نور الشريف على جائزة "تكريمات الفنانين" عن مجمل مسيرته الفنية التي تمخضت عن أكثر من 100 فيلم سينمائي لعب فيها دور البطولة جميعها، وذلك على مدى خمسة عقود ويزيد.
كما وتم تكريم الفنانة الهندية آشا بوسلي عن تألقها في الغناء بعشرات الأفلام السينمائية.
وتم في الافتتاح نفسه توزيع لجان التحكيم وتسمية رؤسائها وأعضائها وللمسابقات الثلاث على النحو :


لجان التحكيم
ترأس المخرج الأميركي لي دانيالز لجنة تحكيم مسابقة المهر للأفلام الطويلة ومعه الجزائري مالك بن إسماعيل، والمصور الهولندي ليونارد دينتيل، والممثلة الأميركية فرجينيا مادسن المرشحة للأوسكار، واللبنانية نادين لبكي.
بينما ترأس المصري محمد خان لجنة المهر للأفلام القصيرة وللفيلم الإماراتي بعضوية الفلسطينية شيرين دعيبس وكاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد.
وسطع في مقدمة الحضور كوكبة من نجوم العالم والعالم العربي، وكان من بين أبرز الحضور العربي نجوم مصر نور الشريف وميرفت أمين وهاني رمزي ومحمد كريم وأحمد جمال والملحن عمرو مصطفى ولبلبة، وفايز السعيد.
كما وحضر النجم اللبناني وليد توفيق، والنجمة السورية سوزان نجم الدين.


الفن كان هناك واستطلع نجوما في تعليقهم على حضورهم وعلى المهرجان، فأكد النجم هاني رمزي بأنه سعيد لحضوره هذا المهرجان وقال:" أنا دائم الحضور في المناسبات والملتقيات الإماراتية، الثقافية والفنية، وحتى الاجتماعية.. وسعيد جدا بكوني أعيش في هذا البلد في هذه الفترة التي يحيي فيها أشقائي الإماراتيين العيد الوطني لدولتهم".
وتابع:" الدعوة عزيزة وغالية على قلبي ولا يمكنني التفكير لحظة واحدة قبل الموافقة عليها. هنا أهلي وناسي ولا شيء يبعدني عنهم".
وحول تكريم النجم نور الشريف قال رمزي:" تكريم نور الشريف هو تكريم لمصر ولكل العرب، فنور الشريف يمثل مصر والعرب كلهم، وعندما يكرم يكون التكريم لكل ذواق للفن وللإبداع.. نور الشريف رمز للسينما المصرية، فأكثر من 100 فيلم له هو أرشيف بحد ذاته".
وجزم هاني رمزي بنجاح المهرجان أكثر من النجاحات التي تحققت في السابق، معبرا عن ثقته بنجاحهم في السنوات المقبلة أكثر من هذه المرة، واصفا إدارة المهرجان بالمتحولة على الدوام.



أما الفنان والملحن فايز السعيد فاعتبر المهرجان نقطة وعلاقة فارقة في مسيرة الفن والثقافة في العالم العربي.
وقال:" أنا في غاية السعادة في هذا الضوء المبهرج الذي يجعل المرء يعيش سعادة ما بعدها سعادة، من خلال حضوره وتواجده بين كبار النجوم والمثقفين والشعراء والكتاب حول العالم".
وتابعت:" لبيت الدعوة لأكون ضمن العائلة، العائلة الفنية والفكرية التي بيتها الأبرز اليوم هو دبي، ذلك البيت الذي بني أولا بأول حتى وصل إلى مرحلة السكن.. واليوم نسكن كلنا فيه".
واعتبر وجود نصف الأفلام المشاركة ناطقة باللغة العربية انتصار من دبي للأمة العربية ولغتها:" هذا دليل على أن السينما العربية بدأت تدخل مرحلة التحولات المفصلية التي تساعد على البروز عالميا، لأنه لا بروز لأي شيء إذا تخلى عن أهم شيء في أصله واللغة أصل كل شيء عندنا كعرب".
كما ووصف الدورة الحالية للمهرجان بالمتطورة تكنولوجياً معتبرة إياها أكثر إحترافاً من أي وقت مضى.

أما النجمة السورية سوزان نجم الدين فأكدت أنها دائمة الحضور في هذا المهرجان وفي المهرجانات العربية التي تضيف للفن والفكر العربي ما هو مفيد.
وقالت:" مهرجان دبي أبرز ملتقى عربي يطل على العالم، بل يجعل العالم ينظر إلينا كعرب باحترام.. مهرجان يستدعي كل مبدع عالمي في أمسيات ساهرة وراقية كهذه هو مهرجان ليس دولياً وحسب بل مهرجا عالمي بامتياز".
وتناولت التنظيم فقالت:" أبهى حلة وأجمل صورة وأبلغ كلام، هو ما يستحقه المهرجان والإدارة المسؤولة عنه..كل شيء مميز وكل شيء فائق الجودة هنا".
وتناولت الأفلام التي ستعرض في أيام الدورة الحالية للمهرجان فقالت:" كلها أفلام حائزة على أوسكارات وجوائز في مهرجانات دولية مهمة، والأهم أنها تتناول 48 دولة و34 لغة وهذا يعني أنه لا تنويع بعد هذا التنويع".
وعن تكريم نور الشريف وبوسيلي قال:"أمر فارق جدا أن يتم تكريم نور الشريف لأنه يمثل السينما العربية كلها، وأشعر بأنني كممثلة سورية، تم تكريمي من خلال تكريم نور السينما العربية كلها... كذلك بالنسبة للمبدعة الهندية بوسيلي فهي بالنسبة لي أم كلثوم الهند، وكثيرا ما سمعناها تضفي المزيد من الروعة على أفلام هندية رائعة كانت تغني فيها".

يشار إلى أن أيام المهرجان ستشهد عروضاً في مختلف صالات دبي، وسيكون يوم الختام في السابع عشر من الشهر الجاري وفيه ستعلن جوائز المهرجان للدورة الحالية.
وانطلق مهرجان دبي السينمائي لأول مرة في العام 2003 وشهد تطورات وتغيرات مستمرة كانت تأتي أحيانا بتوجيهات من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي، وأحيانا من اقتراحات تتولد من الحوارات التي تجري على هامش كل دورة، الأمر الذي أكد عبد الحميد جمعة، رئيس المهرجان، أنه سيستمر في كل دورة، بحيث لا تشبه دورة من مهرجان دبي دورةً أخرى من المهرجان نفسه.