طوني عيسى ممثل مبدع إن مثل، ومتكلم صريح إن حكى، على الرغم من تعدد الوجوه والشخصيات التي يقدمها في الدراما، الا انه في الحياة لا يمتلك سوى وجه واحد وشخصية واحدة.

وكبراعته في الاداء التمثيلي هكذا يبرع بوضع النقاط على حروف اجاباته من دون "روتوش" او تجميل، فيحكي الحقيقة كاملة كما يراها . موقع "الفن" التقى طوني عيسى وتحدث معه في حوار صريح جداً أجاب خلاله على الاسئلة بوضوح كبير فاعطى كل صاحب حق حقه وطالب بحقوقه وحقوق زملائه المهدورة.

طوني عيسى مبروك نجاحك في مسلسل إتهام، هل أنت راضٍ عن الأصداء التي حصل عليها؟
شكرا لك ولكل من احب هذا المسلسل، الاصداء كانت ايجابية جداً وما زال المشاهدون يسألونني عنه ويناقشونني باحداثه حتى اليوم، وهذا شيء يسعدني بالطبع، فالعمل الناجح يفرض نفسه.


المسلسل إحتل المرتبة الأولى في إحصائيات شهر رمضان، هل تحفزك هذه النتيجة مستقبلاً لتقديم ما هو أخطر وأكبر وأضخم؟
المسلسل لم يحتل المرتبة الاولى في لبنان فقط، بل في مصر ايضاً وهذه النتيجة بقدر ما تخيفني هي تفرحني، فجمهوري اصبح اكبر واكثر والحمد لله. انا وبعد كل عمل اقدمه افكر ماذا ساقدم بعده، فكيف اذا كان عملاً كبيراً بحجم "اتهام".

هل مررتم بصعوبات اثناء التصوير، ام ان الامور سارت كما يجب؟
على الرغم من سعينا لانهاء تصوير المسلسل قبل بداية شهر رمضان الفضيل الا ان كل شيء سار بحسب المرسوم له تماماً، كنّا في سباق مع الوقت ومع ذلك لم يقبل المخرج فيليب اسمر الا باللقطات التي تقنعه والتي تكون منفذة بدقة وجودة عالية، فهو من الاشخاص الذين يقرؤون نصوصهم اكثر من مرة "هو بيعرف شو بده"، الانتاج كان سخياً جداً والممثلون والممثلات المشاركون في " اتهام " قدموا ادوارهم بحرفية عالية، نشكر الله ان النتيجة كانت ممتازة وهي مرضية لفريق العمل قبل المشاهد.


ميريام فارس قدمت الفوازير، وتجربة سينمائية واحدة، وهذه هي المرة الاولى التي تقدم فيها مسلسلاً درامياً، كممثل محترف كيف وجدتها؟
قبل ان نتشارك في بطولة مسلسل إتهام كنت كلما رأيتها على الشاشة في مقابلة او كليب اقول بيني وبين نفسي"هالبنت عندها شي"، ولكنني لم اكن اتصور ان اراها بهذه الحرفية العالية من خلال تمثيلها وتقديمها دور "ريم"، ميريام اشتغلت على نفسها فهي لديها مشاهد طويلة في المسلسل استطاعت ان تقدمها بالطريقة المطلوبة "عنجد ميريام صدمني اداؤها وبرافو عليها" .

هل تعتقد أن الانتاج العربي "لبناني ،مصري، سوري" أصبح هو الطاغي حالياً لدرجة أنه نجح أكثر من الانتاجات المحلية المستقلة لكل بلد على حدة؟
صحيح الانتاجات العربية المشتركة هي الطاغية هذه الايام وهذا ما يخيفني للحقيقة، فعندما نتابع اي مسلسل من انتاج مشترك مع ممثلين كبار من لبنان وخارجه "كأنه عم بتضيع الطاسة شوي"، اليوم عندما اقوم بقراءة احد النصوص المعروضة عليً اتساءل في قرارة نفسي من هو الممثل العربي الذي سيشارك في المسلسل مع ان النص لبناني مئة في المئة ،التطيعم جميل جداً ولكن وبحسب اعتقادي لا يفيدنا كممثلين لبنانيين بقدر ما يفيد الآخرين".


هل تخاف من هذه المنافسة، تخاف أن تطغى الاسماء العربية على الاسماء اللبنانية المشاركة في الاعمال المشتركة؟
أخاف لان الاسماء العربية اهم من اسمائنا كلبنانيين في الخارج، لنكن صريحين في هذه النقطة.

أنت تقصد اهم منكم كلبنانيين من حيث الشهرة العربية والانتشار الواسع وليس من حيث الموهبة والاداء؟
اداء الممثل اللبناني متميز، وانا هنا لا اتكلم عن نفسي، دعني اعطيك مثالا وهو الاستاذ فادي ابراهيم، الست تقلا شمعون، الصبايا الجدد مثل سارة ابي كنعان التي قدمت اداء رائعاً جداً في مسلسل "اتهام"، اليوم ميريام فارس لبنانية احتلت المرتبة الاولى عربياً وهذه نتيجة ترفع الرأس، وهناك شيء مهم يجب ان اقوله ان ميريام جلبت جمهور الغناء والكليبات الى الدراما وهذه نقطة ايجابية جداً.
باختصار وبحسب رأيي يجب ان نعمل على انتاجاتنا المحلية ونقوم بتقوية حضور الممثل اللبناني في الانتاجات العربية الضخمة، لدينا ممثلين لبنانيين "قدها وقدود" يجب اعطاؤنا الفرصة العربية التي تعطى للممثلين العرب، العلاقات مع شركات الانتاج العربية والتلفزيونات العربية تلعب دوراً كبيراً في اختيار النجوم، "انا قبل اتهام ما كان حدا بيعرفني بمصر هلق كلن صارو يعرفو طوني عيسى".

الممثل العربي يفرض شروطاً اكثر من الممثل اللبناني بينما اللبناني يرضى بما يُعرض عليه من دون جدل، هل هذه صحيح؟

بالطبع هذا الكلام صحيح، مشكلتنا اننا في لبنان نفتقد للمصداقية، يتفقون معك اليوم على شيء ما وفي اليوم التالي تتبدل كل الامور، يجوز ان المنتج "بيسترخص" الممثل اللبناني، ممكن للبعض ان يقول نستقدم ممثلا لبنانيا بسعر ارخص وهذا يتيح له استقدام ممثل عربي بسعر كبير، فيوفر من جهة لصالح جهة اخرى، فالمنتج لا يقوم بانتاج اعماله كرمى لعيون الفن فقط، "كمان بدو يرضي جيبتوا"، هي في النهاية تجارة ولكن كل الفرق يتمثل بجودة النص "اذا كان حلو او مش حلو".

هناك أخبار تصلنا عن لسان بعض الممثلين من زملائك يؤكدون لنا ان أجر الممثل اللبناني أقل بكثير من أجر الممثل العربي في الاعمال المشتركة.
طبعا الممثل اللبناني ارخص ممثل من حيث الاجر، فالمنتج "اخر همه" كيف يعيش الممثل اللبناني ،"بيطلع مصاري ما بيطلع مصاري اخر همه" وانا لا اقصد منتجين محددين فاي منتج في العالم يفكر في مصلحته اولاً وهذا حقه فهو صاحب المال اولاً واخيراً ،ويريد استثمار امواله بطريقة تعود عليه بالفائدة.
الحق علينا في النهاية نحن قبلنا بما اعطوه لنا، الممثل السوري او المصري يفرض ارقاماً خيالية "منقول بقلبنا اووف قدي بدنا لنوصله"،وهنا السؤال يطرح نفسه لماذا معنا فقط تمشي الامور بهذه الطريقة؟ اذا كان الممثل حازماً في مواقفه وقراراته يعمل اكثر من الذي يحني رأسه؟ عفوا على هذا التعبير، هل وجب عليّ ان اصمت واعض على جرحي لاستطيع العيش في بلد يحرمني من اقل متطلبات الحياة؟.

في النتيجة هذا عمل الممثل اللبناني وهو يعيش من خلاله.
انا شخصياً لست متكلاً فقط على التمثيل، اود ان اقول لك شيئاً مهماً، من الان فصاعداً لن اقبل الا بما يرضيني ويكون على ذوقي، ساضع شروطي وسافرض سعري وكيف واين سيكتب اسمي في تيتر العمل، مع احترامي للجميع "ما حدا احسن من حدا".


هذا القرار إتخذته قبل "إتهام" ام بعده؟
اخدته عن قناعة ذاتية، وليس بسبب مسلسل "اتهام" او غيره.

طوني لا يسعنا إنكار نجوميتك قبل "اتهام" فانت قدمت أدواراً مهمة وكبيرة لا نستطيع التغاضي عنها او إلغاءها وهي من صنعت لك نجوميتك.
كلامك صحيح مئة بالمئة، انا في مسلسل "الغالبون" قدمت دوراً من اجمل الادوار وتمت اعادة المسلسل هذا العام على التلفزيون الايراني، ،اليوم يجب علينا ان نقدر ان طوني عيسى لديه اسم وجمهور كبير شئنا ام ابينا، ميريام فارس لديها جمهور كبير اذاَ ستتقاضى اجراً كبيراً، عابد فهد كذلك الامر، اليوم الممثل اللبناني يرضى بالقليل ولا اعرف لماذا، "خلينا نقول لاء شي مرة لنشوف شو رح تكون ردة فعل هالاء".

هل كانت هناك منافسة بينك وبين الممثل المصري حسن الرداد، من هو البطل الأول من هو الاهم؟ وما كانت نتيجة هذه المنافسة ؟
سأطرح عليك أنا السؤال، لو انا قدمت الدور الذي قدمه حسن الرداد "شو كان رح يصير"، دعنا نقيسها بهذه الطريقة لو اي ممثل لبناني آخر كباسم مغنية مثلا قدم نفس الدور الذي قدمه حسن الرداد في "اتهام" كيف كانت ستأتي ردود فعل الشارع المصري عليه، بالطبع كانوا سيتفاوضون مع باسم حول أجره في العمل المقبل، طبعا حسن بصم في دوره تماماً كما بصمت انا في دوري الصغير الذي قدمته في المسلسل والناس ما تزال تتحدث عنه لغاية اليوم، نحن كممثلين لبنانيين نعمل ونتعب دائماً لنطور انفسنا وموهبتنا ،بالنسبة الي انا البدل المادي هو من يترجم لي هذا التعب اليوم، اذا ترك المنتج اللبناني الممثل اللبناني ووقف الى جانب الممثل العربي "هيك ما رح تظبط، اشرفلي اترك هالمهنة وفتشلي على شغلة ثانية".

في ظل هذه الانتاجات العربية العديدة التي تم تقديمها خلال شهر رمضان، كان هناك عملان لبنانيان فقط بعكس السنوات الماضية، الا يؤثر هذا بطريقة سلبية على الممثل الذي لا يعمل في هذه الانتاجات العربية المشتركة؟

هذا ما اريد ايصاله، انا مع ان يطغى العمل المشترك ولكن بشرط ان ياخذ كل شخص حقه، لا يستطيع المنتجون التصوير في لبنان وتهميش الممثل اللبناني، او ان ياخذوه ليقولوا "انه هيدا اخدينه كصورة لبنان".


ليس من المقبول ان نجعل من الممثل اللبناني "كومبارس" للممثلين العرب، مع العلم ان البعض منهم ياخذ دور البطولة في هذه الاعمال.
بالطبع هذا لا يجوز "ما بتظبط"، انا مرة علقت على احد هذه المسلسلات فاخذوا مني موقفاً "صحيح اللبناني باغلب الاحيان كومبارس".


أي مسلسل تقصد؟
"لعبة الموت" لسيرين عبد النور، تشاهد فيه الكثير من الادوار لممثلين لبنانيين فتتساءل لماذا وافقوا على تقديمها، فتعود لتقول يجوز انهم تقاضوا اجراً معقولاً، او انهم مضطرون فلديهم التزامات عائلية، في لبنان اليوم لا يجوز ان ننادي بوقف العنف ضد المرأة فقط، فمن الواجب ان نقول ايضاً كفى عنفاً ضد الممثل اللبناني ايضاً.

بالعودة لمسلسل إتهام ، هل تندم لأنك تركت "ريم" أو ميريام وانهيت قصة غرامك معها؟
"يضحك ويقول": للصراحة لقد ندمت، "يا ريت قصة غرامي بميريام فارس كملت"، انا سعيد جداً بردود فعل الناس حول ادائي في المسلسل، ووصلتني اصداء عن سعادة كلوديا مرشليان بادائي فهي وكما علمت سعيدة بالنتيجة التي حققتها في "اتهام" على الرغم من صغر مساحة الدور، المخرج فيليب اسمر قال لي "يا ريت دورك كان اكبر من هيك"، وهذه كلها شهادات ترفع الرأس، ماذا اطلب اكثر من هذه الشهادات الايجابية بادائي من كاتبة ومخرج ومنتج، في الصحافة لم اقرأ أي انتقاد سلبي عن دوري في "اتهام" وهذا ايضاً شيء ملفت، وفي النتيجة اكون قد حصدت نجاحاً كبيراً اشكر ربي عليه.


طوني عيسى أخيراً ما هي أعمالك الجديدة؟
من المتوقع أن أشارك في مسلسل "علاقات خاصة" مع المنتج زياد شويري، وسيشارك في هذا العمل اسماء كبيرة جداً اذكر منهم الممثلان السوريان عابد فهد وقصي الخولي، اضافة الى" قصة حب" مع نادين الراسي .