هي رحلة 47 عاماً قادها الصحافي الياس حداد بقلمه وقلبه النابض ، فعاصر كبار الإعلاميين والفنانين ورافقهم في الزمن الأحب إلى قلبه "الزمن الجميل".

رحلة حب وشغف وكواليس جميلة وضعها حداد في كتابه الأخير "أنا والصحافة والنجوم" الذي وقّعه في كنيسة مار الياس الجديدة - أنطلياس بحضور حشد كبير من أهل الفن والصحافة والإعلام والمحبين ، منهم الفنانون إيلي شويري ، جاكلين ، الياس الرحباني ، وسام الأمير ، ميشلين خليفة ، جورج الصافي ، نقولا الأسطا ، شادي جميل ، والإعلاميون هشام حداد ، طوني بارود ، ريما كركي ، ليليان ناعسي، الشاعر ميشال جحا ، الممثلة كارلا بطرس ، نقيب المحررين الياس عون ، متعهد الحفلات طوروس سيرانوسيان...

موقع "الفن" إلتقى حداد في هذا الحوار .

مبروك كتابك "أنا والصحافة والنجوم" ، هل نسيت أحداً وتذكرته بعد طباعة الكتاب؟

شكراً وأهلاً بك ، أنا أعرفهم جميعهم إذ وصل عددهم إلى 300 شخصاً وكان عدد صفحات الكتاب سيصل إلى 1000 فإضطررت إلى أن أحذف بعضاً من الأسماء ، ولكنني حزنت كثيراً لأنني أحسست كأنني أقتطع شيئاً حميماً مني ، حتى وصل عدد صفحات الكتاب إلى 624.

لماذا لم تقسم الكتاب الى جزأين؟

نصحني البعض بأن أقسمه إلى جزأين ولكنني إذا فعلت ذلك فسيقرأ الناس الجزء الأول منه لأنه يحوي أسماء كبار الفنانين وسوف يتركون الجزء الثاني، فإختصرت عندها وتركت الذين عايشتهم أكثر من غيرهم وأعرفهم جيداً، ربما تكون التكملة في كتاب آخر أو برنامج تلفزيوني أو حتى إذاعي .

هل دعيت الكل إلى حفل توقيع "أنا والصحافة والنجوم" وهل لبّى جميعهم الدعوة؟

لا لم يأتوا جميعهم مع أنني دعوت الكل .


كباراً وصغاراً ؟
ليس عندي صغار ، بالنسبة لي كل الفنانين كبار "في كبير وفي أكبر ما في صغير" ،الصغير ليس لدي عمل معه ، جميعهم كانوا بالنسبة لي فنانين مهمين.


وصغار السن ؟
"قول كل نجمات الغناء صغار بالعمر".

لماذا لم يحضر جميع الذين دعوتهم إلى حفل توقيع "أنا والصحافة والنجوم" ؟

هذا الأمر يتعلق بالوفاء"الفنان وفِي أو مش وفِي مع الصحافة"، وسوف أعطيك ثلاثة نماذج، النموذج الأول يمثل الفنانين الكبار إتصلت بهم وأخبرتهم أنني ذكرتهم في كتابي في 10 أو 12 صفحة "على شرط مش قابل منن فنجان قهوة ، شَدّد عليها هيدي ، كلّن سوا وهيدا كلام بدّو يوصلّن كلّنمش شارب فنجان قهوة ع حساب حدا منن كلّن سوا هول ،هيدي شو بتسميها؟".

النموذج الثاني هناك فنانون كبار لا تسمح لهم ظروفهم أو عملهم بالحضور ، ولقد أرسلت لهم الكتب إلى بيوتهمبالتاكسي "ما لقطوا التلفون قالوا شكراً"، أما النموذج الثالث فهم الفنانون الكبار المتوفون إتصلت بذويهم أو أقربائهم وقلت لهم إني ذكرتهم في الكتاب فلم يأتوا "حتى في فنانين ما عندن وفا لذاتن ، هول تلات نماذج وإنت شوف مين إجا ومين ما إجا".

يُشاع دائماً أن الصحافيين يتقاضون المال من الفنانين لقاء ما يكتبونه عنهم ، برأيك هل كانوا ليحضروا لو كنت قبضت منهم مالاً؟
"لو قابض منن ما بيهمني يجوا ساعتها كان واصلي حقي ، أنا بزعل لاني مش قابض منن وما إجوا" يعني على الأقل كان يجب أن يأتوا ويروا ماذا كتبت عنهم .

لماذا هناك بعض الفنانين يلهثون وراء من الصحافي الذي يدفعون له؟

"بيصير بيشتغل عندن ، ما في حدا بيقبض مصاري غير ما بدو يبيع حالو يعني بيشتروه"، للأسف هناك صحافيون هذه الأيام ، لم يكونوا بهذه الكثرة في الماضي، يعملون لدى الفنان بحجة مكتبه الإعلامي وحجة مرافقته ، فأصبح لدى كل فنان 3 أو أربعة صحافيين، "الصحافي اللي ما بيقبض وحر مش كتير عَسلة ع قلبن" علماً بأنه يكون بالنسبة لهم موضع ثقة و"بيكون معروف شو كاتب عنن بحياتو وشو شايفين ببيوتن وشو بيعرف الصحافي أسرار عن الفنانين وما بيحكي".

وضعت في هذا الكتاب 47 عاماً من علاقتك بالصحافة والنجوم
وضعت فيه جزءاً من خبرتي، أنا كتبت مقالات بمواضيع عديدة منها إنتقادية وتحليلية.. وفيها عبارات جميلة كانت كتحية لهؤلاء لفنانين ووضعت في هذا الكتاب هذه التحية ، وهذا لا يمنع أني إنتقدت هؤلاء الفنانين في مقالات ثانية ، كما أني كتبت عن أغانيهم وأعمالهم بجهة تانية .


يعني قدمت في هذا الكتاب الصورة الجميلة عن الفنانين وتركت الصورة الإنتقادية

نعم وما زال هناك مواضيع كثيرة وقضايا فنية وأشياء لا يعلمها الناس في ما يتعلق بتحليل أغانٍ وألحان وأمور شخصية وبحث ونقد "أنا على فكرة منحاز للزمن الجميل".

هل ما زالوا موجودين على الساحة الفنية؟

موجودون بالإسم ولكن ليس هناك عطاء ، إنتهى الزمن الجميل .


ماذا على الشخص أي يكون حتى يستطيع الإنتقاد؟

هناك فئتان للنقد ، النقد التخصصي أي إذا أردت أن أحضر مسرحية لأنتقدها يجب أن أعرف ما هو المسرح، وإذا أردت أن أشاهد أفلاماً سينمائية يجب أن أكون على علم ودراية بالسينما وبالاخراج والسيناريو والتصوير والمؤثرات الصوتية والضوئية، إذ يجب علي أن أعرفها كلها، ويوجد ناقد آخر ينطلق من خبرته وتجربته بموضوع النقد ومن الذوق العام ، "يعني أنا وقت بدي إنتقد حالة فنية ما بدي روح إتخصص برّا بالحالة الفنية" فأنا أعرف أن هذه المطربة غنّت على المسرح بشكل غلط ، وأعرف أن هذه الأغنية كلماتها رديئة وأن هذا المسلسل يعالج أموراً خطأ فربما يروّج للخيانة وتعاطي المخدرات والحرب فأنا ناقد من هذه الفئة "إذا أنا 47 عاما بالصحافة وبهالمجال ما رح إقدر إنتقد مطرب أو برنامج تلفزيوني أو أغنية؟".

ما هي المشاكل التي واجهتك بسبب كتاباتك؟

"ما في مشكل أنا وحدا ولا محاكم ولا شكوى".


ألا يوجد زعل ؟

هناك زعل .

مستمر؟
"إي في زَعلات بعدها، ما فيك ترضي الكل، في فنانين ما بيقبَلوا".

لماذا إخترت ألا تذكر في كتابك خلافاتك مع أهل الفن والصحافة ؟
أنا ذكرت في مقدمة الكتاب أني سأتركها للنسيان، والنسيان يكون غفراناً لهذه الذنوب سواء أكان الحق عليّ أو معي، لذلك كتبت في كلمتي "أما مشاكلي وتهجّمي وهجومي ونقدي لكثير من الفنانين فتركتهم للنسيان".

أنت تقول قد يكون الحق عليك أو معك ولكن من يحكم في هذا الموضوع؟
الضمير هو من يحكم ، قد يكون ضميرك الشخصي.

يعني ممكن أن تكتشف لاحقاً أنك مخطئ؟

أجل، ولكنني بالطبع لن أعتذر ، في بعض الأحيان عزة نفسك تمنعك من الإعتذار وقول "أنا غلطان".

كيف يمكنك التعويض إذاً وهل تشعر بالذنب؟

ممكن أن أشعر بالذنب وهذا الشعور يعلّمك "إنو ما بقى تعيدها يعني إنتبه قبل ما تكتب، وطالما أنت كتبت عن هذا الشخص وغلطت معه تندم لأنك كتبت عنه "يعني تصَوًّر".

تندم لمجرّد أنك فكرت بأن تكتب عنه ؟
أجل لأنك فكّرت به وبِعمله ولأنك كتبت عنه "هو خَلّاك تكتب عنّو وغلطت بتندم لأنك كتبت عنّو ، مش خَرج تكتب عنّو".

بعد 47 عاماً من العمل إذا طلبت منك أنت تُكمل عبارة "أنا والصحافة والنجوم" بماذا تُكملها ؟

أنا والصحافة والنجوم والندم، أنا لست نادماً لأني كتبت عنهم سابقاً لأن الحياة مراحل "أوّل ما بلّشنا أغلبُن كانوا يوقفوا ساعة عالباب لنحكي معن بالشبكة ، يوقفوا بالصف كلمة منا تنزّل واحد وكلمة منا تطلّع واحد وانت بتعرف "الشبكة"، عم بحكيك من حوالى 30 سنة ، عندما كتبت عنهم كنت استمتع بذلك لأننا كنا نعيش مرحلة نسهر فيها وإياهم ونختلط بهم، ونخرج برفقتهم " كانت الخسة زغيرة بعدا براسن" ، ولكني ندمت لأنني ذكرتهم في الكتاب "في فنانين الاضواء بتكشف علين وفي فنانين الاضواء بتعميلن عينيهم ، في كتير ، ما بيعودوا قاشعين ، الاضواء بتعمي اوقات".

ما هي الخلاصة من تجربتك الطويلة وكيف ترى مهنة الصحافة؟
لدي شغف وحب وعشق لمهنة الصحافة "أنا أوّل ما بلّشت بالشبكة يعيّط عليي رئيس التحرير يقللي روح قباض الشك تبعك" ،ليس هدفي الربح المادي، الصحافة كانت وما زالت هواية بالنسبة لي "بعدني بنبسط إني إكتب ، بلتذ إكتب ، ما فكّرت شي مرة أعملها مهنة" ، كنا نتعب ونفرح كانوا يرسلونا إلى صوفر وبحمدون لنجري مقابلة مع راقصة "بالزمانات ع إيام الله يرحم فاتن خوري نروح نسهر ولا معنا فرنك ولا نعرف كيف بدنا نهرب يعني نتبهدل" ولكن كنا سعداء جداً لأني كتبت موضوعاً سيصدر في اليوم التالي في المجلة "أقعد أنطر بياع الجرايد عالطريق تـ شوف إسمي".

أمنية خاصة ؟
أريد أن أرتاح وأقطف ثمار ما عملته ، وهذا الكتاب هو ثمرة من هذه الثمار ، لدي أرشيف كبير مقالات كثيرة وصور كثيرة وحكايات "أمنيتي أقطُفُن هول أنبسط فيهن يعني هيدا أعملو كتاب وهيدا برنامج تلفزيوني وهيدا برنامج إذاعي" ، المادة آخر همي "هيدا الكتاب ما طلّع كلفتو ما فرقانة عندي ، يللي ما إجا ما تلفنتلّو إنو ليش ما جيت مثلاً".


كلمة أخيرة ؟
أشكرك جوزيف وأشكر الزميلة هلا المر وموقع الفن الذي هو رائد بالفعل وأتابعه بإستمرار ، أنتم تعملون ومجتهدون "يعطيكن العافية".