من بلاد دجلة والفرات، من عنفوان النخيل الشامخ في سماء العراق، سطع نجمه، وصنع من أصالة الطرب العربي منحوتته الفنية وهي "السنطور"، وتخصص بها، واكتشف من خلالها لوناً جديداً في الموسيقى.


لم يبخل الدكتور العراقي في علم الموسيقى على جمهوره بالعزف فقط، بل لحن، وكتب كلمات أغنياته وقدمها بصوته العذب، هو الفنان العراقي باسل الجراح ، الذي أحيا ليلة فنية مميزة في المركز الثقافي العراقي حملت عنوان "أنغام من التراث الغنائي العراقي".

بدأ الحفل بكلمة ترحيبية من الزميلة وداد حجاج بالحضور، من ثم قدم الجرّاح باقة من أجمل اغنيات التراث العراقي، وأخرى لحنها وكتبها فكانت سهرة طربية أعادت الصورة الحقيقة للعراق، فقدم الحجار بداية عزفاً على "السنطور" لأغنية "طلعت يا محلى نورها"، ومن ثم قدم موال "عيرتني بالشيب"، "حياك"، "سلام على دار السلام"، "ع مهلك رد"، و"اشكيلك همي".. وغيرها من الأغنيات التي أمتعت الجمهور.

وعلى هامش الحفل كان لموقع "الفن" مقابلة مع الفنان باسل الجراح .



ماذا تخبرنا عنك وعن فنك؟

أنا عازف على آلة السنطور وهي آلة غريبة قياساً مع باقي الألات وهي مزيج من القانون والبزق والساس، وخليط متجانس جميل جداً، ولا يمكننا ان ننكر ان العازف هو من يبدع بالآلة ويستطيع ان يخرج منها اسرارها.

لماذا اخترت هذه الآلة بالتحديد؟
أنا مدرّس لهذه الآلة في احدى المعاهد الموسيقية في العراق، وأنا كنت من المجتهدين على هذه الآلة ايام دراستي في المعهد الموسيقي الذي تخصصت به لدرجة انني قدمت على هذه الآلة في السنة الثانية من دراستي من أصل ست سنوات موسيقى تصويرية لفيلم عراقي، وفي الصف الثالث قدمت موسيقى تصويرية لمسرحية لأحد كبار المخرجين العراقيين قاسم محمد، وهذا التميز منذ البداية جعلني أتفاعل مع السنطور وهي آلة ليست سهلة ويجب على العازف ان يعاند نفسه كي يبدع.

تعاملت مع أسماء كبيرة في العراق؟
تعاملت مع مطربي المقام أمثال: يوسف عمر، عبد الرحمن فضل، حسين العربي وغيرهم من الأسماء، وقدمنا حفلات مميزة وهي بصمات جميلة وتاريج مشرف لي.

هل الوضع الفني في العراق يتأثر بالوضع السياسي هناك؟
طبعاً الظروف تؤثر على المستوى الثقافي للمجتمع، لكن الميزة في العراقي انه يعاند ويكابر ويسعى لتقديم شيء مميز.

ما هي رسالتك؟
لكل فنان رسالة، وهذه فرصة لي اليوم انا ازور لبنان وأتعرف من خلال هذه الزيارة على الجمهور اللبناني، ويجب أن نتعرف على الحياة الجميلة هنا كي أبدع أكثر، ورسالتي هي أن أتعرف على الثقافات وأبدع من خلال ما أراه في الموسيقى، وطبعاً كل فنان هو انعكاس لثقافة بلده.