مخرج موهوب وبارع، فعلى الرغم من قلة أعماله التي أخرجها في مسيرته الإخراجية، إلا أنه استطاع أن يصنع لنفسه اسماً لامعاً في عالم الإخراج، أخرج الموسم الماضي الجزء السادس من العمل الجماهيري الشهير "باب الحارة"، إضافة إلى إخراجه الجزء السابع منه ليعرض العام المقبل في شهر رمضان.


حوار مع المخرج "عزام فوق العادة"، يتناول آراءه حول بعض الأمور المتعلقة بمسلسل "باب الحارة"، وبجزئه السابع.

بدايةً، ما تقييمك للجزء السادس من مسلسل "باب الحارة" ؟
الجزء السادس جاء ليجسد استمراراً للنجاح المبهر الذي حققته سلسلة أجزاء العمل الخمسة السابقة، حيث حقق كما تعلم ويعلم جميع المهتمين بالدراما نسبة متابعة كبيرة جدا، برأيي، العمل كان ناجحا في جزئه السادس، وهو أمر طبيعي قياسا بأهمية العمل التي يتمتع بها بين الأعمال السورية.

هل قيّدتك جوانب معينة على إعتبار أنك قدمت لاستئناف العمل ومتابعة ما أنجزه أشخاص قبل مجيئك؟
لا، على الإطلاق، كنت أتمتع بكامل الحرية في العمل، والعمل الإخراجي عمل هام جدا إن لم يكن العمل الأهم في إنتاج أي نوع درامي وفني، وأنا كنت أتمتع بكافة الصلاحيات، حيث وضعت لمساتي على العمل، وحرصت كل الحرص على إخراج العمل بحلّته التي شاهدتموه من خلالها، والحمد لله، وفقنا في العمل الذي نال إعجاب جميع المشاهدين الأعزاء.

لكن، يقال إن تغيير المخرج في العمل يؤثر سلباً وإلى حد كبير على سير العمل، ما هي قراءتك لهذه الفكرة ؟
أنا لا أرى أن هذه الفكرة دقيقة، على أقل تقدير من ناحية مسلسل "باب الحارة" الذي أشرفت على إخراجه خلفاً لمخرج آخر، حيث أن فكرة العمل هي ذاتها، والمحاور محددة، والأفكار المتنوعة التي يتناولها العمل بقيت على حالها، ومن جهة أخرى، إن كان هناك تأثير يذكر، فأعتقد أنه إيجابي، وأستند هنا إلى التنوع في الأفكار بين مخرج وآخر، وهذا ما أعتبره مكسباً للعمل من وجهة نظري.

برأيك، إلى أي مدى أثرت وفاة الممثلين الأربعة الكبار الذين شاركوا في أجزاء سابقة من العمل؟
لا شك في أن النجوم الذين فارقونا تركوا أثرا كبيرا على الدراما السورية بشكل عام، وليس فقط على مسلسل "باب الحارة" الذي افتقدهم كما افتقدهم الجمهور العريض الذي تابع العمل، حيث قدم أولئك النجوم أدوارهم بشكل رائع جدا، وحققوا إضافة كبيرة للعمل، وغيابهم جعل العمل يفقد شيئا من بريقه، لكن، بفضل النجوم الذين يشاركون حاليا في العمل، استطاع العمل أن يتجاوز هذه العثرة الصعبة، وأوجه من خلالكم تحية حب وتقدير لأرواحهم الغالية، رحمة الله عليهم.

وماذا تقول بخصوص النقد الشديد واللاذع الذي وجهه عدد من نخبة نجوم الدراما السورية، والتي خصوا بها "باب الحارة" حتى ما بعد الجزء السادس؟
لا أحد يمكنه أن ينكر أن العمل حقق جماهيرية كبيرة جدا، حيث وصل إلى درجة من المتابعة اكتسح من خلالها باقي الأعمال التي كانت تعرض إلى جانبه في المواسم السابقة، فعندما غاب العمل في أحد المواسم، اعترف عدد كبير من النجوم بأن غيابه يشكل جانباً إيجايياً لباقي الأعمال التي تنفست بغيابه، وهذا بحد ذاته كفيل بالحكم على العمل بالنجاح، لكن النخبة التي نقدت العمل، نقدته نتيجة اعتبارات خاصة بهم، وأنا أحترمهم وأحترم آراءهم لأنهم أبرز المتواجدين في الوسط الفني الأول عربيا، لكنني شخصيا، أختلف إلى حد كبير مع من ينتقدون "باب الحارة"، وأقول لهم بأن مجرد التحدث عن الجماهيرية الكبيرة التي حققها العمل، يكفي للتعبير عن مدى نجاحه.

جلّ الانتقادات جاءت نتيجة إعتبار الكثيرين أن العمل يسيء لدمشق، ما رأيك ؟
أود هنا أن أذكّر جميع من ينتقدون العمل، ويرون أنه يسيء لدمشق، بأن العمل يتناول أحداثا تدور في بيئة افتراضية، تم تصويرها في حارة من حارات دمشق القديمة، وتتحدث عن فترة زمنية معينة، لكن، أن نقول أن العمل يسيء لدمشق، فهذا أمر مبالغ فيه إلى حد كبير.

وماذا تقول لمن يقولون بأن مسلسل "بواب الريح" يفوق مسلسل "باب الحارة"، وخصوصاً في جانب التوثيق؟
نحن في "باب الحارة"، لم نعتمد على التوثيق إطلاقاً، فغاب التوثيق في العمل، وحل محله الخيال الذي نسج أحداثا في حارة دمشقية قديمة، وأكرر وأقول أن "باب الحارة" يتناول أحداثا افتراضية في بيئة افتراضية، والشخصيات افتراضية أيضاً، لكن في النهاية، لا بد من الاعتراف بأن رأي الجمهور هو الأهم بالنسبة الي، وهو الذي فضّل "باب الحارة" على جميع الأعمال الأخرى.

دعنا نفتح ملف الجزء السادس، هل من جديد يحمله الجزء الجديد؟
إنتهينا من إنجاز مراحل تصوير العمل قبل نهاية شهر رمضان الكريم بيومين، وأصبح العمل جاهزا للعرض، وهناك البعض من المتابعين يتحدثون عن مفاجآت سيحملها العمل، وهذا الكلام غير دقيق، فالعمل يحمل المفاجآت من ناحية الإثارة والأحداث الممتعة والشيقة فقط.

وهل هناك عائلات جديدة في العمل كما يروج البعض؟
لا، ليست هناك أية تعديلات فيما يخص جانب العائلات التي يقوم عليها العمل، لكن، وكما اعتاد المتابعون في كل جزء جديد من "باب الحارة"، توجد شخصيات جديدة تدخل في مجريات العمل، وهذا الأمر ضروري كي يتناسب مع الأحداث الجديدة التي يحملها المسلسل، وأعتقد أن جمهور العمل سيعجب بما سيطرح في الجزء السابع من أحداث ومجريات.

يقال أيضاً أنكم وصلتم زمنياً إلى فترة الاستقلال، ما مدى صحة هذا الكلام؟
لم نجتز الفترة الزمنية التي تناولها العمل خلال أجزائه السابقة، وما زلنا نتناول مجريات دارت في فترة قريبة من فترة الإستقلال، وهي فترة ثلاثينيات القرن الماضي، ولا أخفيك أنني لا أحبذ التحدث كثيرا عن العمل، حيث سيعرض على الشاشة، والجميع سيرون ما أنجزناه خلاله.

الأعمال الدمشقية طفت مؤخرا على السطح بشكل ملفت للنظر، ما هو تقييمك لمجموعة الأعمال التي تم إنتاجها في السنوات القليلة الماضية؟
الأعمال الدمشقية أعمال رائعة جدا، وهي تقوم بتسليط الضوء على الحياة التي كان يعيشها الناس في أعرق مدن التاريخ، وأقدم عاصمة في العالم، كما تصور الخصال الحميدة التي يتمتع بها الناس في فترة زمنية هامة جدا من تاريخ سوريا، والجانب القومي فيهم، واستعدادهم للتضحية في سبيل الوطن، لذلك، فالأعمال الدمشقية تعطي دمشق حقها من ناحية تصوير تاريخها الرائع، ولا أرى عيبا في الإكثار من إنتاجها، طالما أنها تحمل الأفكار الجديدة .

ختاماً، كيف كان تقييمك لتجربتك الأولى في عالم الإخراج الدرامي؟
ليست تجربتي الأولى في الإخراج، حيث سبق لي وأخرجت أعمالا وأفلاما قصيرة في كندا، إضافة إلى عملي كمساعد مخرج مع المخرج "بسام الملا"، وعملي كمساعد مخرج أيضا في مسلسل "دنيا" مع المخرج عبد الغني بلاط، والحمد لله، أنا راضٍ عن عملي في الإخراج، ومحبة الجمهور لي هي أبرز أهدافي وأمنياتي.