يتوجّه منهج التّربية الموسيقيّة المشرقيّة المدرسيّة نحو المربيّ الموسيقيّ في لبنان والمشرق، أكان عاملاً في ميدان التّعليم الأساسيّ المدرسيّ، في حلقته الأولى أي صفوف الأوّل والثّاني والثّالث ابتدائيّ أساسيّ، أم في إطار حلقات التّوعية الموسيقيّة الّتي تُتيحها المدارس الموسيقيّة للأطفال من عمر ستّ إلى ثماني سنوات.

وهو، بالإضافة إلى الأهداف العامّة للعمليّة التّربويّة الموسيقيّة، يرمي إلى تجذير مقوّمات التّراث النّغميّ المشرقيّ لدى الطّفل على الأصعدة الإدراكيّة الحسّيّة والعاطفيّة والمعرفيّة والنّفسحركيّة. وهو يضع بين يديّ المربّي أدوات تعلّميّة متناسقة مع الهدف المنشود.


ويتكامل هذا المسار التّربويّ الموسيقيّ المشرقيّ مع المسارات التّربويّة الموسيقيّة الغربيّة المعتمَدة حاليًّا في معظم المؤسّسات التّربويّة في لبنان كما في العالم العربيّ.

ويمتدّ هذا المسار على مدار اثني عشر أسبوعًا للسّنة الواحدة من كلّ صفّ ما يعادل فعليًّا ثلاثة أشهر، ويمكن له أن ينفَّذ بطريقة تواتريّة وتناوبيّة مع مسار آخر يتناول الجانب الغربيّ.

أمّا الاستراتيجيّة التّعليميّةالتّعلّميّة، وهي تتضمّن المضامين الفرعيّة لهذا المسار التّربويّ، الّتي عبْرَها يتحقّق التّجذير التّراثيّ الموسيقيّ المشرقيّ المنشود، فتنطلق من قاعدة استثمار كفايات الطّفل الموسيقيّة، عبر تفعيل قدراته السّمعيّة والصّوتيّة والجسديّة غناءً، عزفًا، رقصًا وإصغاءً، وإيقاظ ملكاته الموسيقيّة الأكثر عمقًا كالابتكار والارتجال والمخيّلة، وتنمية قدراته المعرفيّة.

وتأخذ هذه المضامين شكل تسعة أنواع من الأنشطة هي:
1) تعلّم عدّيّات تتناسب مع قدرات الطّفل الصوّتيّة.
2) تعلّم أغانٍ تراثيّة شعبيّة تتناسب مع تلك القدرات الصّوتيّة.
3) القيام بتمارين وألعاب مُدرَجة في بطاقات موزّعة بين لحنيّة وإيقاعيّة، على أساس اختيار خمس من كلّ نسق لكلّ سنة، أي ما يعادل ثلاثين بطاقة على امتداد الحلقة الأولى.
4) تعريف المتعلّم على تسع آلات موسيقيّة مشرقيّة من خلال ألعاب وحزازير وتمارين إصغائيّة ثلاث آلات موزّعة على ست حصص للصّفّ الواحد.
5) عرض سيرٍ ذاتيّة لثلاث موسيقيّين لبنانييّن مطربين وأو عازفين، واحدٌ لكلّ صفّ، بطريقة بسيطة وطريفة تناسب المخيّلة الطّفوليّة.
6) ممارسة الرّقص الإيقاعيّ بالاستناد إلى فقرات مصوّرة؛ ويهدف هذا النّشاط إلى تنمية الجانب النّفس-حركيّ عند الطّفل وإلى مساعدته على التّعبير عمّا يسمعه من خلال الحركة، ممّا يجمع القدرتَين الإصغائيّة والجسديّة.
7) ممارسة الرّقص الإيقاعيّ الدّبكة على ألحان الدّلعونا التّراثيّة الشّعبيّة.
8) التّدرّب على العزف على الآلات القرعيّة في مرافقة الألحان.
9) تعريف الطّفل على آلة السّنطور التّربويّ بغية تنفيذ الجانب الموسيقيّ اللّحنيّ من العدّيّات التّربويّة.