فنانة من الطراز الرفيع صاحبة احساس مرهف يجمع عشق الحبيب بعشق الوطن ليصبحا شخصاً واحداً، هي تانيا قسيس هذه الفنانة الراقية والوطنية 100 بالمئة والتي ابحرت بنا برحلة طويلة من الاغنيات الوطنية فأمتعت الحضور وبرعت بجعلنا نستمتع بالحفل من الألف الى الياء في حفلين أحيتهما على مسرح كازينو لبنان .


غنّت قسيس الوطن وتغنّت به بأرشيفها الفني المقتضب والغني في آن، فعلى الرغم من عدد اغنياتها القليل نوعا ما الا انها تقصدت ان تكون كلها للوطن ولبيروت إذ جعلتنا نحبها أكثر وأكثر ونتمسك بكل حبة تراب من أرض هذا الوطن.

تانيا قسيس التي تربت بعيداً عن وطنها لم تزدها الغربة سوى حباً وتمسكاً به وظهرت تلك الوطنية المذهلة وآثارها الايجابية بشكل واضح في مجموعة الاغنيات التي قدمتها بحضور شخصيات سياسية وفنية نذكر منها الرئيس السابق ميشال سليمان ، السيدة منى الهراوي، ليلى الصلح حمادة ، جورج شلهوب والسي فرنيني وغيرهم.


دخل صوت تانيا قسيس قلب كل مستمع قصد كازينو لبنان ليتمتع باحساسها المرهف وكأنها تقول بكل كلمة "لبنان بلد الجمال والحياة فلا تتركوه".

البداية كانت مع "كلنا للوطن" التي غنتها من دون موسيقى مع شابين يتمتعان باصوات رائعة، وتانيا فنانة عرفت كيف ترسم خطها الفني الفريد من نوعه، خطاً مستقيماً ، نظيفاً وبعيداً كل البعد عن التشويش والفضائح والاستفزاز، هي فنانة محترفة احترم الجمهور صورتها وصوتها منذ البداية وحتى نهاية الحفل فصمته وآذانه الصاغية كانا الدليل الاكبر لذلك.

وبين اللونين الشرقي و الغربي نوعت تانيا وصلاتها الموسيقية وفي كلتا الحالتين ابدعت فقدمت بين الحين والآخر مقتطفات من كلمات الكبير جبران خليل جبران والمبدع امين معلوف.


نعم تانيا قسيس فنانة كبيرة أقولها وكلي ثقة بأنها تستحق أن تكون في الصفوف الامامية ليس فقط لأنها صاحبة خامة صوتية ذهبية بل لانها تعرف جيدا كيف تصل إلى داخل كل فرد من الجمهور. فأطربتنا بمزيج بين آفي ماريا مع صوت الآذان لتجمع ابناء الوطن الواحد تحت سقف واحد وقضية واحدة هي لبنان وفقط لبنان ولتصبح عناوينه الرئيسية الوحدة والتسامح وحب الوطن.


انتهت رحلة تانيا قسيس ولم ينته تعطشنا لفنها وصوتها ورقيها ومن هنا نتمنى ألا يكون هذان الحفلان الأخيرين بل نحن سنكون بحالة عطش دائم للسفر بالرحلة التي وقّعها الابداع لفنانة كبيرة على حجم الوطن.