كارلوس عازار فنان لبناني متألق، نجح في التمثيل والتقديم وفي الغناء ايضاً ولم تضيع هويته الفنية لانه رسمها باحتراف كبير، يهوى عمله ويقوم به بشغف، لا تهمه النوعية على حساب الكمية.

كارلوس امتاز بموهبته الكبيرة وبوسامته وبحضوره الملفت، لعب العديد من الادوار، وتنقل بين المسرح والسينما والتلفزيون بنجاح كبير، وفي رصيده العديد من الاعمال الناجحة جداً.

شارك مؤخراً ببطولة المسلسل التلفزيوني الرمضاني"عشرة عبيد صغار"، وانتهى من تصوير بطولة فيلم"فيتامين" ،ومعه كان هذا الحوار الشفاف والصريح.

كارلوس عازار ستطل على مشاهدي السينما بفيلم فيتامين بدور البطولة وهو من النوع الكوميدي، لخص لنا تجربتك فيه خلال التصوير؟

ظروف ولادة الفيلم كانت مريحة جداً ان كان من ناحية القصة، والانتاج والكاستينغ، والاخراج، وبالتالي سيلمس المشاهد هذه الراحة حتما من خلال مشاهدته للفيلم و،دوري جميل ولو لم يكن جميلا لما قبلت به، فأنا لا ابحث عن الكمية بل عن النوعية، لقد عملت فيه على التفاصيل الدقيقة ، وبامكاني اختصار الموضوع بأن الدور جديد بكل المقاييس.

الملفت انك وكما نجحت في التراجيديا نجحت في الكوميديا. الى اي درجة تعيش الدور وتدخل الى اعماق الشخصية لتأتي النتيجة كما ترضيك انت قبل ان ترضي المشاهد؟

انت قلت شيئاً مهماً خلال طرحك للسؤال "بتفوت على داخله" وعندما ادخل الى اعماق الشخصية والدور، أول ما افكر فيه هو تفاصيل هذه الشخصية والدور، من اين اتت ما هي خلفيتها ومعاناتها مم يخاف ماذا يحب، انا بالنسبة الي مجموعة التفاصيل هي التي تكمل الادوار وتحولها من شخصيات ورقية الى شخصيات حقيقية والا سيقع الممثل في التكرار الذي احاول دائما الهروب منه من خلال خلق هوية خاصة لكل شخصية اقدمها على الشاشة ان كان بطريقة الاداء او الشكل ،لهذا عندما تتابع ادواري لا ترى اي وجه للتشابه، فأنا حريص على ان لا اقدم اي عمل يشبه الاخر.

ولكن الى اي مدى مساحة الاختيار كبيرة، ففي لبنان المنتجون قلائل والانتاج المحلي محدود نوعا ما على الرغم من الزيادة الملحوظة في انتاج الاعمال المحلية في الاونة الاخيرة؟

انا اختار ما اراه مناسباً لي، "حرية الاختيار عندي كبيرة"، لا استطيع قبول أي دور لمجرد التواجد، بنيت اسمي بتعب وانا حريص على البقاء في المكانة التي وصلت اليها وعلى التقدم الى الامام اكثر واكثر "ما فيني قدم دور ما قنعني وما حبيتو، اذا انا ما حبيتو كيف بدو يحبو الجمهور".

الا تخاف من زعل المنتجين عندما تقول لهم كلمة "لا" على دور او عمل معين؟

ومم ساخاف، اقول "لا" عندما لا اقتنع بالدور او بالعمل او بالقصة، "ليه بدو يزعل مني المنتج؟ انا ما عم قول لاء لاني ما بحبو"، انا اقول لا عندما اشعر ان العمل المعروض علي لن يقدم لي اي جديد، وعندما اشعر بأن العمل سيضيف لي بالطبع اوافق عليه من دون اي تردد، "بقول لاء اكيد وما لازم يزعلوا مني"، نحن من المفترض اننا وصلنا لمكان ما تخطينا فيه الامور الشخصية وذهبنا اكثر صوب الاحتراف.

ولكن كما تعلم في لبنان هذه الحزازيات موجودة وبقوة.

موجودة نعم، ولكنني احاول قدر الامكان ان اعبر عن رأي بوضوح وصراحة ومن دون ان اتسبب بزعل احد "بحس انه في شي بقدملي وفي شي ما بقدملي" ولهذه الاسباب لست كثيف الظهور في الاعمال الدرامية، احب ان اختار اعمالي بعناية ودقة.

هناك نهضة في السينما اللبنانية، شاهدنا في الفترة الاخيرة مجموعة كبيرة من الافلام بنجاحات متفاوتة طبعاً، الى اي درجة تعتبر صناعة السينما المحلية مهمة للممثل اللبناني؟

احب توصيفك الاول "نهضة السينما" ولكنني لن اتفق معك بانها اصبحت صناعة، بالنسبة لي في الوقت الراهن لا يوجد سينما لبنانية، هناك سينما في لبنان والفرق شاسع بين الاولى والثانية، فهناك محاولات فردية بما معناه ان المنتج يجرب حظه كل عام او عامين بفيلم سينمائي وهم قلائل، وهناك تجارب سينمائية اخرى يأتي تمويلها من الخارج، لذا يمكننا القول ان لبنان يشهد محاولات سينمائية وليست صناعة سينما ولأسباب عديدة، فمن الضروري أن ترتبط الصناعة بدعم الدولة لتستطيع ايجاد سينما لبنانية ناشطة ومدعومة من دولتنا ومن وزاراتنا.

فلتدعم الدولة والوزارات الامور الحياتية اليومية في البداية.

(يضحك)، لنبدأ من هنا في البداية، علنا نصل الى امور اخرى مهمة ومفيدة ايضاً، وبالعودة الى قصة السينما يجب ان اضيف اننا وعلى الرغم من كل ما قلته سابقاً نحن نقدم تجارب سينمائية مميزة، هناك افلام عديدة حصدت جوائز محلية وعربية وعالمية مثل نادين لبكي، جورج خباز كتمثيل وكتابة، ومؤخراً فيلم"وينن" حصل على جوائز عديدة ايضاً، هذه الاخبار تفرحنا كممثلين. انا اعتبر ان السينما اللبنانية بدأت تخطي خطوتها الاولى في الالف ميل وهذا شيء مشجع.

قدمت مع ماغي بو غصن مسلسل"ديو الغرام" والان تتشاركان بطولة فيلم"فيتامين"الى اي مدى يؤدي هذه الانسجام بينكما لاعمال ناجحة؟

الانسجام بيني وبين ماغي بدأ من خلال برنامج "ديو المشاهير" عبر شاشة الـlbciولو لم يكن هذا الانسجام موجوداً بيننا من البداية لم يكن لينتج عنه مسلسل هو"ديو الغرام" ولو لم يرسخ هذا الانسجام في قلوب المشاهدين كثنائي ناجح لما كان نتج عنه فيلم سينمائي جديد هو"فيتامين"، بالنسبة لي عندما يتلاقى ممثلان اثنان على نفس الموجة الفكرية والانسانية تكون الثمرة علاقة واضحة وناجحة جداً تلفزيونياً وسينمائياً ومسرحياً ايضاً، اضف الى كل ما ذكرته اننا اصدقاء حقيقيون، انا وماغي وزوجها المنتج جمال سنان.

هل ستقدمان ديو جديداًَ في الفيلم؟

"مش رح خبرك"، ساتركها مفاجأة ربما نعم و ربما لا.

هل سنشاهدك في اعمال تلفزيونية قريبة، فانت كانك مبتعد ولم تقدم في الفترة الاخيرة سوى "10 عبيد صغار"؟

لا لم ابتعد ، وكما ذكرت انت قدمت في رمضان "10 عبيد صغار" وحصد نجاحاً كبيراً عند عرضه، انا لست من استراتجية الممثلين "اذا فتحت الميكروييف بتلاقيهن قدامك". انا كل عام اقدم عملاً ولكنك لن تراني في العديد من الأعمال في الوقت نفسه، لأن المشاهد يضيع في تعدد الشخصيات التي يقدمها الممثل في اعماله اذا عُرضت في الوقت نفسه، ومن الضروري ان يشتاق الجمهور اليك وإلى اطلالاتك، "يشتقلك شوي مش كثير ، مش تغيب عنه ثلاث سنين وترجع". حالياُ بين يدي اكثر من نص اقوم بقراءته بين لبناني وعربي، التصوير موزع بين لبنان والخارج. جميل جدا ان اقدم مسلسلاً واحداً في السنة او فيلماً يرضيني ويكفيني، يقدمني بالصورة التي احب ان اظهر بها.

هل انت راضٍ عن ردود الفعل حول"عشرة عبيد صغار"؟

نوعية مسلسل "عشرة عبيد صغار" من النوعية الخطيرة جداً لانه وبكل بساطة ليس من النوع المألوف تلفزيونياً، التلفزيون يتطلب المسلسلات الدارجة حالياً كقصص الحب ، "عشرة عبيد صغار" كسر هذا الخط فهو من النوع الذي يقدم مرة كل سنوات عديدة، ردود الفعل حوله كانت متفاوتة جداً، هناك الذي لم يحب المسلسل لانه معتاد على نوعية معينة وهناك من أحبه "لانه كان عبالوا يشوف شي جديد".

وهناك من انتظركم "على الكوع" كما نقول في لبنان، لان المسلسل ارتبط بذاكرة الكبار والصغار بسبب اعادته المتكررة على نلفزيون لبنان والتي اتاحت هذه الاعادات لكل الاجيال مشاهدته.

من البداية قلنا ان المقارنة لا تجوز لاسباب عديدة اهمها ان العمل تم تصويره من حوالى الـ40 سنة بالابيض والاسود وبتقنيات محدودة في ذلك الوقت، اليوم تناولنا الفكرة في اطار مختلف جداً من حيث النص والتفاصيل المسلسل القديم مدته 13 حلقة والجديد مدته 30 حلقة فتم ادخال عناصر جديدة، برأيي المنطقي، المقارنة لا تجوز بين العملين، ولكن باللاوعي العالم ستقارن بينهما لانه ما يزال في الذاكرة ولانه ولغاية اليوم ما يزال عرضه مستمراً. انا وبكل صراحة راضٍ تماما عنه كعمل درامي ضخم.

طيب ما هو رأيك ببقيم الاعمال اللبنانية والعربية التي تم عرضها في رمضان الماضي بالتزامن مع عرض "عشرة عبيد صغار"؟

بصراحة لم أتابع الأعمال الاخرى كما يجب، لم استطع المتابعة بسبب انشغالاتي.

هذه اجابة الهروب؟

ابداً، ولكنني لن اسمح لنفسي بتقييم اعمال لم اشاهد منها سوى بضعة حلقات.

كارلوس كما نجحت في التمثيل كذلك نجحت في الغناء، هل وقعت على سهرة رأس السنة؟

شكراً لك على هذا الاطراء الجميل، الحمدالله على كل شيء وله الفضل الاول في كل نجاحاتي، في رأس السنة ساكون في الأوريزون جبيل وهناك كلام عن حفلة ثانية ايضاً.

(ممازحاً كارلوس)، مشي سوقك كمطرب، صوتك جميل حضورك محبب، اغنياتك جميلة؟

اي مشي وكثر"يضحك ويتابع" :العالم اقتنعت، وعندما تقتنع الناس تكون قد ساعدتك بقطع نصف المسافة، والاهم ان تعرف كيفية اختيار الاغنيات التي تليق بصوتك، وتعرف كيف تقدم نفسك كمطرب.

كارلوس عازار شكراً جزيلا لك، ونتمنى لك التوفيق الدائم.

شكراً لك ولموقع"الفن" الذي يتابع كل شيء اولاً باول.