المعرض التشكيلي الجماعي الذي استضافته "غاليري Exode"، الأشرفية تحت عنوان"Colors through the fog"، الإنعكاسات المرئية الظاهرة والباطنة، لخط الضوء وخط الظل وخط التمازج بين المكشوف والمخبوء، وذلك عبرالريشة والعدسة، حيث تضاء الطبيعة المستلهمة في اللوحات التشكيلية والفوتوغرافية بأبعاد جمالية باهرة، تستكشف الذات بتأملاتها، والعقل بأبحاثه وتساؤلاته، والرؤية بمكنوناتها الماورائية المتوارية عن العين المجردة.

مصوران فوتوغرافيان هما، رمزي صالحة ومريم حجيج، وخمسة فنانين تشكيليين، هم: كريستال وهبي، نينا أبو زيد، ايلي جرجس،جو سلوم، وشانتال منعم، قدموا للمتلقي أعمالهم الخلابة العميقة السبر والدلالات، وشكلوا حالة تجانسية جمالية، تقوم على أسس ومفاهيم بصرية وعقلية وتصويرية، تتوخى إيصال عناصر الفن والشعر والموسيقى والفكر من خلال رصد الطبيعة واحتواء العلاقة المتصلة بين حواس الإنسان، ومؤثرات الوجود.

الفنان رمزي صالحة، قدم ست لوحات فوتوغرافية عن غروب الشمس في حالاتها المتحولة في جوف السماء، وقد تميزت هذه الصور بالتقاط شاعري عميق لحُزم ضوئية باهرة، ولخطوط متدرجة في عالم الأفق الضوئي، وفي عالم الضباب المثير لفضول العين والعقل معاً، وقد أحيا سهرة شعرية مع توزيع للCD، وقام بسرد الشعر مباشرة.

الفنانة مريم حجيج، صورها تصطاد بعين الصياد اللماح لكل ما هو حسي وانساني وطبيعي، فعدستها مزودة بشاعرية فائقة، وبدلالات فكرية تستدرك الرمزي من قلب الواقعي، وهي في اعمالها الملتقطة بالأسود والأبيض، وبالألوان، تأتي بالتأثير والغاية الدلالية الرائعة على حد سواء.

الفنانة كريستال وهبي، لوحاتها السوريالية المشغولة بتقنيات الأكليريك، تفيض بتجريديتها القوية الحضور والإيعاز، سواء بالخط التشكلي للوجوه، أم بالرصد الملوني للحالات، فيما الشحنة الفكرية والباطنية للذات والمجتمع لها سياق توزيعي في الألوان والخطوط والملامح، فائق التأثير الرؤيوي، بحيث يحث المتلقي على التفكير في البعد الماورائي للصور .

الفنانة نينا أبو زيد، لوحاتها الصغيرة والكبيرة المشغولة بتقنيات الأكليريك تستحضر موسيقى الجاز والوجوه والأشياء بتحكم جمالي قوي بالمسافات البعيدة والقريبة، وبالألوان الحارة والهادئة، حيث تكبر الأبعاد وتصغر الأحجام، والعكس بالعكس، وفي ذلك دلالة شاعرية وفكرية عالية الإستحضار والإنخطافات البصرية والسمعية أيضاً.

الفنان ايلي جرجس، لوحاته المشغولة بتقنيات الميكس ميديا "الرمل وأوراق الشجر والزهر" والملونة بجمال القوة، أوبقوة جمالية، تغتني بموضوعات انسانية وطبيعية مستمدة من عين العاصفة التي تحول حركة الشجرة ومِلْوَنتها إلى حالة تتمايل فيها إيقاعات اللون الصاخب، وتتهادى فيها مكنونات البصر السارح في معنى التحولات.

الفنان جو سلوم، للوحاته المشغولة بتقنيات الزيت والأكليريك طبيعة هادئة على قوتها، قوية على هدوئها، خلابة الإنسياب على طريق الأشجار، وعلى ضفاف المياه، وعند ذاكرة التاريخ والقلاع، خصوصاً قلعة صيدا، وتغدو ريشة سلوم ريشة شاعر يرسم القصيدة، وريشة موسيقي يضع لحناً آسراً للوحاته، وينشر الألون بإيقاعات رومانسية.

الفنانة شانتال منعم، تتميز لوحاتها بالملونة المتجانسة الضوء والضباب، حيث مرئية الضباب تتعلق فكرياً وتصويرياً بمرئية الفضاء، وهنا تتوسع الرؤية الفنية البصرية لشنتال، لتسبر كنة العلاقة بين أضواء الفضاء، وبين ألوان التراب، في نظرة حسية وانطباعية ساحرة.

ويستمر المعرض حتى 30 تشرين الأول الجاري.