مما لا شك فيه ان برنامجي "رامز واكل الجو" للممثل المصري رامز جلال، و"هبوط اضطراري" لزميله الممثل هاني رمزي ولأشباههما من برامج المقالب التي انتقلت وبسحر ساحر الى الجو توحي وكأن الافكار انتهت ولم يتبق لنا سوى الجو.


وبغض النظر عن حرب الشاشات الشرسة المعلنة التي تخوضها المحطات هذا العام حول المرتبة الاولى التي يتنافسان عليها، وبغض النظر عن نسبة المشاهدة التي يحصدها البرنامجان والاسماء الكبيرة المشاركة فيهما، الا اننا وبكل اسف نعلن عن سخافة الفكرة وقذارتها وحقارتها.

أين هي البطولة حين تأتي بنجم مشهور حاصل على المبلغ المرقوم سلفاً لتضحك الناس عليه، اين البطولة في ذلك؟ واين الشطارة بأن نسمع وصلة ردح وشتائم على الشاشة في الشهر الفضيل؟ واين الشهامة ان نرى نجوماً يتقيؤون امام الكاميرا والناس في فترة صيام؟

صحيح أن الاخبار في الكواليس تؤكد ان معظم النجوم على دراية بهذه المقالب ولكن هذا لا يعطي منتجي هذه البرامج الحق في فعل ما فعلوه بهم، ماذا سيحصل لو ان كابتن احدى هذه الطائرات وخلال العابه البهلوانية فقد سيطرته على الطائرة لا قدر الله ؟ ماذا لو احد هؤلاء الضيوف مع أنهم يدركون جيداً بان ما يتعرضون له هو مقلب، تعرض لازمة قلبية حقيقية في الجو بسبب خطورة هذه المقالب، ماذا لو ان احد النجوم وعلى الرغم من معرفته بان ما يجري حوله هو مقلب لم تحمله اعصابه فوقع مغمياً عليه واحتاج لاسعافات ضرورية اكثر من تلك الموجودة في هذه الطائرات؟

ومن معدي ومنفذي هذه البرامج ننتقل الى ضيوفها، فهل يستحق اي مبلغ مرقوم ان تخاطروا بحياتكم من اجله؟ هل يستحق اهاليكم واطفالكم وعائلاتكم ان يعيشوا لحظات رعب مهما كان ثمنها؟ اهكذا تكافئون جمهوركم؟ كيف تقبلون لاجل المال ان نراكم بهذا الشكل الذي تظهرون فيه وتنتفضون وتقيمون الحروب على اهل الصحافة بسبب صورة صغيرة لم تعجب خاطركم، وتقبلون بان تظهروا بهذا الشكل "المبهدل" عبر الشاشات؟

واخيرا سؤال برسم رامز جلال، الم تكتفي من هذه النوعية من البرامج بعد الصحراء والبر والبحر والجو؟ ولن تتوقف عن افكارك الجهنمية القاتلة قبل ان تحل مصيبة باصابة احد النجوم المشاركين فيها باصابة خطيرة ربما تصل الى الموت؟ والى هاني رمزي هل تستحق هذه التجربة ان تخوضها بهذا الشكل؟ والى اصحاب البرامج نقول، هل يستحق الريتينغ كل هذه المغامرات التي من الممكن ان تغفوا على نجاحاتها وتستفيقوا على احدى مصائبها؟

رامز واكل الجو، وهبوط اضطراري، عيب عليكما، وعلى افكاركما.