في ذكرى محاولة اغتيالها الأليمة وضمن لقاء استثنائي وحصري أطلّت الإعلامية مي شدياق في برنامج "متل الحلم" على صوت لبنان 100.

5 مع الصحافية نسرين الظواهرة في حوار جريء وشامل تضمّن أبرز مراحل حياتها الحلوة والمرّة.

بداية تحدثت مي شدياق عن إصرارها على الإستمرار بعد محاولة إغتيالها عام 2005، معتبرة قصة نجاتها أعجوبة كبيرة، وترى أنها ضحية قضية كبيرة وهي حرية التعبير والصحافة الملتزمة والمهنية، إلى جانب قضيتها الأولى "لبنان".

مي تحدثت بألم عن العذاب الذي مرت به بعد محاولة تفجيرها، لكنها أرادت أن تثبت أن الحياة تليق بها وأن الانسان بالعزم والإرادة يبني نفسه من جديد، فبعد 36 عمليّة وفقدانها ليدها ورجلها لم تفقد الأمل في الحياة وبقيت آفاقها واسعة وطموحها كبير، مؤكدة أن كلفة الإنفجار كان للضغط على رئيس مجلس إدارة LBC الشيخ بيار الضاهر "كان بدّون إنو يستغني عن خدماتي" ، لذلك اتخذت قراري بطي الصفحة وبرهنت للجميع أنني لم أتغير ولو بأطراف اصطناعية.

ميّ التي دفعت ثمن جرأتها لا تتنازل عن هذه الصفة التي تميّزها حتّى لو عاد الزمن بها الى الوراء.

فكرة مسامحة القتلة صعبة والأهم بالنسبة إليها أن ينالوا جزاءهم وهي على ثقة تامة بأن قرار المحكمة الدولية سيصدر في النهاية والقتلة سيحاكمون.

"حياتي لم تكن سهلة بل صعبة في كل مراحلها... ولم يقدم إلي شيء على طبق من فضة" في هذه الكلمات اختصرت ميّ مشوارها الإعلامي، مؤكدة أنها بالمثابرة والمناضلة استطاعت أن تثبت نفسها خصوصاً بعد النجاح الذي حققته في برنامج "نهاركم سعيد".

في 3 شباط 2009 قررت مباشرة على الهواء في برنامج "بكل جرأة" تقديم استقالتها وعدم التضحية بكل إنجازاتها خصوصاً أنها لم تكن مقتنعة بالضيوف التي كانت تستضيفهم بعد التضييق من قبل 8 آذار بسبب مناداتها بالمحكمة الدولية التي يحاربونها، وتابعت حديثها بإنفعال: "ظهوري أسبوعيا عبر الشاشة كان يذكرهم بما اقترفت أيديهم" ثم أضافت قائلة :"بعد العذاب والوجع و 36 عمليّة بدي إجي إقبل بضيوف كلن سوا على بعضن مش قاريتون!!".

من جهة أخرى أكدت أنها كانت تحاور الطرفين بمهنية لكن "ما حدا بيربحلها جميل" مواقفة على تهمة المحايدة لطرف بقضية الدفاع عن لبنان في ال2005 قائلة: "في النهاية أصبحت رمزاَ وعندما أطل بأعضاء إصطناعية على الهواء رغماً عني سأوُصف بأنني تابعة لفريق معين "لست أنتِ الرمز بل هم جعلوا منكِ رمزا عندما قرروا قتلك".

ميّ قررت عدم الإستسلام وأسست معهداً للإعلام يحمل إسمها، وقد أثنت على أهمية معهدها من حيث المهنية والتقنية في بناء جيل من الإعلاميين على أيادي متخصصين بارزين. وتحدثت عن بعض المؤتمرات التي تقوم بها مؤسستها، كتنظيم مؤتمر في 13 ديسمبر بحضور "أنوش أنصاري" أول امرأة صعدت الى الفضاء ضمن لقاء حول تجربتها الإستثنائية.

وقد تحدثت بفرح حول ذكرياتها وعن عشقها لعالم التلفزيون الذي دفعها إلى ترك الهندسة لتكون محطتها الأولى في إذاعة "صوت لبنان" التي وصفتها بـ"بيتها الأول" ثم "LBCI" مرحلة إنطلاقتها الفعلية.

اعتبرت ميّ أن إصدارها كتاباً عن عالم التلفزيون في لبنان وتأثيره في السياسة الموثق بـ500 صفحة، هو من أهم إنجازاتها الإعلامية، ذاكرة أن تحضيره استغرق أكثر من 15 سنة.

وعلى الرغم من اشتياقها للتلفزيون ترى أن وجودها اليوم على الشاشة لا يتلاءم مع الخط السياسي الجديد الذي انتهجته المؤسسات، مؤكدة أن الله ألهمها على الرحيل في الوقت المناسب كي لا يقع المحظور في ما بعد.

القضية التي ناضلت من أجلها تحققت لكن بالنسبة إليها فإن الفريق الآخر خطف منهم الثورة، مشيرة إلى أن سبب ضعف فريق 14 آذار هو عدم امتلاكهم لرأي موحد معتبرة في الوقت نفسه أن الديمقراطية قوة. وقد عبرت عن صدمتها من زيارة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى سوريا.

إعلامياً ترى ميّ أننا في عصر الإنحطاط، أفضل محطة LBCI وهي ما زالت الأولى على الرغم من تراجعها على صعيد الرايتينغ لتكون قناة "الجديد" بالأسلوب الجريء الذي تعتمده رائدة وقد دفعت سائر المحطات إلى اللحاق بها.

ختاماً أكدت مي شدياق أنها مع لبنان الواحد لكنها مع الفيدرالية واللامركزية الموسعة التي تعطي كل منطقة إستقلاليتها في ما يخص أمورها الداخلية هكذا تتنافس المناطق على تقديم الأفضل والتحسين على مختلف الصعد.

وقد تمنت في النهاية أن ينتهي التطرّف وأن يعيش لبنان سلاماً حقيقياً يستحقه رحمة بكل شهداء لبنان.